أوباما: انتفاضات الشرق الأوسط تخدم واشنطن، والفلسطينيون عالقون على الحدود المصرية الليبية (27 شباط- 5 آذار)
بقلم: مفتاح
2011/3/5

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12435

تستقبل رام الله اليوم 5/3/2011 الرئيس التشيلي سبستيان بانييرا الذي يزور فلسطين، في زيارة هي الأولى من نوعها بهذا المستوى الرفيع التي تعكس دعم تشيلي للشعب الفلسطيني وتجسد اعترافها بدولة فلسطين مستقلة ذات سيادة، إضافة إلى رفع مستوى التمثيل الفلسطيني إلى مستوى سفارة كاملة السيادة.

وأعلنت سفيرة فلسطين لدى التشيلي د.مي كيلة أن الرئيس محمود عباس سيمنح الرئيس التشيلي وسام نجمة فلسطين، وهو أعلى وسام فلسطيني، وسيفتتح الرئيسان شارع التشيلي القريب من المقاطعة حيث جرى نصب خيمة على مدخل الشارع المقابل للمقاطعة تمهيدا لافتتاحه رسميا بمشاركة الرئيسين، في حين سيزور الرئيس التشيلي مدينة بيت لحم ومخيم عايدة للاجئين.

وأضافت د.كيلة: أن للزيارة أهمية خاصة في ظل الظروف السياسية الراهنة والتعنت الإسرائيلي في الاستمرار بالاستيطان'، لاسيما أن الرئيس التشيلي يعتبر من اليمين، وسيدعو جميع الدول في أميركا اللاتينية للاعتراف بفلسطين.

من المقرر أن يعقد الرئيس التشيلي لقاءات مشابهة مع المسؤولين الإسرائيليين رغم حالة القلق التي تنتاب الجانب الإسرائيلي من مواصلة حصول دولة فلسطينية على الاعتراف الرسمي من العديد من الدول على المستوى الدولي.

على صعيد التداعيات جراء ما جرى ويجري على الساحة العربية والتي لا شك سترمي بظلالها على الوضع الفلسطيني الإسرائيلي، فهي مستمرة إذ أكد عمرو موسى اليوم الخامس من آذار الأمين العام للجامعة العربية، وأحد المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة المقبلة في مصر، أنه سيلتزم بمعاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل والمبادرة العربية للسلام، في حالة وصوله لمنصب الرئاسة.

وقال موسى خلال حلقة جديدة من برنامج "مصر بعد مبارك" الذي يقدمه محمود الورواري وبثتها قناة العربية الجمعة، ردا على تساؤل حول القلق الإسرائيلي من احتمال وصوله للرئاسة في مصر، إن الإسرائيليين لا يرتاحون له، ولكن الجميع ملتزمون بمعاهدة السلام في مصر، مشيرا إلى أن المجلس العسكري أعلن التزامه بجميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية، وأنه في حال انتخابه سيلتزم بها وبالمبادرة العربية للسلام، أما عدا ذلك فلا يوجد ما يلتزم به إزاء إسرائيل.

فيما أشار أوباما في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء اليوم إلى أن انتفاضات الشرق الأوسط تخدم واشنطن وتمنحها فرصة كبيرة، ورأى أن هذه الثورات تفتح آفاقا واسعة أمام الأجيال الجديدة، ووصف أوباما هذه الثورات بأنها "رياح حرية" هبت على المنطقة، وقال إن القوى التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك يجب أن تتعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

فيما اتهم أوباما في وقت سابق بتاريخ 3/3/2011 إسرائيل بالتلكؤ تجاه السلام معتبراً إجراءات نتنياهو بلا معنى، وذلك خلال لقاء جمع الرئيس الامريكي باراك اوباما مع 50 شخصا من زعماء الجالية اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية، دعا خلاله الحكومة الإسرائيلية إلى ضرورة القيام بمراجعة لسياستها تجاه العملية السلمية في المنطقة.

وبحسب ما نشر موقع صحيفة "هآرتس" الناطقة بالعبرية، وقد لمح الرئيس الأمريكي بأن الحكومة الإسرائيلية يجب أن تتوقف عن سياسة "التلكؤ" التي تتبعها تجاه العملية السلمية لان ذلك غير مقبول للفلسطينيين.

جاء ذلك بعد قرار نتنياهو في 2/3/2011 بإقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة تقود لاتفاق نهائي، وذكرت وكالات أن صحيفة هارتس نقلت عن مصادر في مكتب نتيناهو قولها إن قراره نابع من إعادة النظر في تغيير إستراتيجيته حين قال في المشاورات الأخيرة مع مستشاريه "إنه وفي خضم الاحتجاجات في العالم العربي، يجب أن نأخذ خطوة إلى الأمام في محاولة للتوصل إلى اتفاق نهائي في غضون عام".

وأضاف"إن الفلسطينيين ليسوا مستعدين للتوصل إلى اتفاق نهائي لإنهاء الصراع ، في ضوء عدم الاستقرار في المنطقة".

لكن السلطة الفلسطينية جددت يوم الخميس 3/3/2011 رفضها لمقترح رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" بإقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة قبل نهاية هذا العام، مشددة على أنه لا يمكن الحديث عن هذا المشروع إطلاقا.

وقال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية : "إن هذا المشروع مرفوض تماماً ولا يمكن الحديث فيه، فالمقبول فلسطينيا فقط، هو دولة كاملة السيادة على الأرض المحتلة عام 1967 وفق الإجماع الوطني، ووفق قرارات القمة العربية والشرعية الدولية".

أما فيما يتعلق بالرعايا الفلسطينيين في كل من مصر وليبيا فقد وصل 9 معتقلين فلسطينيين من مصر إلى غزة مساء الخميس 3/3/2011 إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، عقب الإفراج عنهم من السجون المصرية.

يذكر أن عدداً من المعتقلين الفلسطينيين قد هربوا إلى قطاع غزة, خلال الأحداث التي اندلعت في الأراضي المصرية, إثر ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك, أبرزهم القيادي في حركة حماس أيمن نوفل.

فيما علق في ذات الخميس نحو سبعين فلسطينياً على الحدود المصرية الليبية عند معبر السلوم منذ نحو أسبوع، في انتظار الأمن المصري بالسماح لهم بالعبور, لنقلهم إلى قطاع غزة بعدما تقطعت بهم السبل جراء الأوضاع السائدة في ليبيا.

وذلك فيما واصلت الحكومة الإسرائيلية سياستها العدوانية تجاه الفلسطينينن على الأرض حيث اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت 5/3/2011، قرية سيريس جنوب جنين، ونصبت حاجزا عسكريا بين القرية ومخيم الفارعة، ونشرت فرقة مشاة بين كروم الزيتون جنوب غرب بلدة يعبد. وكانت سلطات الاحتلال قد سلمت إخطارات لهدم 6 منازل ومسجد ومدرسة في الرماضين يوم 28/02/2011 جنوب غرب الخليل.

وكان يوم الاثنين الماضي 28/2/2011 اليوم الأخير على تكليف رئيس الوزراء الفلسطيني د. سلام فياض في الرابع عشر الماضي لإجراء مشاوراته من أجل تشكيل الحكومة الفلسطينية القادمة، في وقت توقعت فيه مصادر مقربة" أن يتم تمديد فترة التكليف أسبوعاً آخر وذلك من أجل الانتهاء من التشكيلة النهائية للحكومة".

وأكدت المصادر"أن يلتقي فياض مع الرئيس أبو مازن في ساعات المساء، من أجل إطلاعه على آخر مشاوراته بشأن تشكيلة الحكومة الجديدة، والمطالب التي تقدمت بها الفصائل الفلسطينية والمؤسسات الأهلية لوضعها على سلم أولويات عمل الحكومة القادمة".

وكانت قد واصلت الحكومة الإسرائيلية سياستها التهويدية في مدينة القدس حيث صادقت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في في المدينة يوم الأربعاء 2/3/2011 بشكل نهائي على مشروع " تهويدي جديد" للمسجد الأقصى, وذلك بقرار إعادة بناء الجسر العلوي المؤدي إلى باب المغاربة في الأقصى.

وذكر تقرير صادر عن دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الفلسطينية، بعنوان " شعب تحت الاحتلال" صدر في 1/3/2011، أن المستوطنين اقتلعوا ودمروا 874 شجرة ، فيما اقر الاحتلال بناء 374 وحدة استيطانية وقتل 7 مواطنين واصدر 119 امر هدم لمنازل فلسطينية خلال شباط الماضي.

وأشار التقرير إلى مواصلة سلطات الاحتلال سحب بطاقات هوية المقدسيين تحت حجج وذرائع واهية، في اطار سياسة التهجير التي تنتهجها تلك السلطات بحق مواطني مدينة القدس،واحلال المستوطنين مكانهم، فمنذ العام 1967 صادر الاحتلال بطاقات هوية 14043 مواطن مقدسي ، بذريعة الاقامة خارج مدينة القدس او الحصول على جواز سفر اجنبي ، فيما يتهدد الخطر نحو 100 الف فلسطيني اخر يعيشون خارج جدار الضم والتوسع الذي يحيط بالقدس الشرقية .

وكان عدد من نشطاء اليمين الإسرائيلي قد أعلنوا يوم الخميس 3/3/2011 'يوم غضب' ضد الجيش والشرطة في أعقاب هدم بيت في مستوطنة جلعاد، وأحرقوا الإطارات في مدخل مدينة القدس. وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن عشرات الملصقات وضعت في جميع أنحاء الضفة الغربية بضعها يدعو المستوطنين للخروج لـ "خميس الغضب"، وأخرى تقول " إن المذابح في هافات جلعاد والتدمير في التلال جارية".

وهدد المستوطنون بإغلاق التقاطعات في إسرائيل، وتعطيل حركة الفلسطينيين في جميع أنحاء الضفة وجميع المدن الفلسطينية، وذلك احتجاجا على هدم إسرائيل لعدة منازل غير قانونية في هافات جلعاد، مهددين لسعى من خلال "التكتيك" إلى الانتقام عن طريق مهاجمة الفلسطينيين عن كل بؤرة استيطانية يتم هدمها.

وأخيرا، في 28 شباط2011 انسحب الوفد الفلسطيني لدى الأمم المتحدة في جنيف معرباً عن استيائه من كلمة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمام مجلس حقوق الإنسان. والتي ألقت خطاباً كان من المفترض أن يعالج الأزمة في ليبيا ويدعم الولايات المتحدة لشعبه، لكنه تطرق بدون وجه صله إلى الاعتراض على البند الدائم في أجندة المجلس حول المخالفات الإسرائيلية.

http://www.miftah.org