وزير الأسرى سابقاً: شريط شاليط و زيارات أهالي الاسرى
بقلم: د. سفيان أبو زايدة
2011/4/19

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12571

في ذكرى يوم الاسير الفلسطيني حيث يكثر الحديث عن الاسرى و معانياتهم، عن ذويهم و عذاباتهم، عن حرقة الفراق و الشوق و اللوعة للقاء، تكثر ايضا المهراجانات التضامنية التي تجدد العهد و الوفاء للذين ضحوا بحريتهم من اجل حرية ابناء شعبهم، اولئك الذين يكتوون في كل لحظة بنار البعد عن الاهل و الاصدقاء من ناحية ، ويكتوون اكثر من نار الانقسام و تشتت الصف الفلسطيني من ناحية اخرى.

خلال هذه الايام ايضا يكثر الحديث عن ضرورة تحرير الاسرى من قيودهم حيث تجاوز العديد منهم الثلاث عقود خلف القضبان. هناك من يطالب بضرورة تدويل قضيتهم من اجل التخفيف من معانياتهم اولا و تحسين شروط حياتهم ثانيا و كذلك من اجل زيادة الضغط للافراج عنهم ثالثا. و هناك من يدعو حماس بالتمسك بمطالبها مقابل الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط، وهناك من يدعو الى ضرورة تكرار التجربة من اجل تشكيل المزيد من الضغوط على الحكومة الاسرائيلية بأنجاز عملية التبادل.

الامر المؤلم هو بعد ان تنفض كل هذه المهرجانات، و تعود الفصائل الى اجندتها الحزبية، يبقى الاسرى خلف قضبانهم يعيشون على الامل الذي بدونه لا يستيطيعون الصمود، و يبقى ذويهم في انتظار اليوم الموعود الذي يلتقون به مع ابنهم او ابيهم او اخيهم الاسير.

مجموعة صغيرة من ابناء الشعب الفلسطيني هي التي سخرت وقتها و جهدها و امكانياتها و علاقاتها من اجل ان تبقى قضية الاسرى حيه في الوجدان الفلسطيني و العربي و الدولي. هؤلاء هم وحدهم الذين لا يتعاملون مع قضية الاسرى كجزء من العلاقات العامة او ضريبة الكلام التي تدفع بين الحين و الاخر، بل هي قضيتهم الشخصية و الوطنية و السياسية و الانسانية.

في هذه المناسبة ايضا يعود موضوع شاليط الى الواجهه مرة اخرى وفي اكثر من سياق. تزامن يوم الاسير مع تعيين مسؤول اسرائيلي جديد عن ملف شاليط وهو ضابط آخر من الموساد اسمة دافيد ميدان و الذي خلف زميله حاجي هداس الذي قدم استقالته لاسباب شخصية . و الاهم من ذلك ان يوم الاسير ايضا تزامن مع الحديث عن امكانية ان تستجيب حماس للمطالب الدولية متعددة الاتجاهات بنشر شريط آخر لشاليط للتأكد من انه ما زال على قيد الحياة، كما حصل قبل عامين تقريبا عندما تم اطلاق سراح اسرى من السجون الاسرائيلية مقابل نشر شريط مسجل حول شاليط.

لا احد يستطيع ان يدعي انه يعرف تفاصيل الاتصالات و الجهود التي تبذل في كل ما يتعلق بهذا الملف سوى من لهم علاقة مباشرة به، اسرائيليا و حمساويا ودوليا. حماس لم ترفض الفكرة من حيث المبداء، ولكنها بالتأكيد لن تقدم اي شيئ مجاني دون الحصول على مقابل، تماما كما حصل في المرة الاولى حيث تم الافراج عن اسرى و اسيرات مقابل شريط شاليط.

على افتراض ان هناك اتصالات ، و هناك جهود لنشر شريط آخر او اي معلومات آخرى تتعلق بشاليط، و على اعتبار ان ذلك لن يكون كجزء من عمل خيري او انساني فقط ، بل سيكون له ثمن يتعلق بالاسرى داخل السجون، لذلك يجب الاخذ بعين الاعتبار هذه المرة ضرورة الربط بين المعلومات عن شاليط و بين السماح لاهالي قطاع غزة بزيارة ابنائهم في السجون الاسرائيلية، اضافة الى المطالب الاخرى التي طلبها او قد يطلبها المفاوض الحمساوي.

ان من حق اهل شاليط ان يطمئنوا على سلامة ابنهم ، و لكن من حق الاسرى و ذويهم من لقاء بعضهم البعض حيث حرموا من الزيارات منذ ان وقع شاليط في الاسر.

هناك اكثر من ستة مئة و ثمانين اسيرا من اسرى غزة محرومين من زيارة ذويهم منذ اكثر من خمسة اعوام ، بشكل رئيسي بسبب وجود شاليط في غزة و كجزء من وسائل الضعط المتعددة. هناك اطفال ولودوا ولم يروا ابائهم الاسرى منذ خمس سنوات، هناك امهات لهن اكثر من ابن في السجن لم يلتقن بابنائهم منذ خمس سنوات. هناك ايضا المئات من اسرى محافظات الضفة الذي لم يزوروا ابنائهم لاسباب امنية منذ سنوات.

اذا كان من حق اهل شاليط ان يطئنوا على ابنهم، و هذا حق لهم وفق الاعراف الانسانسة و الاخلاقية و الدولية، ان هذا الحق يجب ان يكون مكفولا بالدرجة الاساسية للاسرى الفلسطينيين و ذويهم. لذلك، فأنني ادعو الاخوة في حماس ربط زيارات اهالي الاسرى المحروميين من زيارة ابنائهم منذ اكثر من خمس سنوات بنشر اي معلومات جديدة عن شاليط. هذا الامر ممكن، و في اعتقادي لن تكون هناك مشكلة اسرائيلية حقيقية في حال الاصرار عليه.

ليس هناك مبرر يمنح الحق لاسرائيل ان تحرم الاهل من زيارة ابنائهم، ولكن طالما هناك امكانية للمقايضة بنشر معلومات اخرى عن شاليط اضافة للمطالب الاخرى التي تفكر بها حماسن اعتقد بانها ستكون الهدية لاهالي الاسرى في يوم الاسير الفلسطيني.

szaida212@yahoo.com

http://www.miftah.org