الفلسطينيون ما بعد المصالحة (1-7) أيار.
بقلم: مفتاح
2011/5/7

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12626

صادف الأول من أيار يوم العمال العالمي، والذي لم يستثنيه جنود الاحتلال من اعتداءاتهم المتواصلة على العمال الفلسطينيين، حيث تعرض العمال فجر يوم الأحد 1/5/2011 لمطاردة من جنود الاحتلال قرب حاجز الزعيم انتهت بإصابة عاملين أحدهما، محمود ابراهيم أبو سرحان ( 25 عاما) من بلدة العبيدية شرق بيت لحم، تعرض لجروح بالغة في الرأس والوجه جراء إصابته بحجر ألقاه عليه أحد جنود الاحتلال ومن ثم سقوطه عدة أمتار من منطقة مرتفعة، فيما أصيب العامل علي منصور أبو سرحان (18 عاما) برضوض في اليد جراء سقوطه أثناء المطاردة.

كما هاجمت كلاب الاحتلال، فجر اليوم الأحد، ثلاثة عمال في منطقة عرب الرماضين جنوب الخليل، وأصابتهم بجراح في أنحاء متفرقة من أجسامهم. وأفاد ناصر قباجة، مسؤول غرفة عمليات الهلال الأحمر الفلسطيني في محافظة الخليل، بأن إسعاف الهلال الأحمر في مدينة الظاهرية جنوب مدينة الخليل، قامت بنقل عاملين لمستشفى الخليل الحكومي، مصابين بجراح مختلفة جراء تعرضهما للنهش والعض من كلاب الاحتلال، وبدت آثار عضات الكلاب في أجسامهم، فيما قامت سيارة خاصة بنقل جريح ثالث.

في الأول من أيار أيضاً وتعقيباً على مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، رحبت السلطة الفلسطينية بقتل أسامة بن لادن على أيدي القوات الأمريكية في حين عبرت حماس عن أسفها لمقتله، وقال غسان الخطيب المتحدث باسم السلطة الفلسطينية "التخلص من بن لادن مفيد لقضية السلام في شتى أنحاء العالم ولكن المهم هو التغلب على الخطاب والأساليب العنيفة التي طبقها وشجعها بن لادن وآخرون في العالم.”، ووصف إسماعيل هنية القيادي بحركة حماس بن لادن بالشهيد، وقال هنية للصحفيين: "إذا صحت هذه الأخبار نحن نعتقد أن هذا استمرار للسياسة الأمريكية القائمة على البطش وسفك الدم العربي والإسلامي".

وأضاف "بغض النظر عن الاختلافات في داخل الساحة العربية والإسلامية نحن نستنكر أن يكون هناك اغتيال وقتل لمجاهد عربي". وقع الطرفان فتح وحماس يوم الأربعاء 4/5/2011 في تمام الساعة الحادية عشرة بتوقيت القاهرة، الثانية عشرة بتوقيت فلسطين اتفاق المصالحة الفلسطينية بعد انقسام دام أكثر من أربع سنوات، وذلك في مقر المخابرات العامة المصرية وبحضور الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وحضر حفل التوقيع كل من وزير الخارجية المصري نبيل العربي والأمين العام لجامعة الدول العربية وسفراء الدول العربية لدى مصر ومدير المخابرات العامة المصري.

وعلى صعيد إعلان مصر عزمها تشغيل معبر رفح ورفع الحصار عن قطاع غزة وتخفيف المعاناة عن الأهالي هناك، لفتت المصادر إلى أن تشغيل معبر رفح يحتاج إلى إجراءات عدة بينها عودة المراقبين الدوليين ووجود حرس الرئاسة الفلسطينية هناك كما كان في السابق، وربطت بين تشغيل معبر رفح وإنجاز المصالحة. وحذر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر اليوم 7/5/2011 مسؤول فلسطيني بارز من وضع العصا في دولاب تنفيذ بنود اتفاق المصالحة الفلسطينية التي تم إنجاز جزء كبير منه خلال توقيع حركتي "فتح وحماس" على ورقة التفاهمات المصرية في القاهرة الأربعاء الماضي، وطالب مزهر حسبما ذكرت المصادر بمشاركة كافة الفصائل الفلسطينية في الإشراف على تنفيذ بنود تفاهمات القاهرة، محذراً في الوقت ذاته من العودة إلى مربع المحاصصة والتقاسم بين حركتي "فتح وحماس"، ودعا مزهر خلال تصريحه، لاختيار شخصيات وطنية وذات كفاءة عالية في إدارة كافة الملفات وعلى رأسها الملف الأمني، الذي اعتبره من أصعب تلك الملفات التي ما زالت عالقة، مطالباً كافة الفصائل بالتعامل مع ورقة المصالحة المصرية بكل وطنية والبعد عن الحزبية.

فيما تناقلت المصادر الإخبارية يوم 3/5/2011 قلق السلطة الفلسطينية في بحثها عن بدائل لسد احتياجاتها المالية، في أعقاب القرار الإسرائيلي عدم تحويل أموال عائدات الضرائب المستحقة للجانب الفلسطيني، والتصريحات الأميركية الأخيرة التي تلوح بقطع المساعدات المالية للسلطة، وأشار مسؤولون فلسطينيون أن هناك مشاورات تجريها السلطة الفلسطينية مع عدد من الدول العربية من أجل الحيلولة دون فرض حصار مالي على السلطة الفلسطينية تعجز من خلاله على دفع المستحقات المترتبة عليها تجاه الموظفين والأجور، وأن عدداً من الدول العربية أبدت استعدادها لتقديم الدعم المالي للسلطة وتشديدها على إنقاذ السلطة من حصار مالي قد يلوح في الأفق في حال نفذت الإدارة الأميركية تهديداتها بقطع المعونة المالية عن السلطة.

وكانت إسرائيل أعلنت في الأول من أيار عن وقف تحويل عائدات الضرائب الخاصة بعائدات الجمارك للسلطة الفلسطينية والتي تقدر بـ" 300 مليون شيكل، في أعقاب التوصل لتفاهم بين حركتي فتح وحماس الأسبوع الماضي".، لكن المصادر الإخبارية ذكرت اليوم 7/5/2011 بأن الأمين العام للأمم المتحدة يطالب إسرائيل بتحويل أموال الضرائب إلى السلطة الفلسطينية، خلال حديثه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

وبحسب بيان نشرته الأمم المتحدة فإن بان كي مون قال لنتانياهو: "إن المصالحة الفلسطينية لا تزال في بدايتها الآن، ولذلك يجب تقييمها لاحقا".

في يوم 5/5/2011 وفي ما يتعلق بملف المصالحة تحدثت الأنباء عن أن إسرائيل ستجر الفصائل الفلسطينية لمواجهة عسكرية في غزة لإفشال المصالحة، في حين استهزأت الصحف الإسرائيلية بصلح فتح وحماس، حيث أشارت المصادر الصحفية إلى كيفية تغطية الصحف الإسرائيلية للمصالحة حيث أن الموقف الرسمي الإسرائيلي مرتبك، ومرة أخرى فشلت إسرائيل في تقدير قوة إرادة الفلسطينيين في الصلح، كما فشلت تماما في تقدير قوتهم على الخلاف مع أنفسهم ذات يوم...الصحافة الإسرائيلي تواصل الاستهزاء لكنها لا تملك معلومات جديدة وكل معلوماتها نقلا عن الصحافة العربية، ورسميا هناك شرخ كبير في الموقف الإسرائيلي، فمعظم قادة إسرائيل لا يعارضون الصلح ويختلفون مع نتانياهو وشمعون بيريس وهما الأكثر حدة وتطرف في رفض المصالحة الفلسطينية.

واللافت للانتباه أن الصحافة الإسرائيلية ما كانت تنشر صور ملونة لرئيس السلطة وعلى صفحات كثيرة حين كان يدعو للسلام وللتفاوض ويلتقي اللوبي اليهودي في أمريكا وفرنسا، وكانت تكتفي بوضع صورة صغيرة جدا وغير ملونة في الصفحات الداخلية، أما حين تصالح مع حماس وعانق مشعل فان جميع الصحف العبرية نشرت له صورا ملونة على الصفحة الأولى!!!!.

http://www.miftah.org