الاجتزاء والافتراء
بقلم: عارف حجاوي
2011/5/11

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12639

من حق الصحافي أن يختار العبارة الحارقة في محاضرة كي يبرزها في عنوان تقريره. ومن حق صاحب المحاضرة على الصحافي أن ينال تغطية متوازنة وأمينة، وأن لا يتعرض كلامه للاجتزاء. وإذا أضيف إلى الاجتزاء قليل من الافتراء فلا بد أن يكون كلامه قد استعمل استعمالاً ووظف توظيفاً لخدمة غرض.

أذكر أنني ألقيت كلمة في مؤتمر في بيروت قبل عدة سنوات، ونشرت صحيفة لبنانية تقريراً قلبت فيه كلامي رأساً على عقب، حتى لقد شككت في قدرتي على التعبير. ومن حسن حظي أن قرأت بعدها بيومين تقريراً آخر في الأهرام ويكلي فإذا به يلخص كلامي تلخيصاً ممتازاً في فقرة بارعة مكتوبة بقلم صحفية جيدة التدريب. ولم يكن في تخبيص الصحيفة اللبنانية ما يستدعي التصويب أو الرد.

وقبل أيام عقدت ندوة في جامعة بيرزيت كانت لي فيها كلمة. وقد نشرت صحيفتان تقريرين عن الندوة، تشابها في الصياغة والوصف تشابهاً مريباً. وتشابها أيضا في الاجتزاء والافتراء. وكانت كلمتي عن الصحفي المواطن وعن قناة الجزيرة وتغطيتها للأوراق الخاصة بالمفاوضات الفلسطينية.

لقد أكدت أن التغطية تم إخراجها على نحو غير موفق، على أنني لم أقل إن الأمر محبوك، ومحبوك معناها مفبرك. وبينت بأقصى ما هنالك من وضوح أن الجزيرة عززت مهنيتها العالية بالتزامها بإيراد الرأي الآخر.

وبعد نشر تينك الصحيفتين لذينك التقريرين المعبوث بهما اتصلت بي محطة تلفزية تطلب لقاء. ولبيت النداء، ذلك أنني لا أحب تخييب صحافي مثلي. ومرة أخرى نشرت تلك القناة التلفزية كلامي تحت عنوان عريض مغرض.

ليتنا فقط نتمكن من تأسيس إعلام قوي ونظيف كالجزيرة، فهذا يريحنا على الأقل من التفكير طول الوقت في الجزيرة وكأنها هي الحدث وهي النصير وهي العدو. فالجزيرة – إن نسينا – هي محطة تلفزية لا أكثر ولا أقل.

http://www.miftah.org