المأزق الفلسطيني
بقلم: بهاء رحال
2011/5/28

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12690

جملة من التساؤلات الكبيرة التي يتم طرحها هذه الأيام وجميعها تدور حول الموقف الفلسطيني وما سيحصل في ايلول سبتمبر القادم وهو الموعد المحدد والذي ستذهب فيه القياده الفلسطينية الى مجلس الأمن لانتزاع اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 ، خاصة بعدما أعلنت الإدارة الأمريكية موقفها من الدولة الفلسطينية في سبتمبر ومعارضتها للذهاب الى مجلس الأمن وتلويحها بخطوات عديدة تنوي القيام بها في حال ذهب القيادة الفلسطينية الى الأمم المتحدة من أبرزها إستخدام ذلك الفيتو اللعين القادر على إيقاف أي قرار مهما حظي باجماع دولي ومهما بلغ عدد مؤيديه ، وهذه التساؤلات جاءت بعد تضارب مواقف الرئيس اوباما المنبعثة من رسائله المتعددة ، ففي الوقت الذي وجه خطابه الكاذب الى منطقة الشرق الأوسط وخص الشعب الفلسطيني بسيل من الوعودات المتواضعه كان في الوقت نفسه يعطي لاسرائيل وعود أكبر تشطب كل الكلمات التي قالها للشعب الفلسطيني وتفضح حقيقة الموقف الأمريكي الذي تبرأ من كل الوعود التي كان سابقاً قد قطعها على نفسه وتعلن الحقيقة الواضحة للشمس أن أمريكا بطلة الانحياز لإسرائيل في كل المواقف وكل المحافل وكل المراحل وأنها صاحبة عقيدة الاحتلال والعقلية المختلة والفكر الكاذب ، وأنها إمبراطورية الشر الأولى في العالم ووطن الأشرار.

أسئلة كثيرة لا تجد اجابات واضحة ولا تزال تلقي بالحيرة على المواطن الذي يتسآل عن مصير الجهد الفلسطيني والحلم الفلسطيني الذي اقتربنا من تحقيقه وعن نوايا ومخططات أمريكا وإسرائيل في المستقبل القريب وعن الثقة التي تبعثرت بالموقف الأمريكي المشبوه الذي يفسر عجز الادارة الأمريكية عن ممارسة الضغط على حكومة اسرائيل المتعنته والرافضة للسلام وتقديم الاستحقاقات المطلوبة منها بالاضافة الى أنها تماهت مع فلسفة الاستيطان والاحتلال والعنصرية الاسرائيلية وراحت تتلون معها في مواقفها وكانت فلسطين الثمن ، وكانت القيادة الفلسطينية هي أول من قطفت ثمار هذه المواقف ، خاصة وأن اوباما قد علقت عليه الكثير من الامنيات وكانوا قد استبشروا فيه خيراً لكنه لم يكن بمستوى التفاؤل ولم يكن بحجم الامنيات حتى سقط في أعين الشعب الفلسطيني ولم يعد محل ثقة وإنضم الى من سبقوه والتحق بركب المتصهينيين الكاذبين العابثين الذين يريدون قتل حلمنا وحقنا من جهة ومن جهة أخرى يسعون بكل جهدهم لكسب ثقة الاحتلال ودعم اللوبي الصهيوني لهم ويتطلعون لمصالح حزبية وشخصية ، حيث أن اوباما لم يختلف عن سابقيه من جهة سعية لكسب مواقف تمكنه من النجاح في فترة رئاسية ثانية.

أمريكا من جانبها أعلنت موقفها الداعم لاسرائيل والرافض لفكرة الدولة في سبتمبر وما بعد سبتمبر وسيبقى كذلك حتى ترضى اسرائيل التي لن ترضى ولن توافق على دولة فلسطينية ، وكيف توافق وهي دولة الاحتلال الجاثم على الارض الفلسطينية ، لهذا فالمراهنة على مواقف أمريكية جديدة في المستقبل قد تتبدل وقد تتغير أصبح بالأمر غير المجدي وأصبح وكأنه في إطار البحث عن كذبة جديدة ، إذن نحن بحاجة الى خطوات جدية تتخذها القيادة الفلسطينية من جانبها حتى تخرج مرة أخرى من مصيدة الفخ الأمريكي الاسرائيلي .

القيادة الفلسطينية عبرت عن استيائها العميق من هذه الأكاذيب وهذه الضغوطات والسياسات الأمريكية المنحازة دوماً لاسرائيل ، لكن نرى أن التعبير عن حالة الرفض والاستياء وحده غير كاف في مواجهة تلك السياسات العنصرية ، كما وأن يصبح الذهاب الى مجلس الأمن ورقة ضغط نسقطها من أجندتنا متى شاءت أمريكا هو أمر لا يمكن أن يكون بهذا الشكل الذي يلوح له ، لأن الدولة الفلسطينية ليست ورقة ضغط وليست شعاراً ولا ورقة مساومة بل هي حقاً تاريخياً عادلاً لا يمكن المساومة عليه بهذا الشكل الذي تريده أمريكا واسرائيل .

وأمام كل ما يجري ، وفي إطار السياسة الأمريكية التي عبر عنها اوباما من خلال مواقفه من الدولة الفلسطينية ومشروع الذهاب الى الأمم المتحدة ، فإن السؤال الرئيسي الذي يجري البحث عن الإجابة له ، هو ماذا ستفعل القيادة الفلسطينية وكيف لها أن تخرج من المأزق الحالي بأقل الخسائر في ظل تمسك الادارة الامريكية بمواقفها .

http://www.miftah.org