رفض حماس لفياض لا يجب أن يكون مبدئياً..!!
بقلم: حمدي فراج
2011/6/14

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12741

تحفظ "حماس" على فياض رئيسا للحكومة شبه الانتقالية، والذي يصل الى درجة الرفض المبدئي (ولا حتى وزيرا في الحكومة) وفق الدكتور صلاح البردويل احد قادة "حماس"، ليس له ما يبرره، خاصة حين يكون هذا مربط الفرس الوحيد الذي من شأنه ان يدفع بالمصالحة الى الامام او يفرملها فيعيدها الى الخلف اكثر مما هي متخلفة. المصالحة والموضوع الوطني عموما أهم وأعمق وأكبر من كل الاشخاص، نقول ذلك ليس من باب التملق لهذا الشخص او ذاك، بل من باب نظري بحت، إذ نفترض بالمتحاورين من الحركتين الذين قطعوا شوطا مهما في طريق المصالحة، او بالأدق، طريق العودة الى جادة الصواب، على اعتبار ان ما ارتكبوه خلال الاربع سنوات الماضية يرقى الى مرتبة الخطورة الوطنية التي اساءت الى الشعب الفلسطيني عموما، بما في ذلك تاريخه وجغرافيته وتطلعاته ومكوناته، وفي المقدمة منها الحركتين ذاتهما.

نفترض ان الحكومة ستكون انتقالية خالصة من المستقلين وخالية من اعضاء الحركتين لمدة سنة، يصار بعدها الى إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ماذا سيكون موقف "حماس" اذا ما فاز رئيس مثل سلام فياض او فاز كنائب في التشريعي كما هو عليه الآن، هل ستنسحب من الحياة السياسية، هل ستجلس في البيت، ام تمتشق السلاح وتنقلب على الحكم؟!

فلسطين وقضيتها ليست أمانة في عنق "حماس"، ولا في عنق "فتح" ولا في عنق الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب وجبهة النضال وجبهة جبريل، كما يخرّج وينظـّر كل فصيل امام اعضائه وجماعته، للدرجة التي تصل بالبعض الديني تصوير الأمر وكأن الأمانة مسبغة من الله سبحانه وتعالى على هذا الحزب او تلك الحركة.

فلسطين "أمانة" في عنق شعبها الفلسطيني وأمتها العربية والأسرة الانسانية عموما، تماما كما هي اسبانيا أمانة في عنق الاسبان وفرنسا في عنق الفرنسيين.

لقد اقامت "حماس" وغيرها من الحركات والفصائل، ولا تزال، علاقات مع أكثر الأنظمة العربية بؤسا وتآمرا بمن فيهم الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك التي وصل بالمؤسسة الحاكمة في اسرائيل ان تصفه بأنه "صهيوني مخلص"، وكانت "حماس" تبدو أمامه بلا حول ولا قوة ولا تطلب الا وده. بل ان منهجها معلنا يقوم على عدم التدخل في الانظمة العربية التي تحكم شعوبها بالحديد والنار والوراثة، وهذا ما ينافيه الاسلام والدين عموما.

إن نزول "حماس" عند مطلب "فتح"، النازلة بدورها عند مطلب المجتمع الدولي، على اعتبار ان فياض ليس محسوبا عليها، سيؤدي خدمة كبيرة للشعب الفلسطيني، تبدأ من انه بدأ يوطّن نفسه ان الاقتتال الذاتي قد انتهى، وان شطري الوطن عادا لبعضهما كوحدة واحدة، وإن كانت ما تزال محتلة، مقدمة لاجراء انتخابات عامة تـفوز بها "حماس" و"فتح"، واحدة تشكل الحكومة، والثانية تشكل المعارضة.

* كاتب صحفي فلسطيني يقيم في مخيم الدهيشة- بيت لحم. - hamdifarraj@yahoo.com

http://www.miftah.org