مصالحة مع وقف التنفيذ..!
بقلم: فادي أبو سعدى
2011/6/20

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12759

لم أصدق أبداً بعد "مكة" أن هناك مصالحة فلسطينية حقيقة سنتمكن من إنجازها، فالمصالح مختلفة، والتحالفات أكثر تعقيداً، والاستراتيجيات غير واضحة المعالم بالمطلق لمن يعتقد ذلك، فلسنا ممكن يمتلكون استراتيجية واضحة لشيء، وها نحن اليوم أما تأجيل لقاء الرئيس عباس ومشعل لأن المصالحة والحكومة كما قال هنية "تحتاج للمزيد من النقاش والوقت!

بعد انطلاق الثورات العربية كنا متأكدين بأن هكذا مصالحة ستفرض نفسها على فتح وحماس، وأنها ستوقع بينهما بشكل رسمي، لكن عن أي مصالحة نتحدث؟ عن مصالحة المصالح؟ والمحاصصة؟ بينما نحن الشعب لسنا راضين عن كل ما يجري، لأنه يجري بعيداً عنا، وكأنهم هم وحدهم الشعب الفلسطيني الذي يمتلك القرار!

المصالحة التي وقعت في القاهرة بعد سنوات من القطيعة، جرت في غضون أيام لنعتقد مرغمين بأنها كانت دائماً قابلة للتحقق، لكن الطرفين لم يريدا ذلك بكل تأكيد، فما الذنب الذي ارتكبه الشعب ليدفع ثمن الفرقة، والآن ثمن المصالحة وتأجيها مجدداً.

لا نعرف على ماذا اتفق الطرفان، وما هي الاجندة السياسية "هذا إن وجدت" التي سنسير وفقاً لها ما بين السياسية البحتة، والأخرى المتشبثة بالمقاومة، وكلاهما عبثي بعد التجربة الطويلة التي لم نحقق منها ما نستذكره، لا قديماً ولا في المستقبل القريب.

هل نعلم شيء عن آليات إعمار غزة؟ هل قالوا لنا كيف سيوحدون مؤسسات الوطن قبل أن يوحدوا شطريه بطريقة سليمة؟ أو ما هي خطة "سبتمبر" بخصوص الذهاب إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لنيل الاعتراف بالدولة واعتماد فلسطين عضواً كاملاً في الهيئة الأممية؟

إن كانوا لم يستطيعوا الاتفاق على رئيس للورزاء، ولا حتى وزارء الحكومة القادمة، وكيف تقاسموا الوزارات، فيكف لنا أن نصدق بأننا ماضون نحو أيلول "ليس بأسود" هذه المرة؟ وأن هناك نهاية للاحتلال في ظل "الربيع العربي" الذي يعصف بالوطن العربي الكبير بشدة.

اعتقد أن المشكلة تكمن في عدم وجود تحرك شعبي ضاغط ومستمر، لا يتوقف بمرور ذكرى نكبة أو نكسة، وينتهي الأمر، ولا نعرف ان كانت المشكلة فينا بفقدان المبادرة، أو النجاح لهم بإبعادنا عن كل شيء، وبالتالي لهم ما يريدون! لكن في كلتا الحالتين علينا لوم كبير.

رغم أننا شعب فتي، إلا أن هناك غياب أو تغييب مبرمج للشباب برغم وجود حركات وحراك هنا وهناك، فلا خبز مسرطن حركنا، ولا بطيخ فاسد أعاد لنا الاحساس بلزوم فعل شيء، ولا بضائع مستوطنات ولا غيره، فكيف لنا أن نتحرك للوقوف في وجه مصالحة محاصصة، أو حتى لإنهاء احتلال وطن. وضع مؤلم للغاية!

* رئيس تحرير شبكة فلسطين الإخبارية- بيت لحم - fadi@pnn.ps

http://www.miftah.org