المكحل بين مطرقة التهميش وسندان الاستيطان
بقلم: معاً
2011/6/27

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12778

جنين- تقرير "معا"- على بعد 8 كيلومترات من بلدة يعبد جنوب غرب مدينة جنين منها 3 كيلومترات على طريق وعرة تقع خربة المكحل في منطقة كان نصيبها ان تقام مستوطنة حورميش الاسرائيلية بجانبها ليذوقوا الويلات والممارسات من قبل المستوطنين.

تعيش الخربة ظروفا حياتية ومعيشية صعبة للغاية وتحتاج لدعم كامل من قبل الجهات والمؤسسات كافة لدعم صمود اهاليها وتمكينهم من العيش والحفاظ على اراضيهم الزراعية، حيث كانت ولا زالت هذه الخربة منذ اكثر من 60 عاما محط انظار الاحتلال الذي يتبع سياسة التهجير والتضييق من هدم ومداهمة واستفزازات المستوطنين وذلك لتحقيق مرادهم في تهجير سكان الخربة والاستيلاء عليها.

يقول وليد المكحل ممثل الخربة لمراسلنا تقدر مساحة اراضي الخربة بحوالي 150 جونما تقع ضمن اراضي مصنفة "سي" تضم في واديها مغارة اثرية قديمة يبلغ عرض بابها 30م وكانت منذ فترة ليست بالطويلة تشكل مرتعا ومصيفا للعديد من اهالي جنين وطولكرم الذين حرموا من الوصول اليها بسبب تضييق الاحتلال عليهم والذي يتواجد بكثافة وتحاول اعتقال كل من يتواجد في المكان تحت حجج امنية وكان اخرهم 3 شبان من محافظة طولكرم.

ويضيف "ان قوات الاحتلال ودورياتها ومستوطني حورميش"المقيمين بالقرب منا ولا يبعدون عنا الا مرمى حجر لم ولن يتركونا بحالنا يستمرون في مضايقتنا واستفزازنا بهدف الرحيل عن الاراضي وضمها الى مستوطنة حورميش".

استفزازات مستمرة للرحيل:

وعن ممارسات الاحتلال قال وليد المكحل ان الاهالي يتعرضون لاستفزازات الجنود الذين يقومون بعمليات مداهمة مستمرة للمنازل البالغ عددها 16 منزلا وتفتيشها والتواجد بين الاشجار بهدف ترويع الاهالي وخاصة الاطفال اضافة الى منعهم من الرعي في اكثر من 40 دونما من اراضي الوادي.

واضاف: لم تعد اجراءات الاحتلال الاسرائيلي وحدها التي تشكل تحديا امام الاهالي البالغ عددهم 8 نسمة فهناك ظروف حياتية حرجة نعاني منها ايضا، والتي تتمثل في افتقار الخربة الى بنية تحتية وعدم توفر الحد الادنى للخدمات الاساسية من متطلبات الحياة الضرورية.

بنية تحتية معدومة:

أوضح المكحل ان الخربة تفتقر الى احتياجات اساسية وهي مد شبكة كهرباء وتوفير مصدر للمياه وشق وتعبيد الطرق لتوصيل الخربة بالتجمعات السكانية القريبة منها، مبينا ان الخربة تعتمد اعتمادا كليا على بلدة يعبد قضاء جنين والنزلة الشرقية قضاء طولكرم لوقوعها كمنطقة حدودية بين البلدتين.

واشار الى ان القرية تعتمد على مولد كهربائي وفرتها احدى المؤسسات قلم يعمل وبحاجة الى صيانة مستمرة ويتم استخدام المولد فقط للحاجات الضرورية حيث يتم تشغيل المولد ساعة واحدة في النهار و3 ساعات في اخر الليل ليتسنى الاهالي من التمتع بالكهرباء في الساعات القليلة.

اما بالنسبة للمياه، بين المكحل ان الاهالي كانوا يعتمدون على بئرين احداهما تتسع لـ60 كوباً تقريبا لكن مستوطنوا حورميش قاموا بتخريبها برمي مواد سامة فيها وتعطيلها من قبل جيش الاحتلال باغلاقها وردمها والان يعتمدون على البئر الوحيدة والتي تتسع لـ 30 كوب ماء ولا تسد احتياجات الخربة مما يضطر الكثير منهم شراء الماء عبر نقلها بصهاريج مياه ما يزيد عليهم العبء والثقل المادي عليهم.

حتى الدواب لا تستيطع السير على طرقها:

اما بالنسبة للطريق الواصلة بين الخربة والتجمعات السكانية القريبة, اشار المكحل الى ان جيش الاحتلال اغلق المدخل الرئيسي على الخربة، بحجة انها تمتد من مدخل مستوطنة حرميش مما يضطر الاهالي الى سلك طرق وعرة جدا وعندما يحين فصل الشتاء لا تستطيع الدواب السير عليها.

اما عن الاحتياجات الاخرى التي يتمناها اهالي الخربة توفير حافلة لنقل طلبتهم الى المدارس الذين يسيرون لمسافة 8 كيلومترات على ارجلهم وعلى الدواب للالتحاق لمدرسة في بلدة نزلة الشرقية في محافظة طولكرم حيث يواجهون خلال طريقهم عبر الاحراش جنود الاحتلال المشاه المنتشرين في الاحراش حيث يعترضون طريقهم ويرعبوهم ناهيك عن الخنازير المنتشرة بين الاشجار التي تهاجم الاطفال على الطريق.

واضاف المكحل هناك الكثير من الاحتياجات اهمها فتح عيادة طبية او على الاقل تواجد طبيب بشكل مستمر في الخربة لتقديم العلاجات اللازمة للاهالي، مستذكرا قصة عند نقلهم مريض الى احدى العيادات في احدى التجمعات السكانية حيث قام بالاتصال بسيارة الاسعاف لنقله لكن بسبب وعورة الطريق اعتذروا من القدوم الى الخربة حتى الاطباء اعتذروا في التوجه اليه بسبب الطريق مما اضطرهم الى نقل المريض على دابة حتى اجتازت الطريق الوعرة ومن هناك نُقل الى مستشفى جنين الحكومي الذي وصل اليها وهو في حالة صحية صعبة.

هجرة فعلية من الخربة:

اوضح المكحل ان 3 عائلات اضطرت فعليا الى الهجرة وترك منازلهم لعدم قدرتهم على تحمل ضغط الاحتلال وقسوة الظروف، متسائلا هل ننتظر حتى تصبح الخربة اثرا بعد حين باستمرارنا بتجاهل واقع الخربة.

وقال المكحل بواقع ممثل الخربة لم اترك بابا الا وطرقته ولم اترك وزارة الا وزرتها ولم اترك رسالة الا وبعثتها الى الجهات الرسمية والاهلية من اجل دعمنا ومساعدتنا وتوفير الاحتياجات الرئيسية حتى انه عند علمه بزيارة مسؤول لمحافظة جنين يتوجه الى مكان الزيارة ويعرض معاناة الخربة عليهم لكن ما من مجيب.

واضاف مندوبو الوزرات والمؤسسات التقوا به لكن خارج حدود الخربة دون زيارتها والتعرف عليها على ارض الواقع وسمعنا منهم وعودات حتى هذه اللحظة ننتظر تنفيذ هذه الوعودات.

احلام وردية لزيارة مسؤول:

اوضح ان اهالي الخربة اصبحوا يحلمون بزيارة مسؤول او وزير للخربة للاطلاع على همومنا عن كثب ورؤية مشاكلنا على ارض الواقع، مؤكدا ان الخربة بحاجة الى تعزيز صمود اهلها في ارضهم والتمسك بها، مشيرا ان ما يعانوه من ظروف معيشية وتجاهل المسؤولين لمأساتهم لا يدعم وجودهم في خربتهم.

وناشد المكحل الوزارات والهيئات المعنية كافة بعدم تجاهل مطالبهم الإنسانية والمساعدة على إنهاء معاناتهم والرسالة التي حملها "نحن مهمشون".

وتجدر الإشارة إلى أن معاناة أهالي خربة المكحل قد عرضت خلال نشرة أخبار "معا" التلفزيونية التي تبث في تمام الساعة الثامنة مساء كل يوم على فضائية "ميكس معا". على التردد 10891 افقي عبر القمر الصناعي نايل سات وكذلك عبر شبكة محطاتها التلفزيونية المحلية في الضفة الغربية.

http://www.miftah.org