'زمن مفقود'.. شهادات حية لمعاناة الأسيرات الفلسطينيات
بقلم: وفا- محمد عواد
2011/6/30

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12788

رام الله- بدأت قصتهن قبل ما يقارب العامين، هن عشر أسيرات فلسطينيات محررات من السجون الإسرائيلية، قد لا يعرفن بعضهن البعض، أو لا يجمع بينهن سوى قصة واحدة هي قصة 'الزمن المفقود'.

بدأت قصة 'الزمن المفقود'، التي حاك خيوطها الأولى المصور الإيطالي فنتورا فورميكوني، الذي رأى أن الصورة قد تكون أفضل من الأخبار وشاشات التلفاز، بعرض الأوضاع الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون، والمعاناة الكبيرة للأسرى والأسيرات في السجون الإسرائيلية.

خرج فورميكوني عن المألوف، وتخطى السجن والسجان، ليحيك شهادات حية لعدد من الأسيرات الفلسيطينيات المحررات، بعد حياة من العذاب والحرمان التي عشنها خلف القضبان الإسرائيلية، يروي قصة إنسان حي يعيش ويتنفس، يعاني الكثير ولا أحد من العالم يعرف هذه المعاناة أو قد يلمسها، بمعرض فني عن عشر أسيرات محررات.

ويقول فورميكوني في لقاء خاص مع 'وفا' 'إن هذا المعرض مهم ومختلف عن تلك التي قمت بها، قطعت وعدا لعدد من الأسيرات المحررات وأهاليهن، عندما بدأت بهذا العمل، بأن أوصل رسالتهن إلى جميع العالم، وأريه ما حدث معهن في السجن'. ويضيف 'أريد من خلال المعرض توعية العالم بما يحدث مع الأسيرات خلف القضبان، وكيف يفكرن ويعشن حياتهن بعيدا عن أهلهن، ليستطيع العالم التفكير بهن وبالمعاناة التي عشنها، عبر قراءة قصصهن المختلفة، التي قد تكون متشابهة في العديد من الزوايا والأمور'.

فورميكوني سبق وعرض الصور في العاصمة الإسبانية مدريد في شهر شباط الماضي، وقال 'رأيت العديد من الأسبان وكافة الذين تواجدوا في المعرض كيف كانوا يقرأون كل شيء مكتوب عن الأسيرات، ويتمعنون بصورهن، لأنهم يعلمون أن هذا المعرض يعرض الحقيقة كاملة'.

ويضيف أن 'فكرة المعرض مختلفة عن الأفكار الأخرى التي تعمل على نشر الأخبار حول الأسيرات ومعاناتهن، لأنه يخوض بتفاصيل الأسيرات ومشاعرهن ليجوب بأحاسيس ومشاعر الناس، وآمل بأن يساعد المعرض في دعم القضية الفلسطينية'.

ويتابع فورميكوني 'لم تواجهني أي معيقات أثناء عملي في فلسطين على المعرض، بل على العكس تلقيت الدعم من العديد من المؤسسات التي تعنى بالأسرى، والمؤسسات الأهلية، إضافة إلى ترحيب جميل من الأسيرات أنفسهن وعائلاتهن، ووفاء لهم جميعا سيجوب المعرض أنحاء العالم، ليعرض في المدن الفلسطينية المختلفة بداية، وثم في الدول الأوروبية، وسنخطط أيضا لعرضه في تل أبيب ومدن ودول أخرى'.

سناء عامر من مدينة الخليل (24 عاما)، كانت إحدى الأسيرات المحررات اللواتي شاركن في المعرض، تقول 'سجنت وعمري 16 عاما وقضيت سبع سنوات بالأسر، كانت أصعب سنوات عمري، خاصة أني دخلت الأسر وأنا بعمر حساس، وحرمت من مواصلة تعليمي كبقية قريناتي'. وتضيف 'إذا أردت اختصار كل عام في الأسر بقصة واحدة فقط، قد لا أجد متسعا من الأيام لروايتها، ولكني استفدت بشيء منها وتعلمت أنه يوجد يوم جديد، ويوم قد يكون أفضل من الذي مضى'.

وتتابع 'تعلمت في السجن ألا أخاف أبدا، وألا أحزن ما دمت أتنفس وأعيش، لأنني سأخرج من الأسر وأكمل حياتي، وتعلمت الإيجابية في الحياة، وألا أفكر كثيرا في الأمور السلبية رغم كثرتها وأحزانها'.

معرض 'زمن مفقود'، قد يكون الأول من نوعه يحاكي معاناة الأسيرات، ويعرض للعالم مخالفات جسام لحقوق الإنسان والمرأة في فلسطين من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلية، لكن بوجود أشخاص مثل المصور الإيطالي فنتورا فورميكوني، وآخرين كثر مخلصين للقضية الفلسطينية ومؤمنين بها، تبقى قضية الأسرى حية، وستبقى كذلك، حتى إنتهاء معاناة كافة أسرانا وإطلاق سراحهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

هيئة الأمم المتحدة للمرأة، التي تعنى بالمساواة بين الجنسين وتمكين وحقوق المرأة، كان لها المساهمة في تنظيم المعرض. وتقول مديرة مكتب الهيئة في الضفة الغربية وقطاع غزة علياء ياسر 'قبل عامين كان المعرض مجرد فكرة رائعة، والآن أصبح حقيقة، لتمثل الصور مرآة لزمننا وعصرنا، وتذكرنا دائما أن انتهاكات حقوق الإنسان ما زالت ترتكب، إضافة إلى أن الأمل والدعم هما القلب النابض للمجتمع'.

معرض 'الزمن المفقود'، افتتح اليوم الأربعاء، بمدينة رام الله، بحضور وزيرة الثقافة سهام البرغوثي، ومحافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، وجمهور غفير من أهالي مدينة رام الله، وأهالي الأسرى، والأسيرات أنفسهن، ونظم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبدعم كامل من الحكومة الإسبانية.

http://www.miftah.org