على أبواب سبتمبر.. حملة إعلامية إسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني..!!
بقلم: محمد أبو علان
2011/6/7

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12804

عندما يتعلق الأمر بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي تتوقف وسائل الإعلام الإسرائيلي عن كونها وسائل إعلام وتأخذ دور الأدوات التحريضية بيد المستوطنين، ويد جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر أسلوب قلب الحقائق، أو المساواة بين الضحية والجلاد في أكثر حالات الموضوعية والمهنية لديها.

في هذا السياق جاء ما كتبه الصحفي الإسرائيلي "عاموس هارئيل" على موقع صحيفة "هآرتس" العبرية صباح الثلاثاء 5 تموز تحت عنوان" الجيش: ارتفاع في حدة العنف على أبواب سبتمبر"، وجاء فيما مقالة هارئيل: "على خلفية الأزمة السياسية تتسع رقعة العنف بين الفلسطينيين والمستوطنين، وهناك تخوف من عمليات إطلاق نار".

الصحفي الإسرائيلي يحاول المساواة فيما كتب بين الضحية والجلاد، ويرى في عمليات الدفاع عن النفس التي يقوم بها سكان القرى الفلسطينية خاصة تلك المجاورة للمستوطنات ضد اعتداءات المستوطنين عليهم وعلى أراضيهم وعلى محاصيلهم الزراعية بأنها عمليات عنف توازي ما يقوم به المستوطنين متناسياً أن المستوطنين يقتحمون بيوت ومساجد هذه القرى تحت جنح الظلام بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وليس هذا فقط، يل يحاول الصحفي الدفاع عن غالبية المستوطنين بالقول أن من يمارسون العنف ضد الفلسطينيين من المستوطنين ما هم إلا مجموعات هامشية فقط من بين المستوطنين في الضفة الغربية، وكتب في هذا السياق قائلاً: "في الضفة الغربية تتسع مؤشرات التوتر بين مثلث يشمل الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، والهامشين المتطرفين من المستوطنين".

وهنا تناسى "عاموس هارئيل" وأمثاله الذين هم الغالبية العظمى كثر في وسائل الإعلام الإسرائيلية أن ما يقوم به المستوطنين في الضفة الغربية عبارة عن عمليات عنف منظمة حملت اسم "دفع الثمن"، وفي سياق هذه العملية المنظمة والمدعومة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي تم وضع اليد على عشرات الدونمات من الأراضي الفلسطينية، وحرق آلاف دونمات المحاصيل الزراعية، وقطع مئات أشجار الزيتون، وحرق عدة مساجد في قرى محافظتي رام الله ونابلس.

هذه اللغة الإعلامية التحريضية من الإعلام الإسرائيلي تعتبر مقدمة لتبرير جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي قد ترتكب ضد الشعب الفلسطيني حال تحرك سلمياً ضد سياسية الاحتلال الإسرائيلي، وضد ممارسات قطعان المستوطنين في القدس بشكل خاص والضفة الغربية بشكل عام.

وهذه اللغة هي نفسها التي انتهجها الإعلام الإسرائيلي قبل أيام من أجل التحريض ضد المتضامنين الأجانب على متن أسطول الحرية 2، عندما روج لأكاذيب براك ونتنياهو بأن أسطول الحرية 2 يحمل على متنه متطرفين وأسلحة ومواد كيماوية.

والحقيقة التي يتجاهلها الإعلام الإسرائيلي مع سبق الإصرار والترصد هي أن الهدوء الأمني في الضفة الغربية هدوء غير مسبوق بشهادة كافة الجهات الأمنية الإسرائيلية، والدليل الأكبر على ذلك ارتفاع وتيرة عنف وعربدة المستوطنين في الضفة الغربية ضد رد شعبي فلسطيني يتناسب مع حجم هذه الاعتداءات، ناهيك عن التجول الآمن الذي يحظى به المستوطنين في شوارع الضفة الغربية حتى دون حراسة جيش الاحتلال الإسرائيلي.

* كاتب فلسطيني يقيم في الضفة الغربية. - moh-abuallan@hotmail.com

http://www.miftah.org