موعودون بدولة على مقاس المصالحة..!!
بقلم: أحمـد فـراج
2011/7/16

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12838

لم يعد أحد يعلم ما الذي جرى في اتفاق المصالحة الذي وكما قيل أعاد جمع الشمل الفلسطيني تمهيداً لوصل الضفة بالقطاع رغم التصعيد الاسرائيلي الذي رافق توقيع المصالحة، إلا أن الغريب في الأمر أنها وصلت إلى طريق مسدود، زعم البعض أن ذلك تكتيك من أجل البقاء على حكومة الدكتور سلام فياض للذهاب الى استحقاق أيلول.

وعلى الرغم من أن ذلك الاستحقاق تعيّن في شهر يوصف بالسواد في ذاكرة الشعب الفلسطيني، فأطلق عليه "ايلول الأسود"، إلا أننا متمسكون به للذهاب الى الأمم المتحدة والطلب منها منحنا عضوية كاملة، غير أن المصالحة لم تكتمل فمن ذهب الى المصالحة كان يقول انها ستمكن الموقف الفلسطيني أمام المجتمع الدولي وتجعل الشعب الفلسطيني موحداً في وجه كافة المؤامرات التي تحاك ضده، فمن هو المسؤول عن التعطيل هذا؟!

وفي نفس السياق لا يرى المواطن الفلسطيني جدوى من المصالحة التي تمت حبراً على ورق، وكأنها حفلة من حفلات أيام الصيف، التي من الممكن ان تنقى بها الأجواء لفترة قصيرة، لتعود بعدها العاصفة محملة بالأتربة والحجارة التي تحجب الرؤية، وهذا ما حصل مع قيادتي فتح وحماس، إذ حُجبت الرؤيا عندهم وباتوا مصدقين أن المصالحة تمت وهناك بعض الأمور "الصغيرة" العالقة وهي في طريقها للزوال.

وهذا بطبيعة الحال ما يحدث فيما يتعلق باستحقاق أيلول، حيث إننا اعتمدنا على الجامعة العربية ولجنة المتابعة من أجل الوصول الى الدولة، على الرغم من ان كليهما لم يوضح الطريقة والكيفية بخصوص الوقت الذي سيتم فيه التوجه إلى الأمم المتحدة من أجل فلسطين.

ولم يعد مقبولاً في هذه المرحلة أن نرى أن البيان الذي أصدرته الجامعة العربية في هذا الخصوص هو بمثابة دعم للموقف الفلسطيني، نعم هذا جيد، ولكن المطلوب هو إجراءات عملية ومحددة لكيفية الوصول إلى دعم كافة الدول لمنح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة ، وليس ما هو مطلوب "بالونات اختبار" للمواقف الدولية المعلنة أصلاً، وأيضاً لتحريك الموقف الأميركي من المفاوضات من أجل دفعها الى الأمام وصولاً الى إنهاء الاحتلال، فـ عن أي مشروع نحن نتحدث، عن الجدية التامة في الذهاب الى الأمم المتحدة أم عن إعادة إطلاق المفاوضات.

وبالرغم من جدية القيادة في طرحها، إلا أن الموقف العربي أيضاً يسعى إلى "لملمة" الأمور وصولاً إلى إعادة إطلاق المفاوضات.

بالتالي، ستبقى المصالحة معلقة إلى أجل غير مسمى، قد يكون ذلك وصولاً الى استحقاق أيلول والنظر إلى ما سيتبعه من حراك سياسي فلسطيني ودولي، ومن ثم العودة إلى التفكير ببرنامج سياسي ومتطلبات المرحلة.

* كاتب وصحافي فلسطيني مقيم في مدينة رام الله. - farraj.alayyam@gmail.com

http://www.miftah.org