استحقاق أيلول .... والأزمه المالية
بقلم: علي أبوحبله
2011/7/23

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12859

القرار الذي اتخذته منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني ومرجعية التفاوض مع إسرائيل للتوجه لمجلس الأمن والجمعية ألعامه للأمم المتحدة من اجل الاعتراف بدولة فلسطين بحدود عام 67 وعاصمتها القدس هذا القرار والموقف تم عرضه على اللجنة العربية للسلام التي انعقدت في الدوحة في قطر بحضور الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ، وافقت على توصيات الرئيس محمود عباس رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية.

تقوم ألجامعه العربية بإعداد الوثائق المتعلقة بعرض المشروع على مجلس الأمن بالرغم من التهديد الأمريكي باستعمال حق النقض الفيتو وتهديد نتنياهو بإلغاء أو تجميد الاتفاقات مع الفلسطينيون ، والتحفظات التي أثارها البعض من بعض الدول والقوى السياسية حول هذا القرار وانعكاساته السلبية على الفلسطينيون لم يأت من فراغ وإنما جاء بفعل أن إسرائيل منذ أوسلو ولغاية الآن وهي ترفض الالتزام بإنهاء المفاوضات للمرحلة النهائية وهي تماطل وتتهرب من كل الالتزامات والاتفاقات السابقة ، وهي مستمرة بمخططها الهادف لتقسيم الضفة الغربية إلى كنتونات من خلال المخطط الاستيطاني الهادف للتوسع في بناء المستوطنات ألقائمه والاستيلاء على المزيد من الأراضي لصالح الاستيطان ضمن خطه اسرائليه تهدف لاستكمال وضع اليد على غور الأردن على اعتبار انه منطقه عازله ويشكل عمق امني إسرائيلي ما يعني تفريغ المفهوم لإقامة ألدوله الفلسطينية ، حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية الدينية المتعصبة بأيدلوجيه تقوم على فرضية أن فلسطين ارض يهودية وأنها ترفض التفاوض وفق ما تتطلبه عملية السلام ضمن الحفاظ على الحد الأدنى للمصالح الوطنية الفلسطينية وهي ترفض أي وقف لعملية البناء والتوسع الاستيطاني وتسير بوتيرة متسارعه لتهويد مدينة القدس وطمس المعالم الاسلاميه وتسعى لإقامة الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى الذي تسعى لهدمه حيث إقامة خراب الهيكل مقابل الأقصى وتصر على عدم الإقرار والاعتراف بحق العودة للفلسطينيين ، وهي تطلب من الفلسطينيون لضرورة الاعتراف بيهودية ألدوله العبرية .

والسؤال هل استحقاق أيلول مرتبط بالازمه المالية التي تعاني منها الحكومة ، لا شك أن هناك ضغوطات سياسيه واقتصاديه تمارس ضد الشعب الفلسطيني وهي مرتبطة جميعها لأهداف وغايات جميعها تهدف لتحقيق الأمن الإسرائيلي على حساب الحق الفلسطيني ،الحقيقة أن معاناة شعبنا مرتبطة بالسياسة لان ما نعاني منه اليوم هو بفعل السياسة الغير عادله ومتوازنة من قبل أمريكا وحلفائها بالتعامل مع فرقاء النزاع في الشرق الأوسط حيث الدعم اللامح دود لإسرائيل في ظل الوهن والعجز العربي ، هناك ضغوطات تمارس على شعبنا الفلسطيني ، حتى أن كل خطوه لها ثمن وكل محاوله لها عقاب وثمن ما نطالب به اليوم هو حصارنا وعقاب محاولاتنا لنيل حريتنا واعتراف العالم بدولة فلسطين هو هذا العجز المالي لارتباط مصيرنا بتلك المساعدات وتحكم الاحتلال بمواردنا ألاقتصاديه ، كلما اقتربنا من أيلول كلما ازدادت الضغوط الممارسة علينا وتصاعدت لغة التهديد والوعيد الكونغرس الأمريكي ومجلس النواب اتخذا قرارا بوقف المساعدات عن الشعب الفلسطيني وهناك العديد من الدول المانحة تحجب المساعدات أو تتلكأ في تقديم المساعدات والتي جميعها مرتهن بمواقف مطلوب التنازل عنها.

إن عرض القضية الفلسطينية على مجلس الأمن لأجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية أمر مقلق لإسرائيل ومزعج لأمريكا ولا بد من التراجع عن هذا الموقف والحصار المالي إحدى وسائل الضغط الممارسة ضد الشعب الفلسطيني ، الاتحاد الأوروبي لم يبلور موقفا موحدا بعد من قضية الاعتراف بالدولة الفلسطينية إذا ما عرضت على مجلس الأمن وواشنطن وقفت حائلا أمام عقد مؤتمر للسلام في باريس لأجل العودة لطاولة المفاوضات وإسرائيل تشترط وتستمر بالاستيطان والتهديدات تتواصل يوما عن يوم ولا شك أن ألازمه ألاقتصاديه تتفاعل مع تلك الضغوط الممارسة ما يعني أننا الآن أمام صراع الاراده إما الاستسلام والقبول بالاشتراطات والشروط للعودة لطاولة المفاوضات واستمرار الاحتلال ومخططات الاحتلال مقابل تلك السنسوله من تلك المساعدات أو أن نصبر ونشد الاحزمه على البطون في مواجهة تلك الضغوطات الممارسة على شعبنا مع ما يتطلب تجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية والموقف الفلسطيني ضمن استراتجيه فلسطينيه تأخذ بأبعادها المصالح الوطنية الفلسطينية والبعد الإقليمي والدولي بتلك المتغيرات التي تؤثر بالتوازن الإقليمي واتخاذ إجراءات من شانها تدعيم الصمود الفلسطيني و ترشيد للنفقات الحكومية وإجراءات تقشفية قد تمس حياتنا أليوميه الحقيقة أن الواقع الاقتصادي صعب وان متطلبات الحياة كثيرة وان المديونية التي غرق بها شعبنا للبنوك اكبر وعليه لا بد من مسائلة ومحاسبة كل أولئك الذين أوقعوا شعبنا بهذه المعاناة وبهذا الوضع الاقتصادي ومع ذلك على شعبنا أن يصمد وان يواجه الصعاب بمزيد من الصبر لأنه لا بد وان تنتصر الاراده الفلسطينية إرادة التحرر من الاحتلال ونيل الاستقلال لأجل أجيال شعبنا ولمستقبل أبنائنا ومهما يكن تلك الصعاب التي نعاني منها وهذا الحصار الظالم لشعبنا فان الفرج قادم وان امتنا العربية لن تتخلى عنا وستدعم مطالبنا العادلة وحقوقنا الوطنية في مواجهة المحتل الإسرائيلي وبالضغط على أمريكا لاتخاذ موقف متوازن من هذا الصراع الذي من شانه ان يفجر المنطقة برمتها .

http://www.miftah.org