هل يكون أيلول القادم أسوداً ؟
بقلم: محمد فايز الإفرنجي
2011/7/27

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12869

دولة لليهود مقابل وهم للفلسطينيين: هذا هو مشروع أيلول القادم, في خطوة سياسية قادمة يتوجه الرئيس الفلسطيني إلى الأمم المتحدة لانتزاع اعتراف بدولة فلسطينية غير قائمة على أرض الواقع ولتكون عضوًا في هيئة الأمم المقبول من الاحتلال.

ليس هناك ما يمنع من ذلك التوجه لفتح جبهة نضال سياسية جديدة ضد الاحتلال الإسرائيلي, ولا اعتراض على اعتراف العالم بنا كدولة, الخوف كل الخوف من الثمن الذي سيقبل به الرئيس الفلسطيني لتمرير هذا القرار فلا اعتراف دولي بدون أمريكا وعدم مواجهة القرار بالفيتو كما في كل ما يخص فلسطين ويحرج الاحتلال.

لا تمرير للقرار أمريكيًا دون قبول من الاحتلال لذلك القرار, ولا قبول للاحتلال بقرار ضد صالحها وضد سياساتها, إذا ما هو صالحنا كفلسطينيين في اعتراف دولي بوهم لا وجود له على الأرض بينما نعطي الاحتلال مزيدًا من الشرعية في تهويد فلسطين ونساهم في طرد مليون فلسطيني جديد صامدون في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 ؟!!

نسقط حق العودة تلقائيا ونسقط حق أجيال قادمة بالاستمرار في نضالها من اجل تحرير فلسطين, نسقط فلسطين من الحسابات السياسية لتبقى على ورق مجرد وهم وخيال في أروقة الأمم المتحدة وفي خلوات المفاوض الفلسطيني مع المحتل.

إن أيلول القادم نخشى أن يكون "أسودًا" ويكون نهاية لكل حركات التحرر الفلسطيني فلم يبقى لنا شيء نطالب به أو نفاوض عليه, لقد منحنا الاحتلال الإسرائيلي في أوسلوا اعترافًا وشرعنا احتلال بلادنا فما نتيجة ذلك سوى مزيدًا من التعنت, مزيدًا من المدن الاستيطانية التي تسلب الأرض من تحت أقدامنا , مزيدًا من القتل والجرائم والحروب, مزيدًا من الأسرى .

أثمان دفعناها علنا نحصل على فتات من دولتنا الموهومة فكانت "غزة وأريحا" أولًا وأخرًا, أصبحنا مؤسسة أمنية تحمي الاحتلال من مناضلينا ومن مقاومينا .

دماء تهدر كل يوم علنا نجد ريح فلسطين محررًا من صلف الاحتلال, حصار قابع على صدورنا ما له من نهاية لإجبارنا على التمرغ في تراب الأرض كي تداس كرامتنا ونوقف مقاومتنا ونرفع راية بيضاء.

هو الاحتلال الذي ما أبقى من القدس ومسجدها ما يمكن التفاوض عليه, دولة يهودية عاصمتها القدس الأبدية القدس الكبرى كما يحلو لقادة الاحتلال تسميتها.

أي دولة نسعى لها عبر أوراق وسفراء ولا أرض لها ولا عاصمة يرفرف بها علمها, أي دولة نسعى لها والمحتل ما أبقى أرضًا يمكن لدولة أن تقام عليها؟

هل سنعود لما كنا عليه من مفاوضات عقيمة يقودها كبير المفاوضين لنتبادل الأراضي مع الاحتلال؟ القدس بصحراء النقب الضفة المحتلة بفتات هنا وهناك؟

هل ستعود مناطق عربية في فلسطين المحتلة إلى كنف سلطتنا الفلسطينية لنرفع المسؤولية عن كاهل المحتل ونخفف عنه أعباء الاحتلال؟

عجبت من رموزنا ومن سياسينا وهم يدخلوننا في نفق تلو آخر منذ سنوات أوسلو العجاف إلى يومنا هذا ولم يتوقفوا عن خوض المغامرات لندخل في أنفاق متشعبة لا أول ولا أخر لها!!

إن فلسطين قائمة بقرار من الأمم المتحدة أو بدونه, قائمة بنضال شعبها, بدماء جبلت بالأرض, بأسرى يقبعون خلف القضبان فلسطين لنا حق كالشمس لا نحتاج لإثبات هذا الحق بقرار من أمم متحدة أو غيرها فنحن أبنائها نعيش على ترابها جيل بعد جيل حتى من خرج مكرهًا منها وعاش اللجوء في الشتات لا زال يحتفظ بمفاتيح بيته لأنه يعلم أنه عائد لا محالة وإن طال به الهجر والبعد فالجيل يسلم المفتاح لمن يخلفه؛ لتمضي فينا فلسطين دولة تسري في شرايين أجسادنا, فلا نحتاج إلى قرار يثبت وجودنا على أرضنا.

المحتل هو فقط من يستفيد من قرارات أممية أو غيرها لأنه لا يملك شرعية الوجود ولا جذور ولا تاريخ له بفلسطين إلا عبر جرائمه ومجازره التي يرتكبها كل يوم ضد شعب ضاربة جذوره في الأعماق صاحب تاريخ وحضارة عبر الزمن لا يستطيع الاحتلال طمث معالمها فنحن في الأرض رواسي كالجبال والمحتل في أرضنا كعشبه تزال وإن طال بها البقاء على أرضنا فلن تستمر بالعيش بجوار زيتونة لها من العمر أجيال.

http://www.miftah.org