تعدد المرجعيات التعليمية في القدس ..... وتأثيراتها السلبية 5
بقلم: راسم عبيدات
2011/8/4

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12894

31.5% من سكان محافظة القدس في سن التعليم منهم 26.5% في سن التعليم الإلزامي و4.5% في سن التعليم الثانوي،ويبلغ مجموع هؤلاء الطلبة (122449) منهم (79418) داخل الحواجز وحدود ما يسمى ببلدية القدس و(43031) في ضواحي المدينة وخارج الحواجز،ونسبة التحاق المقدسيين في التعليم هي 74.% ونسبة التحاق سكان الضفة الغربية في التعليم هي 87.5%،ونسبة التحاق طلبة القدس الثانويين في التعليم هي 52.6% ونسبة التحاق طلبة الضفة الغربية الثانويين هي 57.5% وترجع انخفاض نسبة التحاق المقدسيين في التعليم إلى الأوضاع المعيشية الصعبة لأهل القدس،وما يقوم به الاحتلال من إجراءات وممارسات قمعية واذلالية وعمليات تطهير عرقي بحق سكان المدينة

وهنا يجب علينا أن نتحدث عن ظاهرة أصبحت ملحوظة في مدارس القدس،ألا وهي قيام بعض المدارس بتدريس المنهاج الإسرائيلي"البجروت"وهذه المدارس في طريقها إلى التوالد والتزايد،وهي تلقى إقبالا متزايداً من قبل الطلبة المقدسيين،وهذا الإقبال يمكن لنا أن نرجعه الى عدة أسباب متمثلة في غياب التوعية بالمخاطر الناجمة عن تدريس مثل هذا المنهاج على الهوية والانتماء والثقافة والتاريخ والجغرافيا الفلسطينية،والموقف غير الصلب والمتماسك للسلطة الفلسطينية،وغياب الرؤيا الواضحة عند القوى والأحزاب السياسية الفلسطينية،حيث تقوم الجامعات الفلسطينية بقبول الطلبة المقدسيين من حملة تلك الشهادات،وكذلك فالطلبة المقدسيين الدارسين ل"للبجروت" لديهم اعتبارات في أغلبها له علاقة بالحصول على الوظيفة والدخل المرتفع،فطلبة "البجروت" تجري عملية قبولهم في الجامعات الإسرائيلية،وتلك الجامعات خريجوها يستطيعون الحصول على وظائف في القطاع التعليمي الحكومي المطبق في القدس الشرقية والتابع لبلدية الاحتلال،بعكس الطلبة الدارسين للمنهاج الفلسطيني،والمتخرجين من جامعات فلسطينية،فهم بحاجة إلى معادلة الشهادة والحصول على شهادة دبلوم في التربية من جامعة تعترف بها وزارة المعارف الاسرائيلية،ناهيك عن عدم اعتراف وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية بالشهادات الجامعية لخريجي جامعة القدس،وكذلك توجه الطلبة لدراسة"البجروت"والدراسة في جامعات إسرائيلية،والتي اذا ما استثينا منها الجامعة العبرية،فهي جامعات مقاولات مثل "ديفيد يالين و كليات سخنين والقاسمي وغيرها" له علاقة،بما يحصل عليه الدارس من امتيازات عند التوظيف في المؤسسات الإسرائيلية وخصوصاً في قطاع التعليم من حيث الدخل والدرجة الوظيفية والعلاوات والامتيازات والتقاعد وغيرها.ولذلك تجد الكثير من الهجرة للكفاءات العلمية والتربوية من المدارس الخاصة والأهلية إلى المدارس الحكومية الواقعة تحت سلطة بلدية الاحتلال ودائرة معارفها.

ليس الخطر على المنهاج التعليمي الفلسطيني في القدس نابع فقط من ما تقوم به حكومة الاحتلال ووزارة معارفها من محاولات لصهينة التعليم في القدس،بل قيام مدارس جديدة أو قائمة في القدس الشرقية بتدريس المنهاج الإسرائيلي "البجروت" يوازي ذلك الخطر،ففي كلا الحالتين هناك استهداف للوعي والهوية والذاكرة والثقافة والتاريخ والجغرافيا والحضارة الفلسطينية والعربية.

والمأساة هنا أن السلطة ووزارة التربية والتعليم الفلسطينية لا تمتلكان أية رؤيا أو إستراتيجية حيال ذلك،ويتعاملون مع المسألة على قاعدة "للبيت رب يحميه"،فهي تمتلك سلطة وصلاحية منع تصديق كشوفات علامات تلك المدارس من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية وعدم الاعتراف بشهادات تلك المدارس،والطلب من الجامعات المحلية بعدم قبول خريجي تلك المدارس،ولكن لا نجد أية خطوات عملية لحماية المنهاج الفلسطيني من قبل السلطة والحفاظ عليه في القدس من مخاطر الأسرلة والاندثار بسبب زيادة المدارس التي تدرس المنهاج الإسرائيلي "البجروت"،وعدم القيام بإصلاحات جدية في المنهاج الدراسي الفلسطيني وبالذات امتحان الشهادة الثانوية،الذي بات إلغاؤه أو تغيروه على أقل تقدير مطلباً ملحاً.

في هذا الاطار وبعد الحديث عن المخاطر الناجمة عن تعدد المرجعيات التعليمية في القدس على العملية التعليمية،وما تواجه تلك العملية من تحديات نتيجة لتلك التعددية،فلا بد من الخلوص الى مجموعة من التوصيات في هذا الجانب .

التوصيات · تشكيل لجان المدارس الخاصة حسب طابعها سواء كان ديني أو جمعيات أو أفراد،يفرز عن هذه اللجان هيئة موحدة تشارك في تشخيص واقعها كمدارس خاصة،ورسم دورها ضمن خطة شاملة للتعليم في القدس.

· بالضرورة عدم التعامل مع مدارس القطاع الحكومي على قاعدة ولا تقربوا الصلاة،،فهذه المدارس إداراتها عربية وكذلك معلميها/تا،ورغم كل القيود المفروضة عليهم،فإنه هناك فرص كبيرة جداً،بل وفي العديد من الأحيان،أفضل من الفرص المتاحة في المدارس الخاصة،لتشكيل لجنة من مدراء مدارس البلدية والمعارف حسب الأحياء والمراحل التعليمية،يعتمد عليها في تسهيل الاتصال والتواصل مع مدارس المعارف والبلدية.

· العمل على خلق جسم تنسقي يضم كل إدارات المظلات التعليمية المختلفة،تناقش فيه كامل هموم العملية التعليمية في مدينة القدس.

· أن يكون للجان السابقة الذكر دور هام في شحذ الهمم ودعوة طلبتهم للمشاركة الفاعلة في الأنشطة التربوية والثقافية والرياضية وغيرها على مستوى المديرية.

· تتعاون مع المديرية في المشاركة الفاعلة في الدورات التي تعقدها المديرية خاصة في المنهاج الجديد والالتزام بالتعليمات الصادرة عن وزارة التربية والتعليم حول نظام توزيع الحصص وأسس النجاح والرسوب والالتزام بتسليم نسخة للحفظ من سجلات العلامات المدرسية السنوية لدى المديرية حفاظاً على مصالح الطلبة المقدسيين.

· أن تساهم القيادة الفلسطينية بدور فاعل في زيادة عدد المشرفين التربويين لتغطية جميع المدارس الخاصة البالغ عددها 47مدرسة، وأن يقدموا خدماتهم لمدارس المعارف والبلدية إذا طلب أي مدير مدرسة هذه الخدمة منهم،لما فيه مصلحة لأبنائنا الطلبة في هذه المدارس.

· أن تتبنى وزارة التربية والتعليم العالي توجهاً واضحاً لدعم المدارس الخاصة بحيث تحافظ على استمراريتها. · أن يعاد تأهيل المدارس الصناعية الخاصة لاستيعاب مهن جديدة،وتشجيع الطلبة على التعليم المهني.

· أن يتبنى اتحاد لجان أولياء الأمور دوره في إنجاح التشكيلات والروابط مع مدراء مدارس المعارف والبلدية الفاعلين حسب ما ذكر وحثهم على أهمية القيام بدور تعليمي وتربوي على نطاق مدينة القدس.

القدس- فلسطين

http://www.miftah.org