لا تحلم بشقة في القدس
بقلم: خليل العسلي خاص ل PNN
2011/8/13

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12922

ان هذه هي النتيجة التي وصل اليها صديقي وهي نفس النتيجة التي وصلت اليها الغالبية العظمى من سكان القدس وخاصة الشباب، تلك الغالبية التي لم تعد تثق بالتصريحات الصادرة عن اي جهة كانت ، كما انها لا تجد سوى الضحك كرد عندما تسمع رجال الاعمال والمقاولين يتحدثون اقصد يتابكون على واقع الاسكان في القدس!

اما النتيجة التي وصل اليها صديقي الذي امضى سنواات طويلة يركض لاهثا وراء سراب اسمه شقة تاويه وعائلته في القدس ، ولكنه اكشتف انه كان يركض وراء سراب فكلما اقترب منه اكتشف انه بعيد المنال ان لم يكن مستحيلا في ظل المعطيات الحالية والمستقبلية لقد قرر هذا الصديق وهو معروف في مجاله ان يتعايش مع فكرة انه لن يملك في يوم من الايام شقة وانه سيقضى بقية عمره في شقة مستاجرة تكلفه شهريا المئات الكثيرة من الدولارات ، رغم ان الصديق الصدوق قصد كل باب ممكن من رجال اعمال( اصحاب التصريحات النارية ) وجمعيات تحمل اسم القدس فقط ، الا انه يخلص في كل مرة الى ان الشقة هي درب من دروب الخيال ...!

ما علينا

المهم انه عندما كان هذا الصديق يروى الحكاية من البداية وحتى النهاية ، اقترب احدهم وقال يا صديقي حتى انا الذي اتراس مجلس ادارة شركة ما ، لا يمكننى ان اجد الشقة المناسبة بالسعر المعقول، فاسعار الشقق في القدس تجاوزات كل المعقول ووصلت الى مرحلة اللا معقول ! وتزامن هذا الحديث مع اجتماع عقد في القدس بين رجال اعمال ومسوؤل في السلطة لبحث سبل الاستثمار في القدس وخاصة في مجال الاسكان الاكثر الحاحا، ووفقا لاقول هذا المسؤول فان الاجتماع كان ايجابيا واظهر رجال الاعمال رغبة بالاستثمار ( يا سلام )، هذا الاجتماع اصبح ممكنا بعد ان وصلت الى مسامعهم ان مبلغ 30 مليون دولار سوف يصل قريبا من اجل الاستثمار في القدس ، عندها بدء هؤلاء يتباكون على القدس وكانهم ليسوا احد اسباب هذه الضائقة السكنية، فهم واقصد رجال الاعمال وبعض المقاولين ساهموا بوصول اسعار الشقق الى ارقام تفوق اسعار نيويورك ، ايعقل ان يصل ثمن الشقة غير الجاهزة او كما تسمى عظم اكثر من 300 الف دولار وفي هذه الايام وصل السعر الى 400 الف دولار في منطقة بيت حنينا البعيدة عن البلدة القديمة ، فما بالكم في منطقة الشيخ جراح التي تشهد حملة غير مسبوقة في شراء الاراضي ياسعار يستحيل على العقل قبولها ، حيث دفعت احدى شركات الاستثمار مبلع 2 مليون دولار في قطعة ارض لا يزيد ثمنها الحقيقي عن 500 الف دولار، مما ادى تلقائيا الى رفع الاسعار يصعب استيعابها ، وهذا انعكس على بقية الاراضى في منطقة شمال القدس ، فالغيرة تاكل قلوب المقاولين ورجال الاعمال.

وكما قال صديق اخر انه توجه الى مقاول ينوى بناء مشروع سكني في بيت حنينا فساله عن الثمن فقال له ليس اقل من 400 الاف دولار سعر الشقة غير الجاهزة وعندما قال الصديق بان هذا السعر مبالغ به فرد عليه هذا المقاول : انظر الى فلان الفلاني يبيع الشقة باكثر من ذلك؟! هو احسن منى ؟!!! وهذه الارقام المتداولة حاليا تجعل من الاستحالة بمكان على اي مقدسي شريف ان يحصل على اي شقة، وهنا تذكرت قصة ايجارات الشقق والتي بسبب الاجانب والمؤسسات الاجنبية وجشع اصحاب العقارات حيث وصلت اسعار الشقق الى ارقام خيالية فالشقة في الشيخ جراح يصل ايجارها الشهري 3 الاف دولار ،وفي منطقة بيت حنينا يصل ما بين 900 دولار الى1500 دولار ، اليس هذا جنونيا !؟! وبعد ذلك يتباكون على القدس على الازمة السكنية التي تعانيها ، فهذا المدينة المقدسة تحولت كما يقال باللغة العامية الى علب سردين الجميع يسكن فوق بعضهم بعضا ، وخاصة في البلدة القديمة التي تعتبر اكثر بقعة كثافة سكنية مقارنة بالمساحة وعدد السكان للمتر الواحد ، حيث يقطن في البلدة اكثر من 30 الف عربي فلسطيني بينما لا تتسع المدينة الا الى 12 الف نسمة فقط ، حتى اسطبلات الخيل والخانات تحولت الى شقق، والحوانيت اصبحت شقق يتم تاجيرها باسعار باهظة ، ومخامر الموز انضمت الى قائمة الشقق.

قد يقول قائل ان السلطات الاسرائيلية هي السبب في الازمة السكنية لشح الرخص ، هذا صحيح ولكن ايضا رجال الاعمال واصحاب الاراضي والمقاولين جزء من المشكلة فهؤلاء لا يكتفون بربح بسيط ، فاذا ما تضاعف ربحهم لن يرتاح لهم ضمير، كما ان الجهات الرسمية التي تتباكي صباح مساءء على القدس لا تقدم اي حل بل تكتفى بالبكاء ، ويا ويل المقدسي الذى يتوجه الى اي من تلك الجهات طلبا للمساعدة ، وخاصة البنوك فانه يكون قد فتح بيديه ابواب جهنم عليه، فهو حرامي بنظرهم يجب سحقه ومحقه وبالتاكيد لن يحصل على اي مساعدة ..

ولحديث الاسكان بالقدس بقية

http://www.miftah.org