أسرانا ومعتقلينا شعبكم بحاجة لكم
بقلم: عبد الجواد زيادة
2011/9/3

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12971

في فلسطين مصطلح الأسرى والمعتقلين، يطلق علي كل من دخل سجون الاحتلال، نتاج فعل مقاوم، سواء بدافع وطني ارتجالي، أو من خلال توجيه تنظيمي، بالانتماء لأحد الفصائل الوطنية أو الإسلامية الفلسطينية، فهناك إحصائيات تشير، إلي أن عدد الأسرى من الرجال والنساء المحررين، بالإضافة للذين ما زالوا حتى الآن، في سجون ومعتقلات الاحتلال، تجاوز المائة ألف أسير ومعتقل، منذ بداية الصراع الفلسطيني، مع الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي، وان كان واقعيا القول، بأن كل الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، هو خاضع للاعتقال، بفعل تحكم الاحتلال بالمعابر وحركة الأفراد.

علي مدار العقود المنصرمة، كان للأسرى والمعتقلين دور بارز، في العمل الوطني النضالي، في داخل وخارج سجونهم ومعتقلاتهم، حافظوا خلالها علي استمرارية وديمومة المقاومة، في مقارعة الاحتلال، وشكلوا صمام أمان وحماية للشعب الفلسطيني، في مواجهة المخططات الإسرائيلية، الهادفة شق الصف الوطني، وإجهاض القضية الفلسطينية، فعمل الأسرى باستمرار، علي تمتين الجبهة الداخلية، وتعزيز التوافق الوطني، فكان لهم العديد من المبادرات، كان أخرها الورقة التي خطها الأسرى، وذيلت بتوقيع قادة الفصائل في سجون الاحتلال، وسميت بوثيقة الأسري للتوافق الوطني، واحتوت بنودها معالجة، لكافة جوانب الخلاف القائم آن ذاك، ونالت قبول حركتي فتح وحماس وباقي الفصائل، ذلك في أيار /2006، وشكلت علي أثرها حكومة وحدة وطنية، للأسف لم تمنح الوقت الكافي، وأريقت الدماء الزكية، وحدث الانقسام المخزي، الذي ما زلنا نعاني منه إلي الآن.

جزء كبير من قيادات الفصائل والأحزاب الفلسطينية، اليوم هم اسرى سابقين، أو ممن ما زالوا في الأسر، واغلب العاملين في الوظائف الحكومية، العسكرية أو المدنية في المواقع المتقدمة، من نفس الفئة في شطري الوطن، فنحن شعب يجل ويحترم، المناضلين والمقاتلين بين صفوفه، وللأسرى والمعتقلين، خصوصية في الحالة الوطنية الفلسطينية، لما بذلوه من تضحيات جسام، بسنوات من زهرات شبابهم بين القضبان، خدمة لقضيتهم ودفاعا عن شعبهم، في ظروف اعتقالية قاهرة وقاسية، تحملوها بجلد وتحد، ومارسوا النضال من زنازين وغرف، وخيام السجون والمعتقلات، وقدموا نماذج للعالم، في كيفية تحويل السجون والمعتقلات، لجامعات وطنية تخرج القادة، وتحرض علي مقارعة الاحتلال، في حالة فريدة من نوعها، خص بها الأسرى الفلسطينيين، لذا يقدمهم المجتمع الفلسطيني للقيادة، كاستحقاق ووفاء لهم.

نحن اليوم بحاجة لأسرانا ومعتقلينا المحررين، وللذين ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال، لأخذ زمام المبادرة من جديد، لإخراجنا من هذا النفق المظلم، الذي نحياه تحت سقف الانقسام، لما لهم من احترام وتقدير، من كافة الأطياف السياسية، ومن الشعب عامة، لتقديم رؤية لآليات تنفيذ البنود، الخاصة بالمصالحة الوطنية الفلسطينية، وفق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة مؤخرا، بين حركتي فتح وحماس، فلم يعد مبررا التلكؤ، في إنهاء ماساتنا الوطنية بحجج واهية، فلا اختلاف في البرامج والأهداف، وديمومة الانقسام يخدم فئة محدودة من المنتفعين، بالإضافة للاحتلال والانتهازيين، علي حساب مصلحة الشعب الفلسطيني كافة.

http://www.miftah.org