تفاقم الأزمة الإسرائيلية - التركية ... و'بلمار' يعتبر حصار غزة 'قانوني' (28 آب – 03 أيلول)
بقلم: مفتاح
2011/9/3

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12974

قال مصدر سياسي إسرائيلي كبير، اليوم السبت 03\09\2011، إن تركيا ليست معنية بترميم العلاقات مع إسرائيل معتبرا أن كل من يعتقد بخلاف ذلك إنما يوهم نفسه. وأشار المصدر كما نقلته الإذاعة الإسرائيلية، أن إسرائيل سعت إلى تسوية الأزمة مع تركيا بينما أصرّت الأخيرة على أن تقدم إسرائيل الاعتذار وتدفع تعويضات وترفع الحصار البحري عن قطاع غزة وهي خطوات لم تكن إسرائيل على استعداد لقبولها.

وقد تفاقمت الأزمة الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا في أعقاب نشر مقتطفات من تقرير "بلمار" الذي أعدته لجنة شكلتها الأمم المتحدة حول هجوم البحرية الإسرائيلية على أسطول المساعدات إلى غزة في 2010 والتي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الخميس الماضي، 01\09\2011، حيث أفادت بأن إسرائيل بالغت في تصديها للأسطول وأن الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة قانوني. وعلى خلفية هذا التقرير الذي نشر يوم الجمعة 02\09\2011، قررت تركيا طرد السفير الإسرائيلي في أنقرة وخفض مستوى التمثيل التركي إلى المستوى الثاني، وتجميد كافة الاتفاقات العسكرية مع إسرائيل التي كررت رفضها الاعتذار عن مهاجمة أسطول الحرية للمساعدات وقتلها لتسعة متضامنين أتراك، حيث كان هذا الأسطول متجهاً إلى غزة في أيار 2010 في عملية رمزية لكسر الحصار الإسرائيلي عليه.

وفيما يتعلق في ملف استحقاق أيلول، حذر وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه، يوم الجمعة 02\09\2011، الفلسطينيين من أن التوجه إلى الأمم المتحدة للسعي إلى الحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية قد يسبب مواجهة دبلوماسية خطيرة. ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن جوبيه قوله إن باريس تأمل بأن يقوم الفلسطينيون بـ"انتهاز الفرصة لإعادة فتح طريق الحوار بدلاً من المجازفة بخوض مواجهة دبلوماسية خطيرة وعقيمة". في حين شدد عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين الجمعة على ضرورة تبني الاتحاد الأوروبي لموقف مشترك من مسألة الاعتراف بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة، الأمر الذي قد يكشف خلافاتهم العميقة بهذا الشأن.

وكان قد أكد الرئيس محمود عباس على أهمية التوجه للأمم المتحدة وأعلن في تصريحات صحافية نشرت، يوم الأحد 28\08\2011، أن الاعتراف الدولي بفلسطين سيغير الصيغة القانونية لوضع الفلسطينيين، وسيجعل من الأراضي الفلسطينية "دولة تحت الاحتلال" وليست "أرضاً مختلفاً عليها" كما "يتعامل الإسرائيليون معنا الآن". وأضاف: "ستكون مرجعيتنا الأمم المتحدة، وسنناقش قضايانا هناك حسب المادة الرابعة من ميثاق جنيف، إذن نحن سنبقى تحت الاحتلال، ولكن الصيغة القانونية لوضعنا ستتغير، وبالطبع ستبقى إسرائيل تمارس كل ضغوطها من اجل أن توقف نمونا كما تفعل الآن".

وفي الوقت ذاته، تقوم مجموعة شبابية بالعمل على إطلاق حملة "المقعد الطائر" لدعم توجه القيادة إلى الأمم المتحدة. وتقوم فكرة الحملة على صنع مقعد خشبي زرقاوي اللون، أسوة بمقاعد الأمم المتحدة، مكتوب عليه كلمة "فلسطين"، وشعار الحملة وهو "فلسطين تستحق عضوية كاملة في الأمم المتحدة"، ونقله إلى عدد من دول العالم بغية إظهار تشبث الشعب الفلسطيني بحقه في إقامة دولته، ولإبراز أهمية دعم قرار القيادة بخصوص التوجه إلى الأمم المتحدة الشهر الجاري، لانتزاع الاعتراف الدولي بالدولة المستقلة، والحصول على العضوية الكاملة في المنظمة الأممية، قبل أن يصار إلى تسليم أحد المقعد للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن سمحت الظروف بذلك. وينتظر أن يتم إطلاق هذه الحملة الفريدة من نوعها في الخامس من الشهر الحالي.

وفي المقابل، أفاد تقرير نشر يوم الجمعة، 02\09\2011، أكدت منظمات يمينية يهودية أنها بدأت منذ الشهر الماضي بإعداد وتنظيم فعاليات شعبية من المستوطنين للدخول إلى خط المواجهة فورا، والانقضاض على أي تحرك جماهيري فلسطيني ما يفتح المجال عاليا أمام مواجهات مباشرة وحادة بين الطرفين. وحسبما يرشح عن خطة اليمين، فإنها تحمل عنوانا: أطفال ضد أطفال ونساء ضد نساء على خط المواجهة الشعبية المحتملة من جانب الفلسطينيين.

احتفل المسلمون في محافظات الوطن بحلول عيد الفطر المبارك، يوم الثلاثاء 30\08\2011، وذلك في جو اختلط فيه الحزن مع الفرح، وذلك بسبب عدم قدرتهم على تلبية احتياجات العيد لأسرهم وأطفالهم، وغياب أبنائهم وأحبتهم في السجون الإسرائيلية، وشهدائهم الذين سقطوا دفاعاً عن الحرية والكرامة والحقوق الوطنية. ويذكر أن عيد الفطر هذا العام، تزامن مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة للمواطنين واستحقاق أيلول القادم، حيث كان ارتفاع أسعار السلع، وإتمام المصالحة، واستحقاق أيلول من ابرز المواضيع التي تناقلتها أحاديث المواطنين في العيد.

أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح يوم الاثنين 29\08\2011، إن فلسطينيا من الضفة الغربية المحتلة استولى على سيارة أجرة في مدينة تل أبيب الإسرائيلية قبل الفجر وطعن سائقها ومدنيين آخرين وشرطيين ودهس شرطيين آخرين. وأضافت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية أن الشرطة تشتبه بأن الجاني الذي يتراوح عمره بين 19 عاما و20 عاما، والذي اعتقل في مكان الحادث، "نفذ على ما يبدو هجوما بدوافع وطنية". وقالت إن المشتبه به من مدينة نابلس بالضفة الغربية وقد صاح "الله أكبر" لدى عراكه مع الشرطة عند اعتقاله. ووقع الحادث قرب ملهى ليلي في تل أبيب، وأعلنت الشرطة حالة التأهب في المدينة تحسبا لوقوع هجمات داخل إسرائيل بعد تزايد التوتر على حدود إسرائيل مع غزة ومصر خلال الأيام العشرة الماضية.

قال الدكتور سلام فياض، رئيس الوزراء، يوم الأحد 28\08\2011، إن الحكومة "تعكف على إعداد سلسلة من الإجراءات، لكي نكون قادرين على الاعتماد الذاتي، وعلى مبادراتنا وقدراتنا أولا، وهي إجراءات نأمل استكمالها خلال الأيام القليلة القادمة". وقال رئيس الوزراء: ان السبب الرئيس للأزمة المالية الحادة التي تمر بها السلطة الوطنية هو "النقص المزمن في المساعدات الخارجية التي تتلقاها"، فيما أكدت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، والتي تزور المنطقة لبحث مسألة استئناف الحوار من أجل السلام؛ التزام الاتحاد بالاستمرار في تقديم الدعم للسلطة الفلسطينية.

قالت بعثات الاتحاد الأوروبي، في بيان نشر لها اليوم السبت 03\09\2011، إن أجزاء من جدار الفصل الذي تقوم ببنائه إسرائيل على أراضي الضفة الغربية هي غير قانونية بموجب القانون الدولي، لأنها أُنشئت على أرض محتلة، واعتبرت أن استمرار إسرائيل في بنائه سيحاصر الفلسطينيين، وخاصة قرية الولجة. وذكر البيان أن بعثات دول الاتحاد الأوروبي في القدس ورام الله تعبر عن قلقها العميق من الآثار الإنسانية والتبعات السياسية المترتبة على المسار المخطط لجدار الفصل في قرية الولجة، حيث "إن المسار المخطط للجدار ينحرف عن الخط الأخضر ليضم مستوطنتي جيلو وهار جيلو، إضافة إلى ذلك، فان الجدار سيقتطع جزءا كبيرا من أراضي القرية ويمنع الكثير من سكانها من الوصول إلى أراضيهم بما في ذلك الأراضي الزراعية".

أصيب عشرات المتظاهرين بالاختناق، يوم الجمعة 02\09\2011، في مسيرات مناهضة للاستيطان في بلعين ونعلين والنبي صالح، بالإضافة لاحتراق مساحات مزروعة في بلعين ونعلين. كما اعتقل الجيش الإسرائيلي مواطنين من جنوب بيت لحم خلال مسيرة ضد الجدار. قام مستوطنو "بات عين" المقامة شمال غربي بلدة بيت أمر، يومي الاثنين 29\08\2011 والأحد 28\08\2011، بإعدام عشرات أشجار العنب واللوزيات في حقول بوادي أبو الريش، المحاذي للمستوطنة، حيث ذكر أصحاب الحقول المستهدفة، أن الاعتداء هو الثالث من نوعه خلال 7 أيام. وفي الخليل، جدد المستوطنون الإسرائيليون، يوم الأحد 28\08\2011، اعتداءاتهم على المواطنين ومنازلهم، وذلك في تل الرميدة وشارع الشهداء وسط الخليل، وفي منطقة سوسيا جنوب شرقي بلدة يطا.

http://www.miftah.org