الرئيس عباس في مهمة صعبة...
بقلم: هاني العقاد
2011/9/20

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13026

غادر الرئيس أبو مازن عمان على متن طائرة الرئاسة الفلسطينية برفقة طاقم المهمة الصعبة إلى نيويورك حيث حلبة الصراع لتحقيق شرعية الدولة الفلسطينية من خلال المنظمات الأممية , المهمة التاريخية التي يقودها الرئيس الآن هي مهمة صعبة وشاقة لأنه يخوض معركة ضارية على المستوي السياسي وهي من المهام التاريخية على مستوي مهام ومعارك كفاحنا الوطني الفلسطيني, وما جعل المهمة تاريخية و صعبة هو توجب تحرك الرئيس على أكثر من جبهة دبلوماسية في زمن قصير نسبيا وهي الجبهة العربية التي تشهد تغيرا ديمقراطيا داخليا والتي تعتبر الداعم الكبير للطلب الفلسطيني ومن خلال جامعة الدول العربية التي غادرتها أنظمة و جاءت إليها أنظمة ثورية جديدة والجبهة الأوروبية التي يسعي الرئيس من خلالها للحصول على الدعم المؤكد لتأيد الاتحاد الأوروبي والرباعية الدولية للطلب الفلسطيني.

أن مهمة الرئيس أبو مازن هي تحقيق نصر فلسطيني سياسيي لم يسبق له مثيل وهو عزل الاحتلال الإسرائيلي البغيض من خلال التوجه لمجلس الأمن لإقرار الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 ,وطلب الاعتراف من مجلس الأمن يعتبر من أصعب المهام التي ألقيت على كاهل هذا الرجل وتعتبر أصعب من هندسة اتفاقات السلام مع الرئيس الراحل ياسر عرفات لان الولايات المتحدة بالمرصاد لتحرك هذا الرجل وهي مصممة على إسقاط المشروع السياسي الفلسطيني دون الاهتمام لمبادئ الرئيس اوباما التي أعلنها بالقاهرة, والمهمة صعبة أيضا لان نيل عضوية الأمم المتحدة يتطلب ضمان وعد أكثر من 126 دولة لتصوت إلى جانب القرار الفلسطيني وهذا يعني أن الرئيس خاطب رسميا أكثر من هذا العدد من الدول ,واعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية يعني إننا شعب يطلب الأمن والاستقرار و يسعي لتحقيقه بالطرق السلمية ,والمهمة التي يقودها الرئيس صعبة لأنها مقدمة لمهمات أخري منها الاستمرار في التقدم لمجلس الأمن للحصول للاعتراف الكامل باستقلال فلسطين إذا ما نفذت أمريكا تهديدها هذه المرة واستخدمت الفيتو ,ومنها التفاوض على أساس قرارات الشرعية والثوابت الفلسطينية التي تعتبر الضمان الوحيد لاستمرار أي اتفاقيات سلام مع الكيان الإسرائيلي.

أيام معدودة تفصلنا عن مستقبل الفلسطينيين بشكل خاص ومستقبل المنطقة العربية بشكل عام , وقد تكون هذه الأيام التاريخ الذي سيقرر فيه العالم ما أن يبقي الاحتلال الإسرائيلي أو سينتهي و يعلن انتهاء أخر احتلال على ظهر هذه الأرض , وقبل مغادرة الوطن كان السيد الرئيس قد توجه بكلمة هامة للشعب الفلسطيني وللعالم , جاء فيها أن الفلسطينيين ذاهبون إلى مجلس الأمن وهذا حق وقال " إننا نذهب إلى الأمم المتحدة للمطالبة بحق مشروع لنا وهو الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في هذه المنظمة" وقال أن ذهابنا إلى مجلس الأمن لنطلب اعتراف دوليا بدولتنا التي أسسنا و أنشأنا مؤسساتها بديمقراطية وشفافية ونزاهة شهد لها العالم اجمع وحصولنا على اعتراف مجلس الأمن وعضوية الأمم المتحدة لا يعني إننا نسعى لعزل إسرائيل عن العالم بل يعني إننا نسعى لعزل وإنهاء الاحتلال بشكل سلمي يمكن شعوب المنطقة من التمتع والعيش بسلام.

يعتبر البعض أن المهمة التي يتولى إدارتها الرئيس أبو مازن مهمة ليس هذا وقتها على صعيد نضالنا الوطني ويشكك البعض في جدوى التوجه للمنظمات الدولية في حال أن الفلسطينيين لم يتفاوضوا مع إسرائيل على أي قضايا حتى هذه اللحظة وكأنه يقول للرئيس تفاوض مع إسرائيل دون الاكتراث بالاستيطان المعيق الرئيس لحالة السلام الطبيعية بين الشعبين والمعيق الوحيد لتحقيق الثوابت الفلسطينية كاملة والعيش في وطن ودولة متواصلة جغرافيا ومترابطة ديموغرافيا, وهذا يعتبر في رأي عدم تقدير لدور الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية في هذه المعركة السياسية المصيرية.

تتعقد المهمة شيئا فشيئا كلما اقتربنا من الثالث والعشرين من أيلول بسبب اختلاف وجهة نظر الكتل المركزية بالعالم من هذا التحرك وخاصة موقف الرباعية الدولية الذي بدا ضاغطا في اتجاه إيجاد بديل تفاوضي للفلسطينيين والاكتفاء بالأمم المتحدة عبر إقناع الولايات المتحدة الأمريكية الضغط على إسرائيل القبول بالتفاوض مع الفلسطينيين على أساس القرارات الدولة وعلى أساس وقف تام للاستيطان خلال مرحلة التفاوض , وتتعقد المهمة أمام الرئيس لان مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية كاترين اشتون قالت إن الاتحاد سيقوم بالتعاون مع شركائه في الرباعية الدولية بمضاعفة الجهود الرامية إلى استئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن باعتبارها الطريق الوحيدة لحل النزاع و هذا واقع حقيقي إلا انه يخشي أن تزداد عوامل الضغط على الرئيس للقبول بالتفاوض قبل حسم معركة الأمم المتحدة وهذا انه لا يستبعد أن تبدأ يعود الفلسطينيين و الإسرائيليين للتفاوض بعد أيلول و يرجح أن تكون مرجعيتها القرارات الدولية و المبادرات العربية و بتيسير كل من الاتحاد الأوروبي و الرباعية الدولية . Akkad_price@yahoo.com

http://www.miftah.org