رفض دولة فلسطين والديمقراطية الأمريكية
بقلم: صلاح أبو صلاح
2011/9/21

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13029

الولايات المتحدة الأمريكية التي تتغنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان ومحاربة الأنظمة الديكتاتورية والمحافظة على حقوق الشعوب في تقرير مصيرها ،جميع هذه الشعارات سقطت أمام مطالبة الرئيس بالاعتراف بالدولة الفلسطينية عبر الأمم المتحدة ، لأنها مجرد شعارات وكلمات نظرية فضفاضة تدغدغ بها الولايات المتحدة مشاعر الشعوب لكي تحق مصالحها بعد أن استنفذت كل الخيارات مع الأنظمة الديكتاتورية التي صنعتها من اجل حماية ابنتها المدللة إسرائيل.

إن الولايات المتحدة الأمريكية وقياداتها المتلاحقة سواء الجمهورية أو الديمقراطية أصرت على مر عقود في منع الفلسطينيين من الحصول على حقوقهم حتى من خلال قرارات أممية تكتب على ورق فقط ، ونكث الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون خلال فترتين من الرئاسة الأمريكية بوعوده بتحقيق السلام بل وختم فترة حكمه لأمريكا بممارسة الضغوط على الرئيس الشهيد ياسر أبو عرفات من اجل أن ينتزع منه حل ظالم لصالح اسرائيل ليتوج فترة حكمه بانجاز لصالح اللوبي اليهودي لعله يجلب النجاح المستقبلي لحزبه خلال الانتخابات القادمة ولكنه لم يفلح وسقط حزبه لأنه لم يلبي رغبات اللوبي اليهودي كاملة وان كان يعمل جاهدا لتلبيتها .

جاء بعده الجمهوري جورج بوش الذي قدم لاسرائيل واللوبي اليهودي ضمانات قوية من اجل دعم اسرائيل وشكل هذا الرئيس مقاطعة على الرئيس الشهيد أبو عمار وسمح لشاورن بإطلاق يده من اجل إنهاء حياة الرئيس ياسر عرفات لعل الرئيس الفلسطيني القادم يحقق الغرض الذي يسعى إليه بوش .

بعد انتخاب الرئيس محمود عباس رئيسا للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير وعده الرئيس بوش بدوله قبل نهاية ولايته ولكن لم يفي بوعده ، وجاء الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك اوباما الذي وعد الرئيس بدولة فلسطينية باعتراف دولي بحلول أيلول .

الرئيس الفلسطيني أبو مازن أخد الأمر على محمل الجد وقدم طلب للأمم المتحدة من اجل نيل الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية بعض أكثر من 60 عاما من الاحتلال الإسرائيلي و20 عاما من المفاوضات التي لم تتمر عن أي نتيجة.

الرئيس الديمقراطي باراك اوباما الذي تتغنى دولته بشعار الديمقراطية وقف في وجه الرئيس عباس بكل صلف طالبا إياه بالتراجع عن تقديم الطلب للأمم المتحدة وأعلنت إداراته عن استخدامها لحق النقض "الفيتو" في وجه القرار الفلسطيني المطالب بدولته على أراضيه المحتلة من اسرائيل المدعومة من أمريكا.

إن القرار الشجاع من الرئيس محمود عباس بالتوجه لمجلس الأمن للحصول على اعتراف أممي ودولي بفلسطين يحسب لهذا الرئيس في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والتهديدات المتواصلة من الأطراف القوية في العالم لثنيه عن هذا التوجه .

إن الدول العربية مطالبة بأكثر من أي وقت مضى بتقديم الدعم المادي والمعنوي للقيادة الفلسطينية من اجل مواجهة الضغوط والتحديات التي تترتب على قرار التوجه لمجلس الأمن ونيل الدولة الفلسطينية .

سيحسب للرئيس والقيادة الفلسطينية وحلفاؤها قرارها بالتوجه لمجلس الأمن بغض النظر عن النتائج ، وفي المقابل سيسجل التاريخ العار والخزي على الولايات المتحدة التي تجيش كل إمكانيتها من اجل محاربة الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني الحر من ابسط حقوقه وهي العيش بكرامة وحرية وأمان داخل حدود دولته وكف يد المحتل الإسرائيلي عنه ،سر يا رئيسنا على بركة الله فان النتائج سيان .

بقلم: صلاح أبو صلاح كاتب وصحفي فلسطيني

http://www.miftah.org