فلسطين الشعب.. والقضية أممية
بقلم: أحمـد فـراج
2011/9/26

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13042

وقف الرئيس الراحل ياسر عرفات، قبل ما يزيد على ثلاثة عقود، على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة مطالباً العالم أجمع بإنصاف الشعب الفلسطيني الذي وقع عليه ظلم تاريخي في نكبة العام 48 وهُجر من أرضه وارتُكبت بحقه المجازر تلو الأخرى، وعلى الرغم من ذلك لا يزال الشعب الفلسطيني يتمسك بقرارات الشرعية الدولية الخاصـة بالقضية الفلسطينية لينال حريته واستقلاله الكاملين، ليس على أراضيه التي هُجر منها في العام 48، وإنما على جزء بـسيط من أرضه " فلسطين"، والتي تمثلت في ما احتل في الرابع من حزيران العام 67.

ومع ذلك، وفي ظل التطورات المتسارعة على الساحة العربية، استطاع الفلسطيني أن يصل إلى مجلس الأمن ليربك الإسرائيلي، الذي لطالما تغنى بالدعم اللا محدود المقدم له من قبل الولايات المتحدة، التي ألقى رئيسها خطابٍاً لسان حاله يقول "إنني يهودي أكثر من اليهود أنفسهم"، خطاب المدافع المقتنع بمعاناة الشعب اليهودي، والمتجاهل لمعاناة الشعب الفلسطيني، بل وشعوب المنطقة؛ بسبب العنجهية الإسرائيلية".

الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، أجمل الموقف الفلسطيني بخطاب جامع، وصفه البعض بالعاطفي، ولـكنه جمع العاطفة وحرك المشاعر واستمال الدول لدعمٍ قد يكون صعباً في ظل الموقف الأميركي، لكنه اجتاز مواقف عدة دعته إلى عدم وضع قضيته في أزمة مع دول العالم.

قوة الخطاب والتفاف الشارع الفلسطيني على خطوة الذهاب إلى الأمم المتحدة جعلتا من تلك الخطوة هدفاً تتفرع منه عدة أهداف، فكانت الدعوة إلى التحاور من جديد مع حركة حماس؛ للاتفاق على شكل الحكومة القادمة، وأيضاً المطالبة بتعزيز المقاومة السلمية الشعبية حتى نسير في خطوات واثقة نحو الدولة، دون العودة إلى مربع "استماتت" إسرائيل من أجل أن توصلنا إليه، وأخيراً الاتفاق والتوحد نحو الهدف الرئيس للشعب الفلسطيني أجمع والمتمثل بدولة على حدود العام 67 وعاصمتها القدس الشرقية.

خطاب الرئيس أوباما أوجد حالةً من الفراغ المعهودة مع الفلسطينيين، وحالة من الالتصاق الأميركي مع الإسرائيليين، ما يوضح أن أية مفاوضات للسلام من الممكن أن تبدأ مستقبلاً يجب أن ترتكز إلى رعاية دولية وأممية لا أميركية، وفق جدولٍ زمني محدد.

"المجموعة العربية" في مجلس الأمن، لم تكن مع الخطوة الفلسطينية، في ظل تعالي الأصوات الأوروبية لرفضها، إلا أن الإصرار الفلسطيني والخطاب المتزن أعادا القضية الفلسطينية إلى قلب العالم، لينبض بها من جديد.

* كاتب وصحافي فلسطيني مقيم في مدينة رام الله. - farraj.alayyam@gmail.com

http://www.miftah.org