بيوت الأسرى المحررين في غزة تتزين استعداداً لاستقبالهم
بقلم: معاً
2011/10/15

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13107

غزة-لا يكاد يخلو حيّ من أحياء قطاع غزة إلا ويوجد فيه بيت أسير فلسطيني لدى الاحتلال، محكوماً بالمؤبد أو مدى الحياة أو حتى بضع سنوات، يدفعون ضريبة المقاومة والصمود والدفاع عن أرض فلسطين منذ أكثر من ستين عاماً.

وفور تسريب خبر إتمام صفقة تبادل الأسرى مع الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليط بعد خمس سنوات من الترقب والانتظار، ومن ثم تأكيد الخبر، غمرت أجواء الفرح والابتهاج شوارع وأحياء قطاع غزة، بل عمّت أرجاء فلسطين بأسرها.

أسماء الكرد، ابنة الأسير بسيم الكرد (من مشروع بيت لاهيا شمال القطاع) والمتهم بقتل اسرائيليين وهو معتقل قبل أن تُبصر هي النور منذ أكثر من عشرين عاماً، لم تستطع وصف شعورها حين تلقيها نبأ إتمام صفقة التبادل فهي لم تتعود أن تنطق كلمة "أبي" طوال حياتها ولم تجرب شعور الأبوة وحنان الوالد.

وتقول أسماء "منذ سماعي نبأ إتمام الصفقة وأنا أحاول استيعاب الخبر وتعويد لساني على النطق بكلمة (أبي) التي دُمتُ محرومة منها طوال السنين الماضية، فلم تنم عينيّ طوال الليالي الماضية إلا القليل وأنا أحلم بذلك اليوم الذي سأرتمي فيه بأحضان أبي وأنسى هموماً لازمتني منذ بدأت أعي ما يدور حولي".

وتضيف أسماء: "قمنا بتزيين بيتنا، وتجديد أثاثه، وإعادة طلائه؛ استعداداً لاستقبال والدي الحبيب، الذي لم تُعيه جدران السجن وأصوات سجانيه، فكما نحن في اشتياق دائم إليه هو أيضاً يحتاج منا كل ترحاب وحنان وألفة علّها تُنسيه بعضاً مما عاناه داخل أقبية السجان".

في بيت آخر من بيوت شمال القطاع، بيت الأسير جميل خميس طرخان (من بيت حانون) المحكوم مدى الحياة قضى منها عشرون عاماً وهو من الجبهة الشعبية، لم تستطع زوجته تحمّل خبر قرب الإفراج عن زوجها فقد أغمي عليها من شدة الفرح في يوم طال انتظاره عشرون عاماً.

بيت الأسير محمد زقوت (من مخيم جباليا) المحكوم بالسجن المؤبد والمتهم بقتل اثنين من الإسرائيليين أحدهم برفسور وهو يتبع لتنظيم حركة فتح، تحوّل بيته إلى بيت زينة يكاد ينطق شعوراً بالفرح والسعادة التي تغمر جميع أبناء الحي القادمين مهنئين حتى قبل يوم الإفراج الفعلي.

أبناء الأسير عجزوا عن الكلام وعن وصف شعورهم، حيث يقول نجله الاكبر رامي "من شدة السعادة والابتهاج عجزنا عن فعل أي شيء ووقفنا صامتين لفترات طويلة غير مصدقين للحدث، فقد سئمنا من كثرة الوعود التي أطلقت من هنا وهناك وعلمنا أن التحرير لا يمكن أن يتم إلا بالقوة والمعاملة بالمثل".

ويقول رامي: "قبل أكثر من عشر سنوات وخلال زيارة الرئيس الأميركي الأسبق بل كلينتون للأراضي الفلسطينية، كانت أختي مع أهالي الأسرى يعتصمون ويطالبون بالإفراج عن أبنائهم الأسرى، فسمع كلينتون منها قصة أبي وأسره ووعدها حينها بالعمل على الإفراج القريب عنه، فسعدنا كثيراً كون الذي وعدنا هو رئيس أكبر بلد في العالم، إلا أنه تبين لنا في النهاية أنه مجرد فقاعات إعلامية لا أساس لها من الصحة.

ويضيف نجل الأسير زقوت: "نبعث برسالة إلى الأسرى الأبطال الذين لم تشملهم الصفقة وذويهم الكرام، أن مزيداً من الصبر والمصابرة فإن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب، طالما أن خلفنا مقاومة لا تنسى أسراها وشعب يحمي مقاومته ويفديها بأغلى ما يملك".

http://www.miftah.org