الحرية ل477 فلسطيني وفلسطينية في صفقة تبادل الأسرى
بقلم: مفتاح
2011/10/22

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13129

كانت صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين بالأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط أهم أحداث الأسبوع الماضي، وتبعها الكثير من الأخبار والتصريحات المرتبطة فيما فتحت الطريق لصفقة تبادل جديدة لكنها مصرية إسرائيلية حيث قالت مصدر مطلعة لصحيفة اليوم السابع المصرية، السبت 22/10/2011 إن وزارة الخارجية المصرية كلفت سفير مصر في إسرائيل ياسر رضا، للتواصل مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن إتمام صفقة التبادل التي سيتم بمقتضاها إفراج مصر عن الجاسوس الإسرائيلي "إيلان جرابيل" الذي يحمل الجنسية الأمريكية، مقابل إفراج إسرائيل عن 81 مسجوناً مصرياً.

وأشارت المصادر إلى أن رضا حصل من المسؤولين في إسرائيل عن القائمة الكاملة للسجناء المصريين والتهم الموجهة إليهم، وأنه أبلغ الخارجية بها، حيث بدأت الوزارة المصرية بالتنسيق مع المخابرات المصرية مرحلة التفاوض السياسي مع إسرائيل، والتي كانت قد بدأت منذ أيام من خلال أحاديث بين مسوؤلى المخابرات المصرية وعدداً من المسؤولين الإسرائيليين الذين تواجدوا في القاهرة الأسبوع الماضي لإتمام صفقة "شاليط".

وعلى صعيد العملية السلمية قال الرئيس محمود عباس، مساء أمس الجمعة 21/10/2011، إنه إذا وُجدت أرضية مشتركة يتم العمل للعودة للمفاوضات، مشيراً بذلك إلى الاجتماعات المنفصلة التي ستعقدها اللجنة الرباعية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في السادس والعشرين من الشهر الجاري في القدس.

وأضاف الرئيس خلال استقباله لرؤساء تحرير الصحف المصرية وعدد من كبار محرري الشؤون الفلسطينية في مصر، في مقر إقامته بقصر الأندلس في القاهرة، إن القيادة الفلسطينية تعاملت مع البيان الأخير لهذه اللجنة بإيجابية ووافقت عليه، وقال: نحن على استعداد للعودة للمفاوضات شريطة اعتراف الجانب الإسرائيلي بحدود 1967م، والالتزام بوقف الاستيطان.

وأوضح أن اللجنة الرباعية ستباشر منذ يوم السادس والعشرين من الشهر الجاري باتصالات مع كل طرف على حدة، وأنه إذا وُجدت أرضية مشتركة يتم العمل للعودة للمفاوضات، مشيرا إلى أن الصورة ستكون أكثر وضوحا في ضوء نتائج اللقاءات المرتقبة للجنة مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

فيما واصلت مجموعة من المستوطنين، يوم الخميس 20/10/2011، اعتداءاتها على تلاميذ ومعلمات مدرسة قرطبة بمدينة الخليل، واعتقلت قوات الاحتلال القائم بأعمال المديرة ومواطناً من المنطقة. وقال المواطن وائل الشرباتي: هاجمت زمرة من غلاة المستوطنين تلاميذ المدرسة أثناء خروجهم منها، وقد تصدت لهم القائم بأعمال المديرة فريال أبو هيكل وعدد من المواطنين محاولين إبعاد المستوطنين عن التلاميذ، إلا أن قوات الاحتلال قيدت يدي أبو هيكل، واقتادتها إلى منطقة غير معروفة، كما اعتقلت المواطن زيدان الشرباتي.

وأخمدت طواقم الدفاع المدني في محافظتي سلفيت وجنين يوم الجمعة 21/10/2011 ما يزيد عن 350 شجرة زيتون بعد اندلاع النيران في أكثر من 70 دونم في عدة مناطق متفرقة، ضمن تقرير رصدت به المديرية أبرز حرائق الزيتون نهار الجمعة.

أفاد دبلوماسي غربي كبير، يوم الأربعاء 19/10/2011، بأن مجلس الأمن الدولي قد يصوت في 11 تشرين الثاني على حصول الفلسطينيين على مقعد دائم في الأمم المتحدة.

وصرح الدبلوماسي للصحافيين، "ستجري مباحثات جديدة في 11 تشرين الثاني مع عملية تصويت محتملة" ستسجل نهاية عملية درس الترشيح الفلسطيني. وأوضح أن اجتماعاً انعقد، الثلاثاء، لاستعراض ما آلت إليه أعمال لجنة الانضمام في موضوع الطلب الذي تقدم به الفلسطينيون الشهر الماضي للحصول على مقعد دائم لدولتهم في الأمم المتحدة. وأضاف، أن اجتماعاً على مستوى السفراء سيعقد في الثالث من الشهر المقبل ثم يعقد اجتماع رسمي في الـ11 منه سيفضي إذا أراد الفلسطينيون الذهاب إلى عملية تصويت.

لكن الدبلوماسي أوضح أن الفلسطينيين لا يمكنهم حالياً الاعتماد على الأصوات الـ9 اللازمة في مجلس الأمن لرفع توصية ايجابية إلى الجمعية العامة. وأضاف، "كل شيء بأيدي الفلسطينيين. إذا أرادوا تأخير العملية أسبوعين سنحترم قرارهم".

وكانت واشنطن حذرت من أنها ستستخدم "الفيتو" للطلب الفلسطيني إذا استلزم الأمر. وواشنطن المصممة على تعطيل المبادرة الفلسطينية تبذل جهوداً حثيثة لمنع الفلسطينيين من الحصول على الأصوات الـ9 اللازمة وتجنب "فيتو" جديد لصالح إسرائيل ما قد يؤثر سلباً على صورتها في العالم العربي.

وقد ذكرت مصادر إسرائيلية يوم الأربعاء 20/10/2011 أنه وفقاً للاتفاق الذي كان جزءاً من صفقة الأسرى، فإن عدداً من الأسرى المفرج عنهم إلى مناطق الضفة الغربية عليهم التوجه إلى مراكز الإدارة المدنية للجيش الإسرائيلي القريبة من مدنهم، لتوقيع إثبات حضور مرة واحدة في الشهر أو 3 مرات لبعض الأسرى، وفي حال الإخلال بذلك سوف يقوم الجيش الإسرائيلي بإعادة اعتقالهم.

وبحسب ما ورد على موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) فقد شملت الصفقة هذا الاتفاق لعدد من الأسرى، وجرى وضعهم في صورة هذا الاتفاق قبل الإفراج عنهم، وكذلك تم الاتفاق على عدد المرات لكل أسير شملته هذه القيود والساعة التي يجب أن يصلها إلى مقر الإدارة المدنية للجيش الإسرائيلي القريبة من مكان سكنه، وكذلك تم التوضيح لهؤلاء الأسرى أن الإخلال بهذا الاتفاق سوف يؤدي لعودتهم إلى السجن وإلغاء العفو الصادر بحقهم من قبل إسرائيل.

و نقلت وسائل إعلام إسرائيلية مساء الأربعاء 19/10/2011 عن مصدر أمني كبير، أن المرحلة الثانية من صفقة التبادل لن تشمل أسرى قتلوا إسرائيليين. وأوضح المصدر نفسه، أن النية تتجه إلى الإفراج عن سجناء فلسطينيين أدينوا بارتكاب أعمال جنائية كسرقة السيارات والمنازل والذين ضبطوا في إسرائيل دون أن تكون بحوزتهم التصاريح اللازمة.

يذكر أن مصادر أمنية إسرائيلية قالت، إن الشق الثاني من صفقة تبادل الأسرى مقابل شاليت سيكون مختلفاً عن المرحلة الأولى من الصفقة. وقالت المصادر، انه "في محادثات مغلقة، أوضح رئيس (الشاباك) يورام كوهن أنه في المرحلة الثانية سيتم الإفراج عن 550 اسيراً، وسيتم اختيار أسمائهم من قبل ضباط (الشاباك) وليس كما طالبت (حماس)".

من جانبها، أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنه ليس من صالح الاحتلال التنصل من تنفيذ المرحلة الثانية وفق ما اتفق عليه في صفقة التبادل. وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس ومسؤول ملف الأسرى فيها صالح العاروري قد أكد أن الإفراج عن الأسيرات التسع المتبقيات في سجون الاحتلال الاسرائيلي سيتم خلال أيام.

وقال العاروري في تصريحات لوسائل إعلامية محسوبة على حركة حماس، إنه "وبحسب تعهدات المصريين؛ سيفرج عن الأسيرات التسع خلال أيام وقبل المرحلة الثانية من صفقة التبادل".

إلى ذلك أكد العاروري انه لا توجد ضمانات بعدم اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على الأسرى المحررين، وقال، "ان الضمانات الوحيدة بأيديهم، وهي الرد على أي عدوان يتم"، وأضاف، ان "حماس" لم تحصل على توقيع او تعهد بأنه لن يكون هناك اعتداء على الأسرى المفرج عنهم".

وفي ذات اليوم أكد رياض منصور، المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، أن الولايات المتحدة الأميركية "تلجأ بكل تأييد إلى كل الوسائل المتاحة لديها بهدف تعطيل الطلب الفلسطيني في مجلس الأمن "لنيل عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة".

وقال، "في كل الأحوال فإنه إذا ما جرى تصويت فإنها ستصوت ضد الطلب" مشدداً على ان "الإرادة السياسية للقوى المقررة في مجلس الأمن هي التي ستقرر مصير الطلب الفلسطيني في مجلس الأمن".

أما يوم الثلاثاء 18/10/2011، فقد أُطلق سراح 477 أسيرة وأسيراً فلسطينيا إلى الحرية، حيث استقبلت المدن الفلسطينية أبناءها المحررين في صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة "حماس" والتي تضمنت إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت، وتوحد الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه، ووسط مشاهد من انفعالات الفرح العارم والبكاء والزغاريد والهتافات. وأطلق المسؤولون من مختلف الفصائل دعوات إلى تسريع تنفيذ اتفاق المصالحة لاستعادة الوحدة الوطنية.

وكان هناك احتفال مركزي حاشد في رام الله حضره الرئيس محمود عباس، وآخر شاركت فيه جماهير غفيرة في ساحة الكتيبة في غزة وحضره اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة.

وأعلن الرئيس عباس خلال استقباله الأسرى المحررين في ساحة الرئاسة، عن أنه كان جرى اتفاق مع حكومة إيهود أولمرت على إطلاق سراح دفعة جديدة من الأسرى تماثل الدفعة التي شملتها صفقة التبادل التي نفذت.

فيما غادر القاهرة مساء الثلاثاء 18/10/2011، 43 فلسطينيا وفلسطينية من الأسرى المحررين والمبعدين إلى خارج الأراضي الفلسطينية متوجهين إلى أربع دول هي: سورية وقطر وتركيا والأردن تنفيذا لصفقة تبادل الأسرى بين الفلسطينيين وإسرائيل بوساطة مصرية. وقالت مصادر مسؤولة بمطار القاهرة: "غادر الفلسطينيون المبعدون وسط إجراءات أمنية مشددة من صالة كبار الزوار وبتواجد قادة الأمن بالمطار حيث غادر 16 فلسطينيا على طائرة سورية خاصة إلى دمشق و15 فلسطينيا إلى الدوحة على طائرة قطرية خاصة بينما غادر بعدهم 11 فلسطينيا على طائرة تركية خاصة وغادرت واحدة وهي "أحلام التميمي" على الطائرة الأردنية المتجهة إلى عمان وقد حمل الفلسطينيون وثائق سفر فلسطينية تم إصدارها لهم للتوجه بها إلى الخارج".

بالمقابل أكدت وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء 19/10/2011 أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل عن "قلقها" في خصوص بعض المعتقلين الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت. وعندما سئل لمعرفة ما إذا كانت الإدارة الأميركية أخطرت إسرائيل بشأن خطورة بعض المعتقلين أو ما إذا كانت عبرت عن عدم موافقتها على إطلاق سراحهم، أجاب المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر "الأمران معا".

http://www.miftah.org