ليبرمان يحرض على الرئيس عباس...وواشنطن تحذر من اعتراف اليونسكو بفلسطين (23-29)
بقلم: مفتاح
2011/10/29

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13151

أشارت المصادر الإخبارية اليوم السبت 29/10/2011 أن إسرائيل تقدمت بمذكرة احتجاج رسمية إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة ضد الرئيس محمود عباس، على ما وصفته، بصمته على الصواريخ التي أُطلقت على إسرائيل من قطاع غزة مؤخراً، وذلك استمرارا لمحاولاتها المستمرة لتعكير صفو الجهود الفلسطينية للحصول على عضوية دولة في الأمم المتحدة، علما أن المذكرة التي سلمها مندوب إسرائيل رون فروشاور إلى الرئيس الدوري لمجلس الأمن، تشير في السياق، إن حماس هي المسؤولة بشكل كامل عن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، لأنها هي التي تسيطر بشكل فعلي على القطاع ولكن بالرغم من ذلك لا تعفي السلطة الفلسطينية برئاسة أبو مازن من مسؤوليتها.

وكانت قد أعلنت إسرائيل قبل يومين، سقوط ثلاثة صواريخ من طراز "غراد" في محيط مدينة "اسدود" جنوب إسرائيل، بعد فترة شهرين من الهدوء.

ذكر موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية اليوم السبت، بأن 36 عضواً من الكونغرس الأمريكي بعثوا برسالة لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلري كلينتون يطالبونها بأن تقوم المخابرات الأمريكية FBI، بوضع أسماء الأسرى المحررين ضمن صفقة "وفاء الأحرار" إلى قائمة "الإرهاب" الأمريكية.

وقال المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط ديفيد هيل اليوم السبت 29/10/2011 إن السلام لن يتحقق عبر التصريحات أو أعمال التصويت في الأمم المتحدة داعياً السلطة الفلسطينية وإسرائيل إلى استئناف المفاوضات المباشرة بينهما. وتأتي تصريحات هيل عشية التصويت لطلب فلسطيني لعضوية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" الذي سيجري يوم الاثنين المقبل وذلك في إطار مساع أوسع للاعتراف بفلسطين كدولة في نظام الأمم المتحدة.

ويعلن المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، الاثنين القادم، قراره بشأن انضمام فلسطين كدولة عضو. وبحسب اليونسكو التي تتخذ من باريس مقراً لها فإن التصويت سيجري، الاثنين، في اليوم الذي يفترض أن يتحدث فيه وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمام المؤتمر العام السادس والثلاثين لليونسكو الذي افتتح، الثلاثاء، في العاصمة الفرنسية. والرهان يعتبر رمزياً إلى درجة عالية لأن الفلسطينيين يرون فيه فرصة لتسجيل أول نجاح في خطوتهم للانضمام إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية.

وحتى يوم الاثنين ستمارس الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية ضغوطاً دبلوماسية مكثفة على الفلسطينيين الذين لا يحظون في الوقت الحالي سوى بوضع "بعثة مراقبة" في اليونسكو، ليتخلوا عن ترشيحهم بصفة دولة عضو.

وتعتبر واشنطن وباريس وبرلين هذا التصويت سابقاً لأوانه لأن طلب انضمام الفلسطينيين بصفة دولة كاملة العضوية إلى الأمم المتحدة ما زال قيد الدرس في مجلس الأمن الدولي. وقال هيل أن المحاولات الفلسطينية للحصول على مكانة دولة في مؤسسات الأمم المتحدة من شأنها ان تعقد الوضع في المنطقة بل ستؤدي إلى إخراج عملية السلام عن مسارها.

وعلى الأرض تستمر هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين حيث هاجم العشرات منهم صباح اليوم السبت، المزارعين في قرية عزموط شرقي نابلس، ومنعوهم من قطف الزيتون بالقرب من مستوطنة "الون موريه".

فقد قطع مستوطنون، الجمعة 28/10/2011، عشرات أشجار الزيتون، في قرية الجانية، غرب مدينة رام الله، ووضعوا ملصقات على أشجار أخرى كتب عليها "هذه الشجرة نقلت إلى ملكية يهودية ممنوع الاقتراب منها".

كما اقتلع مستوطنون، مساء أمس، 20 شجرة زيتون في منطقة بيت صفافا شارع "رشباج 25"، جنوب القدس. وتركوا خلفهم لافتة كتب عليها "جباية الثمن". كما أحرقت مجموعة من مستوطني "إيتمار" و"ألون موريه"، فجر أمس، غرفة وسيارة تعودان للمواطن شهير عيسى حنني من بلدة بيت فوريك، شرق نابلس.

وخلال تكريم المجلس الثوري للأسرى المحررين الجمعة 28/10/2011 قال الرئيس محمود عباس إن قضية الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل توازي كافة قضايا الوضع النهائي للحل الدائم مع إسرائيل.

وقال الرئيس، في كلمة له خلال تكريم المجلس الثوري لحركة فتح للأسرى الذين أفرج عنهم ضمن صفقة تبادل مع حركة حماس: إن كل الأمور تسير بصورة متوازية، بمعنى أننا عندما نتحدث عن القدس واللاجئين والمياه وكل قضايا الوضع النهائي، فإننا نتحدث عن الأسرى". وأكد أن القيادة الفلسطينية "لم تأل جهداً في طرح قضيتهم والعمل على إطلاق سراحهم، وبالرغم من أن هناك كوكبة من أبنائنا أطلق سراحهم إلا أنه ما زال يوجد إلى الآن حوالي 5000 أسير في السجون الإسرائيلية". وأضاف: 'لن يهدأ لنا بال إلا بتحرير كافة أبنائنا وبناتنا من سجون الاحتلال، وكذلك القيادات مثل مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وأي أسير من كافة الفصائل هو بالنسبة لنا مقدس ويجب أن نرفعه على رؤوسنا." وأكد الرئيس عباس ألاّ تراجع عن طلب عضوية فلسطين في "اليونسكو". وقال: إن المعركة حول عضوية فلسطين في "اليونسكو" حامية جداً، نحاول أن ندرسها ونرى أبعادها، مشيراً إلى أن هذا الموضوع صعب ومعقد، لكن نحاول أن نعالجه بأقل الخسائر، وبصراحة دون تراجع عنه لأننا قدمنا الطلب، ولا مبرر للتراجع عنه".

والخميس 27/10/2011 قال الدكتور سلام فياض، رئيس الوزراء: إن الشعب الفلسطيني يتطلّع إلى أن يأخذ مكانه الطبيعي والكامل بين أمم العالم، مشدداً على أهمية ما يرمز إليه يوم الأمم المتحدة، الذي احتفل به، أمس، لدى شعوب العالم بأسرها.وقال في كلمة لدى مشاركته في حفل الاستقبال الذي أقامه المنسّق الخاص للأمم المتحدة روبرت سيري، في مقر الأمم المتحدة في مدينة رام الله: نشعر بالسعادة عندما نرى علمنا بين أعلام باقي الأمم، كما نشعر بالسعادة عندما نرى علمنا إلى جانب علم الأمم المتحدة.

وانتقد وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان مجدداً، الأربعاء 26/10/2011، الرئيس محمود عباس مشيراً إلى أن استقالته ستكون "نعمة". وقال ليبرمان للإذاعة العسكرية، "استقالة أبو مازن ستكون نعمة لأنه يمثل أكبر عقبة أمام السلام". كما أشار ليبرمان، في رسالة وجهها إلى البعثات الدبلوماسية الأجنبية في إسرائيل، إلى "أن المطلب الفلسطيني بتجميد البناء في المستوطنات وفي القدس كشرط مسبق للمفاوضات تم اتخاذه من قبل عباس"، وقال في الرسالة التي نشرت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية مقتطفات منها، "حتى ياسر عرفات لم يقدم أبداً على مثل هكذا طلب".

وجاءت الرسالة تحت عنوان "إسرائيل والسلطة الفلسطينية: التقييم الحالي" وقالت، "إن سياسة عباس والسلطة الفلسطينية في نزع الشرعية عن إسرائيل لا يمكن فهمها إلا أنها وسيلة لتعزيز الأجندة الشخصية للرئيس عباس وبخاصة ما يتعلق بإرثه التاريخي".

فيما ندد الاتحاد الأوروبي الثلاثاء بدعوة وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان إلى استقالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، معتبرا أن هذه الدعوة تنطوي على "تحريض". وقالت مايا كوسيانيتش المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إن على كل الأطراف أن "يمتنعوا عن أي تحريض"، حيث كاد ليبرمان قد بدأ انتقاداته تلك الإثنين 24/10/2011. وأعلن مجلس المدينة التابع لبلدية القدس الإسرائيلية الثلاثاء 25/10/2011 أنه قدم إخطاراً بهدم جسر باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى في البلدة القديمة. ووجه مجلس المدينة الأمر إلى "صندوق تراث حائط المبكى" الذي يدير الموقع اليهودي وأمره بهدم الجسر في فترة لا تتجاوز الثلاثين يوما والبدء ببناء واحد جديد.

وأقيم الجسر الخشبي العام 2004 كإجراء مؤقت بعد انهيار الجسر الرئيسي الذي يستخدمه غير المسلمين للوصول إلى المسجد كما تستخدمه قوى الأمن الإسرائيلية للدخول إليه. من ناحيته صرح مدير الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس الشيخ عزام الخطيب أن دائرة الأوقاف الإسلامية هي المسؤولة عن هذه التلة التي تعتبر مدخلا من مداخل الأقصى وهي وقف إسلامي، واتخاذ أي قرار انفرادي من قبل السلطات الإسرائيلية هو مخالف لكل القوانين والأعراف الدولية.

وقال الشيخ عزام الخطيب لوكالة فرانس برس: "إن موقف دائرة الأوقاف الإسلامية واضح منذ بداية انهيار تلة باب المغاربة وهو إن الدائرة مسؤولة عن ترميمها سلطات الاحتلال وإعادتها إلى ما قبل انهيارها في 6 شباط 2004".

وحذرت واشنطن الإثنين 24/10/2011، من أن ترشح فلسطين للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة قد "يخرج" عملية السلام عن مسارها. وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس خلال اجتماع لمجلس الأمن ان هذا الأمر "لن يدفع بعملية السلام إلى الأمام لكنه قد يعقدها ويؤخرها وربما يقوض أمل التوصل إلى اتفاق عبر التفاوض". وأكدت رايس أن إدارة اوباما تعمل "على قدم وساق" لتحريك الحوار المباشر بين الجانبين المجمد منذ أيلول 2010 بسبب رفض إسرائيل تمديد وقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.

وقالت رايس "ندعو جميع أعضاء هذا المجلس والدول الأعضاء (في الأمم المتحدة) إلى الاتحاد للمساهمة في إيجاد مناخ ايجابي يسمح بالعودة الى طاولة المفاوضات". وحذرت الولايات المتحدة من أنها ستستخدم "الفيتو" لعرقلة الطلب الفلسطيني إذا استلزم الأمر. وتحتاج دولة جديدة لقبول عضويتها في المجلس الى تسعة أصوات على الأقل من أصل 15 من دون لجوء اي دولة دائمة العضوية الى حق النقض "الفيتو". ويصوت مجلس الأمن الدولي في 11 تشرين الثاني على حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة. على صعيد ملف الأسرى استبعد الدكتور محمود الزهار القيادي في حركة حماس الأحد 23/10 أن تفرج إسرائيل عن أسرى كبار وأسماء لامعة ضمن المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى، والتي تتضمن إطلاق سراح 550 أسيراً.

وقال الزهار "تهديدات الاحتلال للأسرى المحررين تأتي في سياق التقليل من خسارته الكبيرة التي مني بها جراء الثمن الباهظ الذي دفعه لقاء تحرير جنديه الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليت". وأضاف: "التهديدات تكشف أيضاً عن حجم الإفلاس الذي يعيشه الاحتلال أمام إنجازات المقاومة الفلسطينية التي أرغمته على توقيع الصفقة وفق شروطها، وفي محاولة منه لإرضاء الرأي العام الإسرائيلي الرافض للتنازلات التي قدتها حكومة بنيامين نتنياهو". واستبعد القيادي في حركة حماس أي تصعيد عسكري ضد غزة، بعد نجاح صفقة التبادل، لافتاً إلى أن أي تصعيد سيواجه بردود قوية من المنطقة العربية بأسرها وعلى رأسها مصر. وتخل ببنود الصفقة.

http://www.miftah.org