إسرائيل دولة تشرّع للإرهاب
بقلم: مفتاح
2002/12/31

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=133


إن ما تقوم به حكومة شارون، هذه الأيام، والذي يتواصل منذ أكثر من عامين، على شكل عدوان لم يسبق له مثيل، ضد الشعب الفلسطيني، تحت مرأى ومسمع العالم بأسره، يدل على الإنهيار التام والكامل لمنظومة الأخلاق، والقيم، وحقوق الإنسان، والديمقراطية، على الصعيد الدولي برمته.

والأخطر من ذلك، هو عدم وجود منطق أصلاً، يمكن التعامل من خلاله، أو تفسير الممارسات الإسرائيلية بناءً عليه، في ظل إعادة صياغة تعريفات جديدة، لكل ما هو مطلوب حسب الرؤية الإسرائيلية الأمريكية، والتي يمكن من خلالها قلب المعايير والمعاني والتعريفات، بشكل يعطي الحق لدول دون غيرها، في ممارسة ما تريد، دون حساب أو عقاب، وهو ما يعدّ قمة التفرقة العنصرية التي تنذر بالكوارث.

وبناءً عليه، كيف يحق لإسرائيل ، الدولة الوحيدة في العالم التي تشرّع للقتل والإرهاب -كدولة فوق القانون- أن تدّعي مكافحة الإرهاب؟
وكيف يحق لحكومة الاحتلال، أن تحارب الشعب الذي تحتله، تحت تهمة الإرهاب، رغم اعتراف العالم أجمع باحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية الواقعة ضمن حدود الرابع من حزيران عام 1967، بما فيها القدس الشرقية؟

أن ما اتفق عليه شارون ووزير جيشه مؤخراً، حول تصعيد الاغتيالات والقتل، هو تشريع سافر بالقتل والإرهاب.
ليس ذلك وحسب، فقد أقدمت المحكمة العليا الإسرائيلية، في سابقة هي الأخطر من نوعها، قبل فترة، بإصدار قرار يسمح بموجبه لعناصر المخابرات الإسرائيلية بممارسة "الهز العنيف"، خلال التحقيق مع الأسرى الفلسطينيين، والذي أدى إلى سقوط العديد منهم في أقبية التحقيق.
إن مثل هذا التشريع، هو الذي يخلق جواً يمنح الجنود والضباط خلاله، من ممارسة تجاوزات عديدة بحق الفلسطينيين، حيث لا يوجد من يحاسبهم على ذلك، وهو العامل الذي أعطى خلاله جنود الاحتلال صلاحية ضرب الشاب عمران عبد الغني، 18 عاماً حتى الموت يوم أمس في قرية دورا قضاء الخليل.

وهو نفسه العامل، الذي يعطيهم صلاحية قتل الأطفال الفلسطينيين يومياً، تحت ذريعة تهديد حياة الجنود بالخطر، وقد سقط أربعة أطفال في الساعات الثماني والأربعين الماضية فقط.
أي خطر هو الذي يعطي فرق الموت الخاصة الإسرائيلية، حق الدخول إلى وسط مدينة رام الله، متخفين بلباس عربي، وقتل شابين وجرح ثالث واختطافه، أحدهم هو الفتى مهدي أبو عبيد،17 عاماً، ذنبه الوحيد أنه كان ماراً بالصدفة المحضة، كباقي الناس، بالقرب من سيارة استهدفت فرقة الموت الإسرائيلية من فيها، فقتل مهدي بدم بارد، وظل ينزف حتى الموت، وهو ينادي على أمه.

إن الذي يهدد حياة الجنود بالخطر، هو اللامنطق الذي يفرضه منطق القوة والغطرسة الإسرائيلية، برعاية أمريكية.
إسرائيل تدمر منظومة المنطق، والقيم، والأخلاق، وحقوق الإنسان في العالم، فهل لهذا العالم أن يوقف هذه المهزلة بحقه؟

http://www.miftah.org