اساليب التهويد تستهدف اكثر من 402 مقدسي
بقلم: مفتاح
2004/7/27

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=1333


القدس – المركز الصحافي الدولي:- القدس المدينة الفلسطينية بلغ عدد سكانها في نهاية العام 2003، 402.900 نسمة حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، ويشكل أهالي القدس، 10.8% من مجموع السكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويتوزع 254.099 فرداً منهم في منطقة J1 و148.801 في منطقة J2.

وبلغت نسبة البطالة بين القوى العاملة فوق 15 عاماً في المدينة 22.3% ، فيما بلغت نسبة العملين في إسرائيل(داخل الخط الأخضر) وفي المستوطنات 36.3% من إجمالي العاملين في المدينة وذلك حسب معايير منظمة العمل الدولية. هذه المدينة خضعت لشتى أساليب التهويد والضم إلى الدولة الإسرائيلية منذ بداية احتلال الشطر الغربي من المدينة فيما يعرف اليوم بالقدس الغربية، إلى أن احتل الشطر الشرقي منها فيما يعرف اليوم بالقدس القديمة أو الأحياء العربية في القدس. واتخذ التهويد أشكاله المختلفة من مصادرة بطاقات المواطنين إلى هدم منازلهم بحجة عدم الترخيص، إلى حرق المسجد الأقصى في المدينة المقدسة بهدف طمس الهوية الإسلامية للمدينة إلى حفر الخندق أسفل المسجد، إلى أشكال أخرى متعددة وخطيرة تعلو كل حين الأصوات الفلسطينية المحذرة بأن الأقصى والقدس في خطر.

قوات الاحتلال الإسرائيلية صادرت بين عامي 1967-2000، 6386 بطاقة هوية منها 207 في العام 2000 قبل وأثناء اندلاع انتفاضة الأقصى، كما بلغ عدد المنازل المهدومة في العام 2003 في القدس في منطقة J1 157 منزلاً يقيم فيها 897 فرداً وبلغ عدد الأسر التي تم تهجيرها 130 أسرة بسبب جدار الفصل العنصري وما يسمى بغلاف القدس الذي سيحيط بالمدينة بشكل كامل وسيخلق منها غيتو خاص وسيعزلها عن محيطها الفلسطيني.

أما الأراضي المصادرة من المدينة فبلغت مساحتها 7946 دونماً منها 2422 دونماً أراض زراعية، فيما بلغت مساحة الأراضي المجرفة 2072 دونماً منها 766 دونماً عبارة عن أراضٍ زراعية. الحرب التي يخافها الإسرائيليون هي بحق النمو الديمغرافي العربي الذي يسعون بكل السبل إلى ضغطه ومنعه من التمدد. غيتو القدس...

غلاف القدس هو مشروع استيطاني يتكون من جدارين: شمالي وشرقي، وفصل القدس الشرقية عن الغربية بجدار طوله 11 كم، وبدأ العمل في الجدار الشمالي في أغسطس/ آب 2002، أي بعد مرور شهرين من البدء في بناء "المرحلة الأولى" من الجدار في منطقة الشمال، ويتم بناؤه بمحاذاة حاجز قلنديا.

ويهدف المشروع أيضا إلى توسيع حدود بلدية القدس المحتلة وجعلها تسيطر على نحو 18% من مساحة الضفة الغربية، وإكمال الطوق الاستيطاني حول المدينة بدءاً من مستوطنة "هارحوماه" مروراً بمستوطنة "معاليه أدوميم" ثم مستوطنة "جبعات زئيف" في الشمال.

مع التحذير من كارثة شمال غرب القدس جراء أزمة نقص المياه الخانقة شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي في التاسع من الشهر الجاري في بناء قواعد إسمنتية، خاصة على الخط الفاصل بين اتجاهي شارع رام الله- القدس العام، جنوب حاجز قلنديا العسكري، استكمالاً لبناء الجدار حول المدينة، وكانت الآليات الثقيلة قد انتهت من تسوية الأرض في المكان، وتجريف الشارع القديم من جهته الغربية، تمهيداً لإعادة تعبيده، ليصبح عبوره مقتصراً على حملة البطاقة الإسرائيلية الزرقاء فقط وذلك في تزامن مع جلب الشاحنات الإسرائيلية المزيد من القطع الإسمنتية الضخمة بارتفاع تسعة أمتار، تمهيداً لإقامة الجدار، وعزل بلدتي الرام وضاحية البريد وقرى وبلدات شمال غربي القدس المحتلة عن بعضها البعض من جهة، وعن المدينة المقدسة من جهة أخرى.

وكانت ما تسمى لجنة التخطيط المدني التابعة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة بدأت بإعداد مخطط لإقامة مستوطنة جديدة على أراضي قرية الولجة الفلسطينية القريبة من القدس المحتلة وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية متعددة أن المستوطنة المذكورة ستفصل القدس المحتلة عن محيطها بشكل كامل، وأنها ستقوم على مساحة ألفي دونم وسيشمل بناء 13 ألفاً و500 وحدة سكنية، تتسع لـ 55 ألف مستوطن.

وبالإضافة إلى أن يهود القدس الغربية والمستوطنات المحيطة بالمدينة المحتلة يسرقون المياه الفلسطينية فإن الجدار سيضاعف هذه المعاناة في الجانب الفلسطيني، فقد حذر مواطنون ومؤسسات وفعاليات في المدينة وفي قرى شمال غرب القدس الشريف، من كارثة بيئية وصحية ستحل نتيجة أزمة المياه الخانقة والحادة التي يعانون منها.

وحسب المعلومات التي جمعتها مراسلة المركز الصحافي الدولي من القدس فإن طول الجدار الذي سيلتف حول مدينة القدس يبلغ 82 كيلومتراً نفذ منه حتى الآن 26 كيلومتراً.

في الوقت الذي تبلغ المساحة الإجمالية للقدس الشرقية والغربية 126 كم2، يشكل الجزء الشرقي منها ما يقدر بـ 72كم2، يقطنها من السكان العرب 250 ألف عربي مقابل 180 ألف يهودي، مع العلم أن النسبة في عام 1967 كانت 70 ألف عربي دون وجود يهودي في القدس الشرقية.

ويشكل السكان العرب 35% من مجموع السكان العرب واليهود على مساحة 14% من المساحة الإجمالية الكلية للقدس الشرقية والغربية، وهذه المساحة مقسمة كالتالي: 24كم2 أراضي مصادرة للمصلحة العامة بما يبلغ 35%، 40% أراضي خضراء، أما النسبة 25% الباقية ما بين طرق و مناطق غير منظمة.

و منذ عام 1967 قامت إسرائيل بتوسيع حدود القدس، بحيث ضمت أراضي 28 قرية عربية وهي: كفرعقب، رام الله، رافات، قلنديا، حزما، عناتا، بيت لحم، بيت جالا، بيت ساحور، أبو ديس، العيزرية باإضافة إلى قرى داخل الحدود. و لا تزال هناك أراضي مهددة بالجدار مثل: أراضي الرام، بيت حنينا، كفرعقب، رافات، عناتا، حزما، الطور، العيزرية، أبوديس، السواحرة، صور باهر، بيت جالا، بيت لحم و بيت ساحور.

ولا يقتصر الأمر على الأراضي والقرى، بل هناك مؤسسات مهددة بالجدار مثل البنك الدولي وممثليات النرويج ومؤسسات كبيرة موجودة في الرام رفضوا الدخول مع إسرائيل. أما فيما يتعلق بالمدارس المهددة بفعل الجدار فقد أفادت مراسلتنا أن مدرسة القبطية ومدرسة راهبات الوردية إضافة إلى كل مدارس الأوقاف الإسلامية أكبرها مدرسة الأمة مهددة.

وفي الحصيلة سيصنع الجدار العنصري أربع معازل هي: شمال غرب القدس و يشمل بيت إزة- بيت دقة – بيت لقيا – بدو – القبابة – بيت عنان- قطنة و بيت سوريك.

المعزل الثاني يشمل: جديرة، قلنديا، بيرنبالا، بيت حنينا القديمة والجيب.

شمال القدس و يشكل المعزل الثالث و يشمل: ضاحية البريد و الرام.

المعزل الأخير هو شرق القدس و يشمل ضاحية السلام، عناتا، ومخيم شعفاط.

ولا تزال الأنباء غير دقيقة حول عدد البوابات، فما هو متوفر حتى الآن خريطتان فقط عن بوابتان: بوابة بيتونيا وبوابة بدو على عكس ما تناولته الصحافة عن وجود 11 بوابة، مع العلم أن طول الجدار يبلغ 82كم نفذ منه حتى الآن 26كم.

المحكمة العليا الإسرائيلية فقط بالأمس اعتبرت أن 30 كيلومتراً من أصل 40 كيلومتراً يتألف منها الجدار المحيط بالقدس، غير قانونية وتمس بحياة السكان الفلسطينيين، وجاء هذا القرار المبدئي بعد التماس تقدم به أكثر من 32000 مواطن مقدسي حول المدينة المحتلة.

وكان المسار المخطط لإقامة الجدار على أراضي ثمانية قرى سيسلب أهاليها نحو 50,000 دونم من أراضيهم، ليحرمهم بالتالي من مصدر رزقهم الأساسي، وهذه القرى هي: بيت إجزا، بيت سوريك، بدو، بيت دقو ، بيت عنان، قطنة، بيت لقية والقبيضة وخرب أم اللحم.

يقول المواطن سيف شتى، من رام الله: " إن الجدار يؤثر على حرية التنقل والذهاب إلى الصلاة وأماكن العبادة والعمل وعلى جميع المجالات، حيث كنت في أوقات الضرورة أخرج أما الآن فلا أستطيع، ولا ننسى الوضع الاقتصادي حيث مكان عملي في قلنديا لم يعد ممكناً جلب البضائع من منطقة لأخرى".

وأشار المواطن مراد مبارك، من رام الله، إلى التأثير النفسي الذي حل بالناس من جراء الجدار حيث قال:" إقامة الجدار أدت إلى منع الهواء و حجب الرؤية عن عطاروت، حيث كنت أراها من مكان عملي، مما خلق حالة نفسية سيئة، و كأن الواحد منا يعيش في سجن" و تحدث عن الأثر الاجتماعي و الاقتصادي للجدار قائلاً: " لي أخوة في الخليل و في بيت لحم لا أستطيع أن أذهب إليهم، و قبل الجدار كنا نعمل ولو قليلاً، أما الآن فالعمل شبه معدوم، والنتيجة إحباط نفسي واقتصادي".

http://www.miftah.org