في آخر أسبوع من العام 2011: حصار واستيطان متواصلان على غزة والقدس (25 – 31 كانون أول)
بقلم: مفتاح
2011/12/31

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13330

صادف هذا الأسبوع الذكرى الثالثة لأكبر عدوان على قطاع غزة والذي يمثل جريمة إسرائيلية بحق الإنسانية، جراء المجازر التي ارتكبها الاحتلال وعلى مدى شهر تقريباً ضد الأطفال والنساء والرجال العزل في غزة. فبعد ثلاثة أعوام على الحرب الإسرائيلية على القطاع، والتي تسببت بقتل حوالي 1400 فلسطيني وبدمار وخراب هائلين، ما زالت غزة تتعافى وبصعوبة من تلك الصدمة، وما زالت إسرائيل تواصل هجومها العدواني اليومي على القطاع وأهله، بالرغم من حالة التهدئة المتفق عليها بين الطرفين – الفلسطيني والإسرائيلي.

ها هي غزة ما زالت تعاني من النقص في الدواء ونفاذ السولار وانقطاع الكهرباء. حيث أكد د. أشرف القدرة مسؤول الإعلام في وزارة الصحة المقالة، اليوم السبت 31/12/2011، إن النقص في الرصيد الدوائي وصل حتى اللحظة إلى أعلى مستوياته خلال العام 2011، الذي كان الأقسى على الطواقم الطبية ومرضى قطاع غزة، وذلك بسبب النزف اليومي المستمر في الأدوية والمستهلكات الطبية والذي طال كافة الأقسام الحيوية لأكثر من ثلث المرضى في المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية، حيث يمس هذا بالدرجة الأولى مرضى الأمراض المزمنة والفشل الكلوي والأطفال والنساء والولادة والعظام والأعصاب والأوعية الدموية ومرضى السرطان والأورام.

وأضاف القدرة إن وزارة الصحة وطواقهم الصحية عاشت 365 يوماً في هذا العام لحظة بلحظة وسط قلق وحذر شديدين جراء نفاد كميات كبيرة يومياً من الأدوية والمستهلكات الطبية والانقطاع المتكرر من التيار الكهربائي لأكثر من 8 ساعات يوميا في ظل تناقص مخزون السولار في المولدات الكهربائية في المستشفيات والرعاية الأولية.

ومن جانب آخر، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها إزاء تردي الأوضاع في الآونة الأخيرة في قطاع غزة، داعية إلى التمسك بالتهدئة والامتناع عن التصعيد.

وقالت الوزارة في بيان صدر عنها، نشرته اليوم وكالات الأنباء، "إننا على قناعة أن الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي لا يمكن حله بالقوة بل فقط يمكن حله حلا سياسيا دبلوماسيا بالطرق المعترف عليها، في أسس القانون الدولي"، مؤكدة أن كل ما يتطلبه الأمر هو خلق الأجواء الضرورية للإسراع بالعودة إلى المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وفي سلسلة الغارات الإسرائيلية المتواصلة على مدى الأسبوع الماضي، استشهد المواطن، مؤمن أبو دف (22 عاماً) وأصيب آخر جراء قصف إسرائيلي، فجر يوم الجمعة 30/12/2011، استهدف عدداً من المواطنين في منطقة جحر الديك جنوب شرق مدينة غزة.

وقال شهود عيان إن طائرة إسرائيلية أطلقت صاروخاً على الأقل باتجاه عدد من المواطنين خلال سيرهم بمحاذاة الأراضي الزراعية الواقعة في منطقة جحر الديك، ما أدى إلي استشهاد أبو دف وإصابة آخر كان بصحبته.

وكانت قد أغارت قوات الاحتلال، فجر يوم الخميس 29/12/2011، على موقعين في قطاع غزة دون أن يبلغ عن وقوع ضحايا، عدا أضرار مادية لحقت بالمكان، في ظل حالة التصعيد الإسرائيلية متواصلة يشهدها قطاع غزة منذ عدة أيام على الرغم من حالة الهدوء السائدة، باستثناء بعض الصواريخ المحلية الصنع التي تطلقها فصائل المقاومة.

وفي الذكرى الثالثة للعدوان الإسرائيلي على غزة، استشهد المواطن عبدالله التلباني (22 عاماً) وأصيب 11 آخرون، مساء يوم الثلاثاء 27/12/2011، في سلسلة غارات شنتها طائرات حربية إسرائيلية على مناطق متعددة في قطاع غزة، وسط استمرار التهديدات بشن حملة ضد القطاع.

وفي تصريح له، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك إن إسرائيل ليست لديها "أوهام" حول الهدوء مع قطاع غزة، موضحا أن الوضع يمكن ان يتغير في كل لحظة.

وتأتي تصريحات باراك هذه والاستعدادات الإسرائيلية العسكرية في ظل مخاوف أهل القطاع المتزايدة من تكرار إسرائيل لتجربة الحرب السابقة التي يغذيها الحصار الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

أصيب، أمس الجمعة 30/12/2011، عشرات المواطنين والمتضامنين الأجانب واعتقل العديد أيضاً، في المسيرات المناوئة للاستيطان وجدار الضم والتوسع العنصري التي نظمت في عدة مناطق بالضفة.

ففي قرية النبي صالح، أصيب، مصور صحافي، ومواطنان بجروح، والعشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، واعتقل تسعة أشخاص بينهم متضامنان أجنبيان، في المسيرة المناوئة للاستيطان وجدار الضم والتوسع العنصري، التي انطلقت هذا الأسبوع لمناسبة الذكرى الـ47 لانطلاق الثورة الفلسطينية.

وفي مسيرتي بلعين ونعلين، غرب رام الله، الأسبوعيتين المناهضتين للاستيطان وجدار الفصل العنصري، واللتان انطلقتا، أمس الجمعة، في ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية والذكرى الثالثة للحرب على غزة، أصيب مواطن بجروح وعشرات المواطنين والمتضامنين الأجانب بالاختناق الشديد بالغاز المسيل للدموع، حيث شارك في المسيرة أهالي القرية ونشطاء سلام إسرائيليون ومتضامنون أجانب، مرددين الهتافات الداعية إلى الوحدة الوطنية، والمؤكدة ضرورة التمسك بالثوابت الفلسطينية، ومقاومة الاحتلال وإطلاق سراح جميع الأسرى والحرية لفلسطين.

وفي مسيرة قلنديا الأسبوعية، أمس الجمعة، أُصيب عشرات المواطنين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، جراء قمع قوات الاحتلال المسيرة المنددة بجدار الضم والتوسع العنصري.

وفي اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين على المواطنين الفلسطينيين، اقتحم عشرات المستوطنين المسلحين، صباح يوم الجمعة 30/12/2011، برفقة عائلاتهم، وتحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، البرك السليمانية الثلاث، من أراضي بلدتي الخضر وارطاس، والتابعة لإدارة قصر المؤتمرات، وتجولوا في البرك الثلاث، واغتسلوا في مياهها، وقاموا بأداء صلوات خاصة.

وجدد المستوطنون اعتداءاتهم على طلبة مدرسة قرطبة الأساسية في مدينة الخليل أثناء خروجهم منها يوم الأربعاء 28/12/2011، وقاموا بإطلاق قنابل صوت والمسيل للدموع وأصابوا بها مواطنين.

ومن جهة أخرى، هدمت قوات الاحتلال يوم الأربعاء عدة منشآت من منازل وبركسات وآبار وجرفت أراضي في مدينتي الخليل وجنين.

وفي تصرف استفزازي للفلسطينيين خرج المئات من المستوطنين المتطرفين، ليلة الأحد 25/12/2011، في مسيرة استفزازية جابوا خلالها شوارع البلدة القديمة في القدس بمحيط الأقصى، وهم يرددون الشعارات العنصرية ضد العرب، ولوحظت تحركات كبيرة للشرطة الإسرائيلية وجنود الاحتلال في البلدة لتوفير الحماية للمستوطنين الذين يرفعون الأعلام الإسرائيلية ويهتفون ضد العرب ويطالبون بترحيلهم من القدس.

أدانت باريس، يوم الخميس 29/12/2011، القرارات الإسرائيلية بالتوسّع الاستيطاني في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين واعتبرتها "استفزازية".

وقال برنار فاليرو، المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية: إن "فرنسا تشعر بالقلق الشديد لتسارع الإعلانات والقرارات الاستفزازية في مجال الاستيطان الإسرائيلي في القدس الشرقية والضفة الغربية".

وأضاف: إنها "تدين بشدة القرارات التي اتخذتها، الأربعاء، بلدية القدس الإسرائيلية بالسماح ببناء 130 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة (جيلو) وبناء مجمع سياحي في حي سلوان الفلسطيني في القدس الشرقية المحتلة، والاتفاق الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية لإضفاء قانونية على مستوطنة (رامات جلعاد) العشوائية الواقعة شمال الضفة الغربية".

وكانت لجنة التخطيط والبناء الإسرائيلية في بلدية القدس الغربية قد صادقت، يوم الأربعاء 28/12/2011، على بناء 130 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة (غيلو) المقامة على أراضي القدس. كما أعلنت البلدية الإسرائيلية عن خطة لبناء مجمع سياحي كبير في قلب حي سلوان في القدس الشرقية، حسب ما أعلن مستشار في البلدية.

وقال بيبي الالو العضو في البلدية عن حزب "ميرتس" اليساري لوكالة "فرانس برس"، إن "البلدية سمحت ببناء مجمع سياحي سيحتوي على 250 موقفاً للسيارات وحديقة أثرية وغرف استقبال ومكتبة". وستدير جمعية العاد الاستيطانية اليمينية هذا المشروع السياحي.

من جهته أكد فخري أبو دياب رئيس لجنة الدفاع عن حي سلوان لوكالة "فرانس برس" إن إسرائيل "سمحت لجمعية العاد الاستيطانية ببناء مشاريع ضخمة في سلوان على مساحة 8400 متر مربع".

وفي ملف المصالحة وإنهاء الانقسام الداخلي، استقبل الرئيس محمود عباس، يوم الاثنين 26/12/2011، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، وفداً من قيادات كتلة التغيير والإصلاح ( كتلة حماس)، وعدداً من الوزراء السابقين.

واطلع الرئيس أعضاء الوفد على نتائج اجتماعات القاهرة، ونتائج اجتماعات لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير، والخطوات التي تم انجازها باتجاه السير قدماً نحو تشكيل المجلس الوطني الجديد، لإتاحة الفرصة لكل القوى الفلسطينية لكي تشارك في الأطر القيادية للمنظمة.

وعبر الرئيس، عن ارتياحه الكبير لنتائج اللقاءات الثنائية التي جمعت حركتي "فتح" و"حماس" يومي 18 و19 الجاري في القاهرة، والاجتماعات التي ضمت الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق المصالحة في الرابع من 4 أيار الماضي، وأكد على ضرورة التنفيذ الأمين والدقيق لاتفاق إنهاء الانقسام.

ومن جهته، أكد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يوم الاثنين، التزام حركة حماس بخيار المصالحة وأن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة إعداد لتشكيل الحكومة والانتخابات وشكل المنظمة، وذلك إلى جانب تأكيده على أن الذهاب للانتخابات لا يتم إلا بتشكيل حكومة وحدة وطنية.

هذا وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأحد 25/12/2011، أن حكومته لن تجري أي مفاوضات سلام مع السلطة الفلسطينية إذا ما دخلت حركة حماس في حكومتها وفي منظمة التحرير الفلسطينية.

وقال نتنياهو في الخطاب الذي ألقاه أمام مؤتمر سفراء إسرائيل في الخارج، والذي عقد في مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية في القدس: "إن التقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين سيترافق مع الحفاظ على تدابير أمنية ستصبح أكثر تشدداً إزاء الأوضاع الإقليمية".

وتابع نتنياهو "لن أقبل بدولة فلسطينية ستصبح مثل غزة أو لبنان وقواعد لإطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية".

ومن جانبه استبعد وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، يوم الأحد 25/12/2011، تحقيق السلام بين بلاده والفلسطينيين.

وأضاف في كلمة أمام سفراء إسرائيل المعتمدين في الخارج في مقر وزارة الخارجية في القدس الغربية إن علاقات إسرائيل مع الفلسطينيين يجب أن تقوم على أساس إدارة النزاع وليس حله. وتابع إن الوقت ليس مناسباً للاعتقاد في إمكانية التوصل إلي اتفاقية مع الفلسطينيين في أي وقت قريب.

واستطرد "من يقول انه من الممكن التوصل الى سلام مع الفلسطينيين في السنوات المقبلة مخطئ ويضلل الآخرين".

http://www.miftah.org