إسرائيل "تستفرد" بالأسرى الفلسطينيين
بقلم: مفتاح
2003/1/4

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=137


حملات الإعتقال والمداهمة، الي تقوم بها قوات الإحتلال الإسرائيلي، وفرقها الخاصة، كجزء من حملتها العدوانية على الشعب الفلسطيني، بشكل متواصل، منذ أكثر من عامين، أخذت الطابع اليومي، حتى أصبحت حدثاً روتينيا للعالم أجمع، والذي تقوده أمريكا، وهي تنادي كل يوم وبشكل روتيني، بأنها تقوم بحملة ضد الإرهاب، لمصلحة الإنسان أياً كان.

والواضح فعلاً بأن الإنسان الفلسطيني ليس مدرجاً في أجندة أمريكا، بموضوع حمايته من الإرهاب الإسرائيلي، الذي أخذ شكلاً روتينياً يومياً.

فعدد الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل داخل سجونها ومعتقلاتها، زاد عن عشرة آلآف أسير، وهذا العدد في وضع متزايد يومياً، حيث تتواصل حملات الإعتقال والمداهمة في المناطق الفلسطينية كافة.

والخطير، هو ما يتعرض له هؤلاء الأسرى داخل السجون والمعتقلات من معاناة، وتعذيب، وإذلال، في ظل غياب الشاهد على ذلك، إذ كيف للمرء أن يتصور ما يجري لهم هناك بعيداً عن عيون الكاميرا، إذا كان ما ترصده الكاميرا على الأرض من ممارسات جنود الاحتلال ضد الاطفال والنساء والشيوخ والابرياء والمدنيين الفلسطينيين ينأى له الجبين الإنساني، فكيف بالذين يقبعون خلف قضبان السجون والمعتقلات ولا أحد يراهم.

إن الصرخة التي وجهها أحد الأسرى عبر محطة فضائية قبل يومين، من داخل معتقل عوفر، قرب رام الله، تعطي تصوراً عن مدى الإرهاب والعنصرية الإسرائيلية، في التعامل مع الإنسان الأعزل، حتى داخل سجنه، وإن المعتقلات التي تضم هؤلاء الأسرى، لا تتوفر فيها أدنى الشروط الأساسية للحياة الإنسانية، بل إنها معدة خصيصاً لسحق كرامة البشر، لحد "اللابشر"، حيث يقبع الأسرى في خيام من القماش، في برد قارس جداً، ودون أماكن للنوم، ويمارس سجانوهم الاعتداء الجسدي بالضرب، والركل، والإهانة ضدهم يومياً، عدا عدم وجود نظام عذائي يليق بالبشر، وحرمانهم من حق التداوي.

وللتحقق، فإن صورة "مروان البرغوثي" عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، المعتقل لدى حكومة شارون، والتي ظهر خلالها قبل أيام في جلسة محاكمة له، وما تعرض له من ضرب وركل وإهانة، أمام عيون الكاميرا، لخير دليل على ما يجري خلف عيون الكاميرا.

إن هناك بشراً فلسطينيين، هم مناضلوا حرية، يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ومعتقلاته، يخضعون للإبتزاز، والإهانة، والضرب، والتنكيل، وتستفرد بهم إدارات سجونهم، دون أن يعرف بهم أحد، ولا تتحرك الأساطيل البحرية ولا الطائرات لإنقاذ حياتهم من الإرهاب المنظم، الذي تمارسه ضدهم حكومة شارون.

لكن ألاّ تتحرك الإنسانية في الضمائر، وترفع صوتها عالياً ضد من يسحقها كل يوم، بعنصريته، وشريعة الغاب التي يتخذها منطقاً لممارساته.

http://www.miftah.org