القضية الفلسطينية في حضرة 'الاخوان المسلمين'
بقلم: أحمد فراج
2012/6/23

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13869

ما قبل توقيع اتفاقية "أوسلو"والإخوان المسلمين - وما يمثلونه من قوة ضاغطة لا يمكن تجاهلها –وهم يشككون في نوايا الدولة العلمانية "العربية" نحو شعبها من جهة ما يطمحون اليه نحو التحرر وفصل الدين عن الدولة وسباق تطبيق القانون والنظام والعلاقة مع الغرب.

تمسك الاخوان المسلمون بـ "ما وصفوه خضوع الدول العربية للغرب بكل طاقاتهم وإمكاناتهم، حيث النفط والأيدي العاملة، وإغراق الاسواق العربية اقتصادياً وسياسياً، إلا أن وصلنا الى مرحلة قد تكون "الجماعة الاخوانية" فيها وصلت بالفعل الى رأس الهرم السياسي في دولة لطالما احتفظت بـ " خيوط اللعبة في الشرق الأوسط الجديد والقديم".

أعلن الاخوان فوز مرشحهم بالانتخابات الرئاسية في مصر بعد ساعات من بدء فرز صناديق الاقتراع مستبقين ما يمكن أن ينجم عنه ذلك الفعل، من حيث المبدأ والطريقة التي عولجت فيها تلك النتائج.

نتائج قد تكون غير دقيقة، لنذهب بعد ذلك الى سيناريوهات المواجهة مع العسكر، لرفض النتائج فيما لو فاز المرشح المحسوب على النظام السابق، وأيضا مواجهة العسكر فيما لو تم تثبيت فوزهم، مواجهة من أجل انتزاع الصلاحيات التي يريدونها كاملة .

صلاحيات أعتقد أنها يجب أن لا ُتمنح بشكل كامل لهم لعدة أسباب يكون أولها ما اطلقوه من وعود " قد لا تتحقق في الأحلام وثانيها، علاقتهم البعيدة في السياسة وإدارة شؤون البلاد وثالثها تساوقهم مع كل طرح من الممكن ان يجاريهم.

القضية الفلسطينية كانت حاضرة وبقوة في الانتخابات المصرية، سمعنا تصريحات نارية نادت باعتبار فلسطين البوصلة الوحيدة، والهم الأوحد من اجل تحررها، ولكن السؤال الذي لم تجب عليه الانتخابات المصرية هي الطريقة التي ستتبع من اجل التحرير ؟.

نتساوق مع مشاعر المتظاهرين الحالمين بدولة ديمقراطية يُفصل فيها الدين عن الدولة، ويكون الفرد هو الهم الوحيد لنتاج الدولة ... فهل هذا سيُطبق في الدول التي نجحت في التحرر والتي لا زالت تحلم بذلك.. وهل ان الديمقراطية والهبات الشعبية تعني الحكم من خلف الشعب أم حكم الشعب بما يرتضيه الشعب.. مع إطلاق الوعود التي يمثلها الشارع المتلهف للخلاص من القيود السابقة ولعلها ستبقى الى الأبد.. وستبقى فلسطين حاضرة في ثورات الشعوب لسنوات عدة لكن دون التحرك نحو تحريرها.

http://www.miftah.org