ومضة: وأخيرا...
بقلم: د. صبري صيدم
2012/6/27

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13883

بعد سنوات طويلة من حرمان عاشه أهلنا من القدرة على التنقل والسفر وموت العديدين جراء عدم تمكنهم من الحصول على التصاريح اللازمة من دولة الاحتلال للتنقل والعلاج، وعدم وجود القدرة المالية المطلوبة لتغطية نفقات السفر، فقد انطلق في فلسطين وقبل أيام معدودة أول مشروع واسع للربط الإلكتروني لعدة مستشفيات فلسطينية بعضها ببعض وبعضها بالعالم الخارجي بغرض توفير ما يصطلح على تسميته بالعلاج الإلكتروني بحيث لا يحتاج المريض للسفر وإنما يجري فحصه أوليا في المستشفى الأقرب لعنوان سكناه وتنقل بياناته إلكترونيا إلى أطباء آخرين في مكان ما، بينما يخضع للمعاينة بصورة مرئية عبر شاشة حية تربطه مع أولئك الأطباء الذين يقومون بدورهم بتشخيص حالته بعد مراجعة بياناته ومعاينته تلفزيا وبالتالي إعطائه العلاج اللازم.

وسيربط المشروع في مرحلته التي آمل أن تكون الأولى كلا من مستشفيات رفيديا في نابلس ورام الله والأهلي في الخليل والشفاء في غزة وناصر في خان يونس بحيث تستطيع هذه المستشفيات التواصل فيما بينها أو التواصل مع العالم الخارجي إضافة إلى تواصلها مع مكتب المؤسسة المنفذة في رام الله بغرض تدريب المختصين على استخدام الأجهزة على اختلافها.

وحقيقية الأمر أن هذه التكنولوجيا ليست حديثة العهد فقد وظفت في العديد من الدول ومنذ سنوات لكن تطبيقها أمر جديد في حياتنا الفلسطينية رغم محاولات عديدة سابقة وتأخير غير مفهوم ولا حتى مقبول. فشعب يعيش تحت حصار وتنكيل وغلاء كبير في تكاليف التنقل كان من المهم أن يحصل على هذه التكنولوجيا منذ عقد من الزمن على الأقل.

على العموم أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا. وقد بدأت المسيرة بخطوات عدة اتخذتها المؤسسةالصحية في اتجاهات عدة لكن مفهوم العلاج عن بعد باستخدام التكنولوجيا سيشهد ومن خلال هذه الخطوة ولادة لبنة رئيسية على طريق تبني هذه الثقافة التي توظف التقانة الحديثة لتهزم تجبر السجان وصلفه ولتسعف جراحات المحتاجين والمحرومين والمحاصرين.

لذا كل التحية لشركائنا في هذه المسيرة الذين لا تتسع السطور لشكرهم فردا فردا لذا سأشير إليهم باسم مؤسساتهم وهم مؤسسة أي مت 2000 و شركة الاتصالات و كل أولئك الذين قدموا الدعم والمؤازرة آملا أن تعزز وزارتي الصحة والاتصالات ومؤسسات القطاع الخاص هذه المسيرة.

http://www.miftah.org