كلاب مستعمرة براخاه الضالة .. تؤرق ليل الفلسطينيين
الموقع الأصلي:
ويشكو أهالي كفر قليل من أنّ سلطات الاحتلال لم تكتف بمصادرة أراضي البلدة وحرمان المزارعين من الوصول لحقولهم ورعي مواشيهم، بل تجاوزت ذلك إلى حرمان المواطنين الفلسطينيين فيها، وخاصة الأطفال، من الساحات والسفوح ليمارسوا ألعابهم وهواياتهم. ويشير فارس منصور أحد سكان البلدة أنّ مستعمرة براخاه، وهي شبه فارغة من سكانها المستوطنين؛ إلا أنها أضحت موقعاً شبه عسكري تتمركز فيه قوات الاحتلال بكثافة، وتستخدمها للقيام بأعمال التوغل والاقتحام ضد المناطق الفلسطينية المجاورة، وخاصة البلدة القديمة من نابلس ورأس العين. ويحذر منصور من المخاطر المترتبة على عشرات الكلاب التي باتت تنتشر في أراضي البلدة، حتى تلك الواقعة خارج حدود مستعمرة براخاه، والتي أقيمت منذ أكثر من 15 سنة. ويزداد نشاط هذه الكلاب العدوانية في ساعات الليل، بما يحرم المواطنين الفلسطينيين من النوم أو السهر بهدوء، بسبب أجواء الخوف التي تلقي بها في جنبات البلدة الرازحة تحت الاحتلال. كما لا يسع المواطن محمد عامر إلاّ أن يؤكد هو الآخر استفحال هذه المشكلة، وهو يدرك شخصياً كما عانى العديد من سكان بلدته كفر قليل لعضات الكلاب التي جلبها المستوطنون الإسرائيليون معهم وتحرشها بهم، ما جعلهم يمتنعون عن التنقل في ساعات الليل، وخاصة في الحارات الغربية والجنوبية من البلدة. ويستذكر مواطنو البلدة إحدى الليالي عندما خرجت إشاعة عن وجود ذئاب في سفح الجبل المطل على البلدة، ما جعل الحارة الغربية تعيش حالة منع تجول مع إسدال الظلام خيوطه، ولم تنته تلك الحالة إلاّ مع تأكيد كذب تلك الإشاعة التي يعتقد المواطنون أنّ الاحتلال هو الذي روّجها لإرهاب المواطنين الفلسطينيين. وكان لأجواء التوتر هذه أن تصعِّد روح المقاومة وتأججها لدى الشباب الفلسطيني في كفر قليل، والذي سقط منهم عدة شهداء خلال محاولتهم اقتحام مستعمرة براخاه المقامة على أراضيهم المغتصبة، كما اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي شقيقين فلسطينيين أثناء تواجدهم في منزل مهجور قريب منها. ومع تحول أجواء البلدة الريفية الوادعة إلى مرتع للكلاب الإسرائيلية الضالة والوحوش المفترسة؛ لم يعد للارتياح متسعاً فيها، حتى عندما يدخل موسم جني ثمار التين والصبر، لكنّ ذلك قد يذكرهم على الأقل بأنّ قليلاً من "الصبر" قد يحمل معه نهاية هذا الليل الدامس. http://www.miftah.org |