ومضة: هدايا موفاز وأمنيات مشعل ..وإيقاع المصالحة
بقلم: د. صبري صيدم
2012/7/10

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13917

سيأتي موفاز لا محالة بخطته التي يراها الأكثر حظا في التسويق المحلي والدولي والقاضية بإقامة دولة فلسطينية مرحلية على 60% من الضفة الغربية، وربما يعود لاحقا ومعه باراك ونتينياهو متسلحين بخطتهم الانسحاب أحادي الجانب مما تبقى من الضفة الغربية بعدما أعطي جيش الاحتلال الضوء الأخضر لاستكمال بناء الجدار.

وسيذهبون مجتمعين للضغط الأكبر على الرئيس أوباما في صراعه الانتخابي لابتزازه بضرورة الموافقة على خطتهم هذه مقابل الدعم اليهودي لعودته للمكتب البيضاوي.

وبين هذا وذاك سيسعى البعض للضغط على الجانب الفلسطيني لعدم التوجه للأمم المتحدة في الفترة الفاصلة بين اليوم وتشرين ثاني المقبل، أي إلى حين انتهاء الانتخابات الأميركية، وعدم اتخاذ أية خطوات إلى الأمام في وجه الاحتلال يراها البعض مستفزة للإدارة الأميركية.

لكن هذا الضغط سيقابله ضغط إسرائيلي لعصر الإدارة الأميركية للإقرار تلميحا أو تصريحا، سرا كان أو علنا بما تبغي إسرائيل اختراعه من خطوات تدميرية للحلم الفلسطيني.

أمام هذا السعي واستعصاء المشهد السياسي، يستمر رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في حديثه المتواصل عن أهمية المصالحة وحاجتنا فلسطينيا إليها، وكما أعرف فإن جلساته الخاصة في العاصمة الأردنية وحتى في بيوت العزاء منها، ضمت حديثا طيبا عن المصالحة وإصراره على أن استمرار الانقسام سيجعل الجميع خاسرا لا محالة.

هذا الكلام المتقدم والذي رآه الجميع في صدر صحافتنا اليومية يحتاج منك أبا الوليد إلى خطوات عملية تترجم هذه الأمنيات إلى واقع يلمسه كل فلسطيني، فما جرى الحديث عنه اليوم والأمس القريب من صعوبات وإشكاليات وعوارض تعطل جهود المصالحة ليس واقعيا وليس أبديا ولا أراه يعطل مسيرة وحدة هذا الشعب المكلوم.

إن الكرب الذي يعيشه الناس اليوم خاصة في ظل النوايا الخبيثة والمتصاعدة للاحتلال وحالة الحصار المعنوي والاقتصادي لشعبنا إنما تنخر وجدان الجميع بضراوتها واستفراسها. لكن الأنكى من هذا وذاك هو بقاء الفرقة وسوادها واستمرار الحجج والذرائع المعطلة لجهد المصالحة وأهدافها.

إن هدايا موفاز ليمينه المتطرف وما يطبخ في أروقة القرار الإسرائيلي تحتاج إلى وقفة وموقف فلسطينيين يقتلان الانقسام إلى غير رجعة.

فهل يشد مشعل الرحال إلى غزة لضبط إيقاع المصالحة وإعادة قطارها إلى سكة الصواب؟، أم أن الاحتلال والانقسام داءان لا افتكاك منهما مدى الحياة؟!.

http://www.miftah.org