«كونفدرالية فلسطينية» تحت الاحتلال
بقلم: معتصم حمادة
2012/7/11

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13921

لم تعدم حركة حماس ذريعة تبرر بها تعليق أعمال لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة, بالادعاء أن حركة فتح تعرقل تسجيل مؤيدي الحركة الإسلامية في سجلات الضفة الغربية, وهي خطوة كانت مرتقبة, مهد لها عدد من قادة حماس في تصريحات ومواقف معلنة, وفي لقاءات مغلقة مع ممثلي الفصائل الفلسطينية. ما أدى, في حسابات الرئيس محمود عباس، إلى تجميد العمل ببروتوكول القاهرة بين الحركتين لتنفيذ اتفاق المصالحة, محطته الكبرى تتمثل في الانتخابات العامة, التشريعية والرئاسية, لإعادة بناء المؤسسة الفلسطينية بعيداً عن نزاعات طاولة المفاوضات الفلسطينية _ الفلسطينية, وتجاذباتها.

وأياً كانت خلفية قرار حماس في قطاع غزة, بشأن لجنة الانتخابات المركزية, فإن قراءته تفترض الأخذ بالاعتبار عاملين مهمين:

الأول وصول " الإخوان" إلى الرئاسة في مصر, والرهان على متغيرات محتملة تدخل على العلاقة بين القاهرة وغزة, يتعزز فيها نفوذ حماس محليا وإقليمياً, وتفتح آفاقا جديدة, أمام حكومة إسماعيل هنية، لا تقتصر فقط على تقوية "جماعة القطاع", بل وكذلك رسم اتجاه يتعارض مع بروتوكول القاهرة، الذي هو في الأساس تمهيد لإلغاء "الكيان" الخاص بالحركة وتفردها به.

مقابل ذلك _ وهذا هو العامل الثاني _ تفاقم الأزمة السياسية لفريق رام الله, تضاف لها, هذه المرة, أزمة مالية خانقة, لم يخفِ رئيس الحكومة سلام فياض تخوفه من انهيار الاقتصاد الفلسطيني, إذا لم تسارع "الرباعية" إلى حقن هذا الاقتصاد ببضعة ملايين من الدولارات.

تصريحات خالد مشعل, رئيس المكتب السياسي لحركة حماس, حاولت أن توحي, للرئيس عباس, أن بالإمكان معالجة الأمر, في لقاء ثنائي بينهما, لكن كما يبدو, فإن هذه الدعوة لا تلقى, حتى الآن, قبولا من عباس, الذي لا يخفي غضبه من "ألاعيب" حماس, التي تعيد, في كل مرة, مسار إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة إلى نقطة الصفر.

كثيرون يتوقعون لقاء عباس. مشعل, لإعادة النظر بما جرى, لكن, وكما يبدو, فإن العودة إلى بروتوكول القاهرة الأخير, باتت شبه مستبعدة، خاصة وأن البورصة السياسية بدأت ترفع من أسهم "الحل البديل": إبقاء الوضع "الانقسامي" على ما هو عليه, وتشكيل لجنة عليا من ممثلي الفصائل الفلسطينية والشخصيات المستقلة, تنسق بين حكومتي فياض وهنية, بما يحافظ على "الأجواء التصالحية",بانتظار اللحظة المناسبة لخطوة إضافية إلى الأمام. حلٍ يقود إلى "صيغة كونفدرالية", أسوأ ما فيها أنها ستكون كونفدرالية فلسطينية.. تحت الاحتلال

http://www.miftah.org