رومني في إسرائيل
بقلم: حسام الدجني
2012/7/31

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13981

في زيارة خاطفه لإسرائيل التقى خلالها المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية ميت رومني كلاً من الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ونائبه شاؤول موفاز، وتأتي الزيارة لأسباب انتخابية بحته، حيث يأمل السيد رومني كسب أصوات ودعم اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية، ولطمأنة الإسرائيليين بأنه سيدعم دولة إسرائيل في حال وصل إلى كرسي الرئاسة في نوفمبر القادم، وهذا ما بات واضحاً عندما وصف القدس بأنها عاصمة دولة إسرائيل الأبدية.

رومني لم يكن أكثر ذكاءً من المرشح الديمقراطي للانتخابات القادمة باراك أوباما، فقد أقر الأخير قانون توسيع نطاق التعاون الأمني مع إسرائيل، والذي سيسمح بتوثيق التعاون الأمني وزيادة الدعم الأمريكي العسكري لإسرائيل في حالة الطوارئ ليصل إلى 400 مليون دولار، بالإضافة إلى منح إسرائيل 70 مليون دولار لمنظومة الصواريخ الدفاعية "القبة الحديدية".

ربما اختلف المرشحين في العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولكنهم توافقوا في دعمهم لإسرائيل، ويبقى السؤال الأبرز إلى أي المرشحين ستذهب أصوات اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية...؟

يشكل اللوبي اليهودي ما نسبته 3% من تعداد سكان الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن تلك النسبة لها قوة تأثير كبيرة جداً داخل المجتمع الأمريكي، فقد تناول الباحثان اليهوديان سيمور ليبست، وإيرل راب بكتابهما "اليهود والحال الأمريكي الجديد" المنشور عام 1995م، "شكل اليهود خلال العقود الثلاثة الماضية على النحو التالي:

50% من أفضل 200 مثقف بالولايات المتحدة الأمريكية، 20% من أساتذة الجامعات الرئيسية، 40% من الشركاء بالمكاتب القانونية الكبرى بنيويورك وواشنطن، 59% من الكتاب والمنتجين للخمسين فيلما سينمائيا التي حققت أكبر إيراد مابين عامي 1965 – 1982م، وأيضا 58% من المديرين والكتاب والمنتجين لاثنين أو أكثر من المسلسلات بوقت الذروة التلفازي".

أضف إلى ذلك امتلاك اللوبي اليهودي لأكثر الصحف رواجاً وتأثيراً داخل المجتمع الأمريكي وهي صحيفة النيويورك تايمز، بالإضافة إلى صناعة السينما في هوليود.

وفيما يتعلق بقوة ورقة الاقتصاد التي يمتلكها اللوبي اليهودي داخل الولايات المتحدة، فبالإضافة إلى الشركات الكبرى التي يسيطر عليها اللوبي اليهودي فإن قرابة نصف بليونيرات هذه الأمة من اليهود.

يضاف إلى ما سبق البعد الديني والذي يلعب دوراً بارزاً في تشكل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وتحديداًَ عندما يأتي رئيساً ينتمي للكنيسة البروتستانتية والذين يشكلون ما نسبته 51.3% من مجموع سكان الولايات المتحدة الأمريكية والذي يبلغ (310) مليون نسمة تقريباً.

فالديانة المسيحية تقوم على الإيمان بالكتاب المقدس والذي ينقسم بدوره إلى العهد الجديد (الإنجيل)، والعهد القديم (التوراة)، ومن هنا يأتي التقاطع الأيديولوجي بين المحافظين الجدد (البروتستانت) بالولايات المتحدة الأمريكية وبين الإسرائيليين، فهي علاقة يلعب الدين محدداً رئيسياً فيها.

ولكن في الانتخابات المقبلة فالمشهد مختلف، فالمرشح الديمقراطي باراك أوباما ينتمي إلى كنيسة المسيح المتحدة وهي كنيسة خرجت من رحم الكنيسة البروتستانتية، في المقابل فالمرشح الجمهوري ميت رومني ينتمي إلى الديانة المورمونية، التي تأسست على يد رجل يدعي جوزيف سميث. ولقد أدعي السيد سميث أن الله الأب ويسوع المسيح قاما بزيارته والإعلان له أن كل الكنائس وقوانينها وعقائدها باطلة. ولذا فقام جوزيف بتكوين دين جديد وادعاء بأنه "الكنيسة الوحيدة الحقيقية علي الأرض".

والمشكلة الحقيقية في الديانة المورمونية تكمن في أنها تتعارض وتوسع و تغير ما هو موجود في الكتاب المقدس. فالإيمان بالمسيحية يتضمن الإيمان بكلمة الله الموجودة في كتابه المقدس.

لذا أعتقد أن فرص باراك أوباما في كسب تأييد اللوبي اليهودي أكبر من منافسه الجمهوري ميت رومني، لأن البعد الأيديولوجي قد يذهب إلى أوباما، وهذا ينسجم مع السلوك التصويتي لبعض يهود الولايات المتحدة في بعض الولايات والذين يصوتون لصالح الديمقراطيين، وتبقى الكلمة الفصل في ذلك لمؤسسات اللوبي اليهود (ايباك) وإفصاحها عن هوية المرشح الذي ستدعمه في الانتخابات المقبلة.

http://www.miftah.org