لا جديد لأن الرهانات على حالها
بقلم: يحيى رباح
2012/10/2

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14183

ما الجديد الذي اقترحه الأخ العزيز الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس, في النقاط الأربع التي طرحها للعمل أمام الفصائل الفلسطينية؟

والجواب على هذا السؤال بكل إخلاص, أنه لا جديد على الإطلاق, بالعكس هناك نكوص إلى الوراء وخاصة فيما يخص موضوع الانتخابات كبند من بنود الوصول إلى المصالحة.

فقد جرى التفاهم حين وقع الأخ خالد مشعل على الورقة المصرية للمصالحة في الرابع من أيار- مايو في العام الماضي, بأن انتخابات المجلس الوطني الضرورية جدا لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية, بحيث يدخلها من هم خارجها الآن مثل حركة حماس وحركة الجهاد, أن هذه الانتخابات لدينا فيها شركاء موضوعيون وهي الدول التي يقيم فيها الفلسطينيون, الجاليات الفلسطينية الكبرى, سواء في دول الطوق العربي أو في العالم الأبعد، في أوروبا, وأميركا اللاتينية, وأميركا الشمالية وعلى سبيل المثال فكيف يمكن أن تجرى انتخابات للمجلس الوطني في بلاد يقبل فيها الفلسطينيون أو يتعرضون لمضايقات مثل العراق وسوريا ولبنان, أو في بلد مثل ليبيا, فهذا مستحيل الآن, ومن يطلب أن نبدأ انتخابات المجلس الوطني, يكون لديه رغبة في تجاوز الدافع, هذا أمر مستحيل!

وفي هذه الحالة: فإن المنطقي, والأسهل, والممكن, هو أن نذهب إلى انتخابات الضفة وغزة والقدس, وهذا ما أصبح وشيكا بعد تفاهمات القاهرة وإعلان الدوحة, وجاءت لجنة الانتخابات المركزية إلى غزة فعلا, بهدف فتح مكاتبها المركزية والفرعية لتسجيل الناخبين, ولكن الخلاف دب في صفوف حماس, وهو خلاف جدي, يعكس موازين القوى الجديدة داخل الحركة فقلنا لا بأس, دعوا حماس تحسم خلافاتها داخل بيتها, ومن خلال إطاراتها الشرعية, وكان هذا توجها مخلصا من حركة فتح, ومن القيادة الشرعية الفلسطينية وعلى رأسها الأخ الرئيس أبو مازن, نعتقد أن الأزمات داخل كل فصيل تؤثر سلبيا على الوضع الفلسطيني, ونحن لا نريد تأجيج الخلافات.

واتضح بعد ذلك: أن هناك رؤية أو رهانا لدى بعض تيارات حماس, فعدم الرغبة في الانتخابات, وأن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية دون شرط انتخابات, وحينئذ ستصبح هذه الحكومة أشبه بلجنة تنسيق شكلية تعترف بالانقسام, وتدير الانقسام ولا تنهيه!

وهذا ليس من المصلحة العليا الفلسطينية في شيء.

الأخ العزيز الدكتور موسى أبو مرزوق في نقاطه الأربع, ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك, حين دعا إلى البدء بانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني, وهو يعرف تمام المعرفة أن العوامل الموضوعية القائمة الآن غير متوفرة, والفلسطينيون في بعض الدول بالكاد يأمنون على حياتهم فكيف يجرون انتخابات كبرى لبرلماناتهم في المنفى وهو المجلس الوطني؟

إذا: نحن نعود إلى نقطة الصفر, فماذا يعني ذلك؟ هل يعني ذلك أن الخلاف داخل حماس لم ينته بعد أو لم يحسم بعد؟ أم الرهانات التي كانت تعيق المصالحة ما زالت قائمة على حالها؟ أم أن الواقع من حولنا, في الأحداث الشاملة وغير المستقرة يدفع بعض الجهات في حماس على الانتظار دون أن تتقدم خطوات جدية باتجاه المصالحة؟

أيا تكن الأسباب, فأنا اعتقد أن المصالحة الفلسطينية, وهي ضرورة قصوى, موضوعة مع الأسف في ثلاجة الانتظار. ننتظر وضوح الرؤيا, وننتظر سلامة وصوابية الخيارات, وننتظر نهوض الإرادة, وندعو الله سبحانه وتعالى ألا يطول الانتظار.

http://www.miftah.org