اسر فلسطينية تعجز عن شراء مستلزمات المدارس لابنائها
بقلم: مفتاح
2004/8/13

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=1421


جباليا - وفا- استقبل الطفل زهير زويد (11عاماً) من مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، بحزن وحسرة قرار والده بعدم شراء حقائب مدرسية له ولأشقائه للعام الدراسي الجديد الذي يبدأ بعد أيام قليلة.

ويعزو حامد مهدي زويد والد الطفل والذي يعيل أسرة مكونة من 11 فرداً قراره هذا إلى الوضع المعيشي الصعب وضيق ذات الحال، خاصة وأنه عاطل عن العمل منذ أكثر من ثلاثة أعوام، اعتمد خلالها على كوبونات المساعدة المقدمة من الجمعيات الخيرية في قطاع غزة.

وبالرغم من أن زهير وإخوانه الأكبر منه سناً استقبلوا هذا القرار بحزن، إلا أن شقيقه الأصغر وسيم (7 أعوام)، عبر عن رفضه له فور سماعه، حيث اندفع نحو والدته ليلقي برأسه بين ذراعيها ويبكي بألم وهو يردد لماذا يا أمي لن تشتروا لنا حقائب؟ وكيف سأدخل المدرسة بحقيبتي القديمة؟ في إشارة لطلب والده من والدته بغسل وتنظيف الشنط القديمة ليستخدمها أبناؤه في العام الجديد.

وفي محاولة من الأم للتخفيف عن أبنائها، أكدت لهم وهي تقاوم دموعها أن والدهم سيشتري لهم حقائب وملابس جديدة عند انفراج الحال. . واستطردت في نبرة لاتخفي ما تشعر به من ألم: "لا حول ولا قوة إلا بالله, صدقوني والدكم حزين جداً ولم ينم الليلة الماضية، وهو يفكر بأغراضكم ومستلزماتكم ولكن ما باليد حيلة, قاتل الله الاحتلال لأنه السبب، فهو حرم والدكم من العمل وحرمكم فرحة العام الجديد والحقائب".

وقالت وهي تنظف إحدى الحقائب القديمة: "إن زوجها عاطل عن العمل وبالكاد يوفر للأسرة لقمة العيش، ولا يوجد لنا دخل فمن أين سيتمكن من شراء الملابس والحقائب والمستلزمات الأخرى". وتعتبر أسرة المواطن زويد أسرة من آلاف الأسر الفلسطينية في قطاع غزة التي تستقبل العام الدراسي للعام الخامس على التوالي في ظل سياسة الحصار والإغلاق والخنق الاقتصادي التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

ويؤكد المواطن زويد، أن الوضع هذا العام أسوأ من الأعوام السابقة التي اضطر خلالها إلى الاعتماد على بعض مدخراته، وبيع مصاغ زوجته لتدبير أموره كما يقول: إلا أنه لم يبق شيء هذا العام، مضيفاً: "لو أخذت من جبل دون أن تضيف إليه فإنه سينتهي. . فما بالك بعامل يعتمد على ما يقسمه الله له من رزق". ولا يختلف حال المواطن رائد مطر كثيراً عن حال زويد، إلا أنه اضطر إلى شراء حقائب وملابس جديدة من سوق البالة التي تشهد حركة نشطة مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد.

ويشير إلى أنه اضطر إلى الاستدانة من أحد الأقارب لشراء بعض المستلزمات من سوق البالة، خاصة وأنه لم يتمكن خلال العام الماضي من شراء ملابس وحقائب ومستلزمات المدرسة لأبنائه.

ويتوافد المواطنون يومياً على سوق البالة في غزة "المواد المستخدمه" بحثاً عن حقائب مستخدمة أو ملابس قديمة "نصف عمر" كما تقول أم علي لتقديمها لأبنائها السبعة الذين سيتوجهون إلى المدارس قريباً، مضيفة. . لم تعد حياتنا تحتمل، نعاني من نقص في كل شيء، وأحيانا نتناول وجبتين يومياً فزوجي الذي كان يعمل براتب كبير في الناصرة عاطل عن العمل منذ أربعة أعوام، نفذت خلالها كافة مدخراتنا وبعت مصاغي وبعض الأغراض لنعيش بكرامة، ولكن افتتاح المدارس فتح جراحاً عميقة وقاسية فأبنائي يبكون ليل نهار، يريدون كتباً ودفاتر وحقائب حتى أصبح زوجي عاجزاً عن مواجهتهم بعدما فشلت كل جهوده في إيجاد عمل أو مصدر رزق، فالاحتلال أغلق كل الطرق أمامنا لذلك توجهت مع جاراتي إلى سوق البالة لعلنا نجد بعض الأغراض وإن كانت قديمة أو مستخدمة فقد تخفف عنا رغم حزني وألمي الشديدين.

ويقول أبو محمد- صاحب بسطة- إنه تمكن من توفير حقائب قديمة بأسعار رمزية وتمكن من تسويقها بزمن قياسي بسبب كثرة المتسوقين الذين اشتكوا من ضيق ذات الحال.

http://www.miftah.org