اعتداءات المستوطنين.... والأمم المتحدة
بقلم: آمال أبو خديجة
2012/10/16

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14215

تطاولت أيدي قطعان المستوطنين في عدوانها ضد أبناء الشعب الفلسطيني ونوعته ما بين حرق للمساجد وترهيب للمواطنين وسلب للأراضي وإحراق للمزروعات ليصل إلى حد السرقة لثمار الفلاحين والاعتداء على حصادهم.

ومع حلول الموسم الجديد لقطف ثمار الزيتون والذي يحتفل به المزارع الفلسطيني بطقوسه الخاصة ليعبر من خلاله عن ثقافة وأصالة المجتمع الفلسطيني وامتداد جذورها القديمة لتكون شاهدة على تاريخ عروبة الأرض، وانتشارها على سفوح الجبال والوديان فلسطينية المولد.

يتزايد عدوان المتطرفين من قطعان المستوطنين وإرهابهم للمزارعين الفلسطينيين المنشغلين في جمع غلتهم الزراعية من زيتونهم المبارك تحت حراسة قوات الجيش الصهيوني فيتجرأ هؤلاء القطعان بإسقاط أحقادهم وكراهيتهم على كل ما هو فلسطيني حتى تلك الثمار المباركة نالت نصيبها من عدوانهم بسرقتها أو إحراق أشجارها أو قطع جذورها وإنهاء امتدادها عن الحياة.

فما يمارسه هؤلاء المستوطنين من عنف وعدوان لإرهاب الفلسطيني في لحظة انهماكه في موسمه إنما يعبر عن محاولة لإفقاده انتمائه لهذه الأرض وارتباطه بها ومحاولة تخليه عنها من خلال زراعة الخوف والترهيب والتهديد بالقتل، و إثبات لأسيادهم وقياداتهم في الحكومة الصهيونية أنهم يسيرون على عهد البقاء على هذه الأرض وعدم الانفصال عنها وامتدادها لتوسيع كيانهم وإتمام مشروعهم ليشمل جميع الأرض الفلسطينية

. فشجرة الزيتون الشاهدة على عروبة وأصالة التاريخ الفلسطيني تستفز هؤلاء القطعان، مما يدعوهم للعدوان المستمر والحقد البغيض ليقع على ما حرمت الشرائع أن تُمد إليه يد إنسان فلا يقطع شجر ولا يهدم مسجد ولا يحرق معبدا.

يصل خبر ممارسات المستوطنين ضد المزارعين وقاطفي الزيتون الفلسطيني لأذان الأمم المتحدة الممثلة للدفاع عن حقوق الإنسان وحرياته وفرض العقوبات باتخاذ قرارات تحاصر المعتدي ضد الأبرياء لتردعه عن عدوانه، ورغم أن الأمم المتحدة بقراراتها الشرعية أقرت أن أرض المزارع الفلسطيني أرض فلسطينية بحتة، ويجب على الكيان الصهيوني أن يرحل عنها ويعيدها لأصحابها الأصلين إلا أنها لم تتخذ القرار الشافي والعادل بحق الشعب الفلسطيني، وتكتفي دائماً بالشجب والاستنكار لما يمارسه الكيان الصهيونية وقطعانه من عدوان على أبناء الشعب الفلسطيني، وتدعوا سلطته لملاحقة المعتدين وتقديمهم للعدالة وكف أذاهم عن الشعب الفلسطيني.

كأن المواطن الفلسطيني ينتظر هذه التصريحات من جانب هيئة عالمية تجمع تحت قبتها جميع الدول للدفاع عن حريات وحقوق الإنسان أينما وجد، ولا ينتظر رؤية ممارسة عملية لنصرة القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق أبنائها وعدم الانحياز للجانب الأمريكي والصهيوني في قراراتها بضغط من الجانب الأمريكي الصهيوني.

ينتظر الشعب الفلسطيني من الأمم المتحدة أن تتخذ خطوات عقابية ضد الكيان الصهيوني، وتفرض عليه المحاصرة والمقاطعة في كل شيء للضغط عليه لرفع عدوانه وانسحابه من الأراضي التي لا يحق له التواجد عليها، ينتظر أن يرى التفاعل الجدي من الأمم المتحدة اتجاه ما هو فلسطيني من خلال تقديم الأعمال والدعم لحماية الوجود الفلسطيني وحفظ تاريخه وبقائه، ينتظر أن تتحدث الأمم المتحدة بشجاعة عن كل تفاصيل القضية الفلسطينية وحجم الظلم والعدوان والحرمان للحريات والحقوق وضياع حق الوجود على الأرض الفلسطينية من هذا الكيان الغاصب، ينتظر تطبيق جميع القرارات الصادرة عنها تأييداً للحق الفلسطيني.

ومع انتظار الشعب الفلسطيني قرار حصوله على العضوية في الأمم المتحدة فإنه يأمل أن يكون الرد العملي على الجانب الصهيوني بموافقة الأمم المتحدة بانضمام فلسطين بعضويتها الدائمة، حتى يشعر الشعب الفلسطيني أن هيئة الأمم المتحدة تتعامل ببعض الإنصاف والعدالة اتجاه جميع القضايا الدولية ولا تنحاز لجانب على حساب آخر، كما تفعل بانحيازها للجانب الصهيوني تحت مظلة الضغوط والتهديد الأمريكي الذي بات يرعب جميع من في أروقة الأمم المتحدة.

فهيئة الأمم المتحدة تحتاج لقرار شجاع وإصرار على تطبيق العدالة اتجاه القضية الفلسطينية كما تطبقها على قضايا وشعوب أخرى دون الخضوع لأي تهديد أمريكي صهيوني، ولا تنتظر بدعوتها للكيان الصهيوني أن يلتزم بشجبها واستنكاراتها ليصد قطعانه ومستوطنيه عن العدوان على الأرض والإنسان والوجود الفلسطيني وأنه سيسارع للانصياع للأمر ويبادر بإعادة الحقوق لأهلها.

http://www.miftah.org