التوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة!
بقلم: سميح شبيب
2012/10/20

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14229

تتزايد الضغوط الاميركية، على هيئات "الأمم المتحدة"، وعلى دول اعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن التصويت على نيل فلسطين، صفة الدولة "غير العضو". لم تعد ممارسة هذه الضغوط طي القنوات الدبلوماسية، المتعارف عليها، بل ظهرت للعلن، ووظفت في المساقات الانتخابية الاميركية، كسلعة رابحة، في برامج المرشحين للرئاسة الاميركية.

هناك من يتوقع لتلك الضغوط النجاح، وبالتالي سحب الفلسطينيين طلبهم بهذا الخصوص، او حتى تمنع دول عديدة، ومنها عربية، عن ممارسة حق التصويت، سلباً او ايجاباً. وهناك من يبشر بإخفاق الجهد الفلسطيني، وتراجعه طوعاً عن خياره المعلن، رسمياً ومن على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة.

المتطوعون بالتبشير بفشل الجهد الفلسطيني، كُثر، يعتمد بعضهم على قواعد البغضاء والكراهية والعداء للسلطة، ولسياسات رئيسها محمود عباس (ابو مازن)، وبعضهم الآخر، يعتمد على رؤية سياسية مستقبلية، تتعلق بمستقبل الضفة الغربية، وتستند على برامج حزبية - فئوية ضيقة، ولا تعتمد على رؤية وطنية شاملة ومسؤولة.

لعل أخطر المبشرين، بفشل الجهد الفلسطيني، هو ما ادلى به د. موسى ابو مرزوق، أتت هذه التصريحات في اجواء التنافس الداخلي في "حماس"، لرئاسة المكتب السياسي، وجاءت في سياقات احتدام الصراع الداخلي في اسرائيل والتي تمثلت في اقرار انتخابات مبكرة للكنيست، واعادة تجديد الهيئات القيادية، خاصة رئيس الوزراء، لتمكينه من اتخاذ قرارات تاريخية حاسمة هامة واستراتيجية.

بشرنا ابو مرزوق، بفشل الجهد الفلسطيني والتوجه نحو الجمعية العامة للأمم المتحدة، بفعل الضغط الاميركي، وحجب الاموال ..الخ.

يدرك ابو مرزوق، تمام الادراك، بأن التوجه السياسي الفلسطيني، جاء في سياقات انسداد آفاق المفاوضات، ونتيجة تعنت اسرائيل وتمنعها عن وقف الاستيطان، مما بات يحول عملياً، دون اقامة دولة فلسطينية مستقلة.. كما وأنه يدرك تمام الادراك، بأن فشل التوجه الفلسطيني، بات يعني عملياً خضوعاً للارادة الاسرائيلية واشتراطاتها القائمة باستمرار الاستيطان وتواصله.

كما وأنه يدرك، تمام الادراك، بأن السلطة الوطنية الفلسطينية، لا يمكنها الدخول مجدداً، في بوتقة مفاوضات، تتحكم فيها اسرائيل، وترمي الى جعل السلطة، شكلاً من اشكال روابط القرى، او روابط المدن، ان جاز التعبير.

لعل ما يراه ابو مرزوق، حل السلطة. وبالتالي اجراءات اسرائيلية من طرف واحد، قد تكون انسحابات جزئية من المدن والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، وبالتالي سيكون الطريق مفتوحاً لحركة حماس، للتحكم بتلك المدن والقرى ودون افق سياسي محدد ببرنامج سياسي وطني متفق عليه.. او حتى اتفاقات موقعة من الطرف الاسرائيلي، او أية مقررات دولية.. وبالتالي تصبح الشعارات العريضة والفضفاضة، قابلة للتطبيق على ما هو متوافر من ارض تركتها اسرائيل، بعد أن فرضت الحصار عليها، تماماً كما حدث في غزة.

الأيام القادمة، حساسة وخطرة وهامة ومفصلية في حياتنا السياسية الفلسطينية.. هنالك ارادة فلسطينية صادقة وقوية للتوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكان ذلك قبل الانتخابات الاميركية او بعدها... والقادم هو مرحلة سياسية جديدة، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان!

http://www.miftah.org