الزهار يقلب الحقائق..!!
بقلم: عادل عبد الرحمن
2012/10/20

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14231

في مقابلة جديدة للدكتور محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" مع فضائية BBC الناطقة بالعربية، سعى الى قلب الحقائق عن سابق تصميم وإصرار، هادفاً الى تشويه صورة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وقيادتها التاريخية وخاصة الرئيس الراحل ابو عمار والرئيس الحالي محمود عباس.

كما ان الزهار عمل على لي عنق الحقيقة بشأن الانقلاب الاسود والاعتراف باسرائيل والعلاقة مع ايران وسوريا، دون ان ترف له جفن، كما هي عادة قادة حركة الاخوان المسلمين اينما كانوا وليس فقط في فلسطين.

اجحف وأساء الزهار عن سابق عمد وإصرار بحق "م.ت.ف" ورئيسيها الحالي والسابق، حينما قال أنهما الشهيد الرمز ابو عمار وابو مازن "حولوا هذا البناء السياسي، الذي كان اسمه (ومازال اسمه يا محمود الزهار منظمة التحرير، اي لم يتغير) منظمة التحرير الى منظمة تعاون مع إسرائيل"؟!

مما لاشك فيه، ان كلا الرئيسين السابق والحالي لمنظمة التحرير لعبا دوراً اساسيا في التحولات السياسية الاستراتيجية، التي حصلت في الساحة الفلسطينية. لا بل انهما كانا بمثابة الاب الروحي والفعلي لكل التحولات، التي توجت بالتوقيع على اتفاقية اوسلو في 13 ايلول \سبتمبر 1993 في البيت الابيض الاميركي. وقاما بما قاما به ليس "كرمال " عيون إسرائيل. ولا بهدف التعاون معها، وانما هدفا الى وضع القدم الفلسطينية على الارض الفلسطينية كمقدمة لبلوغ الهدف الوطني في الحرية والاستقلال وتقرير المصير وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194. في الوقت الذي كانت فيه حركة حماس او جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين تتنكر للكفاح المسلح وللشهداء ولمنظمة التحرير والاهداف الوطنية. لا بل كانت تتعاون مع ضباط مخابرات الاحتلال الاسرائيلي لضرب فصائل العمل الوطني وحرق المكتبات الوطنية، كما حصل مع مكتبة الهلال الاحمر وغيرها من المنابرالوطنية بما في ذلك التعليمية.

وعندما اندلعت الانتفاضة الكانونية 1987- 1993 رفضت حركة حماس الاضواء تحت لواء المنظمة وذراعها القيادة الوطنية الموحدة، واصرت على الانشقاق عن وحدة الصف في الفعاليات، وحتى إصدار البيانات الوطنية لتنظيم الفعاليات اليومية للانتفاضة. وواصلت لعب دور تمزيق وحدة الشارع الوطني، والتخريب لاحقا على السلطة الفتية، كما فعلت في الـ 18 نوفمبر/تشرين ثاني 1995 حينما حاولت بترسيخ ازدواجية السلطة، ولولا الارادة الوطنية الصلبة للقيادة الشجاعة برئاسة ياسر عرفات لنفذت حماس انقلابها منذ ذلك التاريخ، ولكن محاولاتها آنذاك باءت بالفشل.

كل هذه الانتهاكات لوحدة الصف والاهداف الوطنية، قامت بها حركة "حماس" بتنسيق مع دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية. حتى عملياتها التفجيرية ضد الاسرائيليين، كانت مرتبطة بالاجندة الاسرائيلية، لانها كانت تسبق او تتلازم مع كل عملية إعادة انتشار لجيش الاحتلال الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية. حتى الانقلاب الاسود اواسط عام 2007 تم بالتعاون والتنسيق مع دولة اسرائيل، لان الانقلاب ذخر استراتيجي اسرائيلي. ولا علاقة له من قريب او بعيد بالمصالح الوطنية. وافعال العار والانتهاكات الخطيرة التي ارتكبتها حركة الانقلاب والاخوان المسلمين في عموم الارض العربية وفي المقدمة منها مصر وتونس والاردن وغيرهم من الدول لا يمكن حصرها في هذه الزاوية والعجالة.

وشتان بين تعاون يهدف خدمة قضايا المواطنين، وهو جزء من استحقاق التسوية (التي للمرء الف ملاحظة عليها) وبين تعاون مشبوه وخطير ويمس مصالح واهداف الشعب العليا.

وعن الانقلاب الاسود، "أنكر" الزهار، رجل الادارة المدنية كما تعرفه قيادات حركة "حماس" امثال الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، ان تكون حركتة قامت بالانقلاب؟ فقال "لم ننقلب على السلطة، نحن السلطة الشرعية"؟! ويعلم عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، ان الرئيس ابو مازن، أَصر على إجراء الانتخابات. كما اصر على نشر النتائج، وسلم اسماعيل هنية رئاسة الحكومة العاشرة، وسعى لتسويق حركة الاخوان المسلمين عربيا واقليميا ودوليا، ولم يعترض احد على فوز حركة "حماس" في المجلس التشريعي. ومع ذلك قامت قيادة "حماس" بتشكيل "القوة التنفيذية " في الـ 17 من مايو ايار 2006 ، التي كانت نواة الانقلاب على الشرعية. وواصلت افتعال المعارك مع الاجهزة الامنية رغم توقيع ثلاثة عشر اتفاقا برعاية مصرية. وحتى بعد التوقيع على اتفاق مكة في شباط 2007، الذي نجم عنه حكومة وحدة وطنية (الحكومة الحادية عشر) إلا ان حركة "حماس" مضت في مشروعها الانقلابي، الذي توجته باختطاف الشرعية اواسط يونيو 2007. ومع ذلك ينكر الزهار الانقلاب على الشرعية؟

والسؤال لماذا رفضت، وترفض "حماس" اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، لاسيما وان موعدها ازف قبل سنتين تقريبا؟ ولماذا اوقفت عمل لجنة الانتخابات المركزية؟ وعن اي شرعية يتحدث الزهار، وهو يقود اخطر انقلاب على وحدة الارض والشعب والاهداف والنظام السياسي التعددي؟

لن اتوقف عند رغبة حركة "حماس" بالانقلاب على كل الشرعية الوطنية في الضفة والقدس اضافة لغزة، لان هذا ملموس وبات يعرفه القاصي والداني من ابناء الشعب العربي الفلسطيني وابناء الامة العربية الذين إكتووا بنيران الاخوان في مصر وتونس والمغرب والاردن وليبيا والجزائر والسودان وسوريا قادمة لا محالة.

غير ان موضوع الاعتراف بدولة إسرائيل، ردا على سؤال "كيف تتحدثون عن دولة على حدود 1967 مع عدم الاعتراف باسرائيل؟" يقول الحاقد على منظمة التحرير وقيادتها الشرعية: "من الدول العربية من يعترف باسرائيل باستثناء دولتين واحداهما إنسحبت وهي مصر" (؟؟!!) وتابع "نقيم دولة على اي شبر نحرره دون الاعتراف باسرائيل"..!!

اولا مصر لم تنسحب كما من الاعتراف باسرائيل، السفير المصري اول امس سلم رسالة بالغة الاطراء برئيس دولة إسرائيل شمعون بيرس؛ ثانيا الاخوان عقدوا كما عقدت حركة "حماس" اتفاق مع اسرائيل بشكل مباشر او غير مباشر للتآمر على الشرعية الوطنية، وبالتالي الحديث عن عدم الاعتراف بات وراء ظهر المواطنين لان الممارسات العملية لحركة "حماس" ضد الوطنيين في محافظات القطاع ابلغ دليل على عمق التنسيق مع حكومة إسرائيل. كما ان الاتفاق المبرم بين جماعة الاخوان المسلمين والولايات المتحدة ملزم لحركة "حماس"، فرعها في فلسطين. وبالتالي لم يعد مجديا للزهار بيع الماء في حارة السقايين..! وكفاه افتراءا وتزويرا للحقائق، وان كان معنيا بتحرير فلسطين عليه اولا ان يعيد الاعتبار الوحدة الوطنية، ويدفع عربة المصالحة الوطنية.

http://www.miftah.org