ليبرمان والنازية
بقلم: فايز عباس
2012/12/13

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14403

لا يريد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الاعتراف بهزيمته الدبلوماسية أمام القيادة الفلسطينية، ولم يستطع أن يوقف الزحف الفلسطيني إلى أوروبا ووقوف الدول الأوروبية إلى جانب فلسطين، وفقد أعصابه بعد أن أصدر وزراء خارجية هذه الدول بيانا نددوا فيه وبشدة بقرار إسرائيل البناء في المنطقة 'E1'، وهددوا بمعاقبة إسرائيل في حال البناء.

ليبرمان، قرر مهاجمة أوروبا بشكل مختلف هذه المرة عندما قال في تصريح لإذاعة إسرائيل بالعبرية: إن 'أوروبا تتجاهل التهديدات لإبادة إسرائيل كما تجاهلت إبادة اليهود في ألمانيا النازية'. لأول مرة منذ سنين طويلة لم يقم أي مسؤول إسرائيلي بالهجوم على أوروبا بهذا الشكل، بسبب مواقف الدول الأوروبية من إسرائيل، بعد أن توصلوا إلى قناعة بأنها لا ترغب بالسلام وإنما ترغب بالاستيطان ويعلنون موقفهم بشكل واضح دون تردد أو خوف من إسرائيل والتي تستغل كارثة اليهود في أوروبا من أجل إغلاق فم أي شخصية تنتقد سياسة حكومتها المتطرفة.

بعد أن وصل ليبرمان إلى قناعة أنه لن يستطيع أن يغير الموقف الأوروبي من إسرائيل لجأ إلى الاسطوانة المشروخة والقديمة ووجه إصبع الاتهام لأوروبا لأنها عادت إلى سنوات الأربعين بكل ما يتعلق باليهود، لكنه نسي أو تناسى أن أوروبا دفعت ثمنا باهظا لإسرائيل، وهي الآن تحررت من قيود الماضي وانطلقت في طريق جديد.

حكومة إسرائيل تعاني من عزلة سياسية دولية وقادتها يتخبطون ولا يدرون كيف يتصرفون للخروج من أزمتهم التي لم يواجهوا مثلها من قبل، لذلك هم يلجأون إلى تذكير الأوروبيين بماضيهم من أجل وقف الطوفان الأوروبي ضدهم، لكن الطوفان لن يتوقف مهما حاولت حكومة إسرائيل من العودة إلى الماضي لأن أوروبا اليوم ليست أوروبا الأمس.

ليبرمان ورئيس حكومته فشلا فشلا ذريعا في إقناع الأوروبيين بعدم دعم المشروع الفلسطيني للاعتراف بفلسطين عضو مراقب في الأمم المتحدة، والآن يحاولان التشهير بكل من يعارضهم ولا ينصاع لأوامرهم، حتى وصلت الوقاحة بليبرمان أن ينشر إعلانات مدفوعة الثمن في الدول الأوروبية للهجوم على الرئيس محمود عباس، لأنه لا يستطيع اتهامه بالمسؤولية عن كارثة الشعب اليهودي وهو أيضا ليس أوروبيا، لكن الاحترام الذي يحظى به الرئيس في أوروبا، أفقد ليبرمان صوابه، فهو فشل في حملاته التحريضية على الرئيس ولم يقنع حتى أعز صديقة لإسرائيل، المستشارة الألمانية انجيلا مركل، والتي قررت عدم معارضة الاعتراف بفلسطين في الأمم المتحدة، لذلك توجه إلى الكونغرس اليهودي العالمي لنشر الإعلانات، وهو بذلك يزج باليهود في أوروبا إلى الصراع الشرق أوسطي، وهذا سيكون له انعكاسات على اليهود.

ليبرمان أفلس سياسيا ودبلوماسيا وهو الآن يعود إلى اتهام أوروبا باللاسامية وكراهية اليهود، لكنه لم يقتنع حتى الآن أنه هو المسؤول عن عزل إسرائيل دوليا.

http://www.miftah.org