كل الدعم لمطالب الأسرى
بقلم: مفتاح
2004/8/16

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=1441


باشر أكثر ما يقارب من 7500 أسير فلسطيني إضرابهم المفتوح عن الطعام احتجاجا على مواصلة تدهور أوضاعهم المعيشية المأساوية داخل المعتقلات، أو ما يصطلح الأسرى على تسميتها بالأكياس الحجرية، إضافة الى تصاعد الاجراءات القمعية بحقهم من قبل مديرية مصلحة السجون.

عندما يصل الأمر بالأسير الفلسطيني لأن يستخدم معدته، سلاحه الوحيد والأخير، بعد استنفاذ كل السبل الأخرى لرفع المهانة والظلم عنه داخل السجون الاسرائيلية، التي تفتقر حتى لأبسط القواعد التي تنص عليها وثيقة جنيف الرابعة للعام 1948، وبخاصة تلك البنود الخاصة بمعاملة السجناء كأسرى حرب، فهذا يعني أن الأمور وصلت الى درجة من السوء لم تعد تحتمل وأنه وصل لهذا الخيار، وهو مقتنع تمام القناعة انه مقدم على خوض معركة خطيرة حتى تطال حياته للامتناع عن تناول الغذاء والاكتفاء بشرب الماء والملح.

في إطار سعيها لهزيمة الشعب الفلسطيني معنويا، تلجأ أجهزة الاحتلال المختلفة الى اذلال أسرى الحرية ولا تعدم استخدام أي وسيلة في القضاء على الروح المعنوية للمناضلين الفلسطينيين، فمن التعذيب الجسدي والمعنوي إلى العزل، والحرمان من ابسط الحقوق كالزيارة والعلاج ناهيكم عن التفتيش العاري الاذلالي وفرض الغرامات المالية على المعتقلين وغيرها من الممارسات الهادفة الى تحطيم معنويات الأسير الفلسطيني وكسر إرادته الوطنية حتى يتراجع عن وطنيته ويعزف عن مناهضة الاحتلال.

ولا تستثني هذه السياسة الاحتلالية أحدا من القابعين خلف قضبان الأسر كالأسيرات اللواتي يبلغ عددهن في تلموند 76، من ضمنهم 7 دون سن الـ18، أو حتى الأشبال الذين يصل عددهم حوالي 300 دون سن 18، يتعرضون للكثير من أعمال التعذيب التي تصل حد التحرش الجنسي كما يحدث في معسكر عتصيون للاعتقال.

وفي إطار سعيها لاحباط هذا الاضراب للحركة الأسيرة، أعربت الأوساط الاحتلال أنهم لن يترددوا في استخدام شتى السبل لتحقيق ذلك، عبر مصادرة جميع حاجيات المعتقلين لدى محاولة بذر روح الفرقة في أوساط المعتقلين، إضافة الى محاولات إضعاف معنويات المعتقلين من خلال شواء اللحم في باحات السجون مثلا وغيرها من الممارسات.

الا أن الحركة الأسيرة التي لها تجربة غنية في محاولات سلطات السجون كسر الاضراب، لهي متحوطة ومستعدة وعلى جاهزية ومعنوية عالية وثقتنا كبيرة في قدرتها على إفشال هذه المحاولات الاحتلالية البائسة في هزيمتهم في معركة الأمعاء الخاوية.

كما أنها قادرة على إثبات قدرتها على خوض هذه المعركة البطولية ولن تعير تصريحات وزير الأمن الداخلي تساحي هنغبي الذي قال "انه يمكن للسجناء من ناحيته أن يضربوا عن الطعام حتى الموت."

فقيادة الحركة الأسيرة على قدر من الوعي والتمرس، وتختزن من الطاقات ما يؤهلها لكسب هذه المعركة وتحقيق الانجازات.

وهذا يتطلب إسنادا جماهيريا من جميع أبناء وقطاعات الشعب الفلسطيني الذين يتعين فيهم الوقوف بكل ما أوتوا من قوة خلف معركة الأمعاء الخاوية العادلة.

http://www.miftah.org