أخيراً قالها فياض: قاطعوا البضائع الإسرائيلية
بقلم: م.طارق ابو الفيلات
2012/12/18

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14419

قبل سنه من اليوم نشرت مقالا عنوانه"لو لبس غاندي سروالا صنع في انجلترا لما استقلت الهند".وشاءت الاقدار ان اقراه مباشرة على مسامع د.سلام فياض الذي استحسن الافكار واثنى عليها وابدى اسفه لان طبيعة الاتفاقيات مع اسرائيل تمنع الحكومة من تبني هذا الطرح ولسان حاله يقول انتم يمكنكم ان تنشروا هذه الثقافة وارفعوا عنا هذا الحرج فالمستهلك الفلسطيني بيده ان يقرر ما تعجز عنه الحكومة.

اليوم قالها رئيس الوزراء "قاطعوا المنتجات الاسرائيلية ولانني انتظرت هذه الصرخة طويلا ومن فرحي بها اعيد نشر مقالي السابق رافعا اكف الضراعة الى المولى العلي القدير ان لا تكون هذه مجرد سخونة وطنية تزول اذا افرجت اسرائيل عن اموالنا لديها متاملا ان تكون سياسة مقاطعة كل سلعة لها بديل فلسطيني هي سياسة الشعب والحكومة,واليكم ما سبقت به دولة الرئيس وليته يكرر مقولته ويريحني فكلامه ابلغ وصوته اعلى.

قدري ان اتبنى قضية المنتج الوطني,وقدري ان التقي صنوفا كثيرة من الناس,بعضهم متفهم,بعضهم متهجم,بعضهم مقتنع بعضهم مجادل,ولكل منطقه وحججه وليس من السهل تغيير القناعات ولا إعادة ترتيب الاولويات,وليس كل مستهلك فلسطيني يرغب في نظرة شموليه لقضية المنتج الوطني والبعض يظنها قضية لا تستحق ان تستحوذ على مجالسنا فحديث السياسة اهم وامتع وكلنا في السياسة جهابذة عباقرة لا يشق لنا غبار ولا تنطفيء لنا فيها نار وواقع الحال يغنيك عن السؤال.

احد الاصدقاء المتعلمين المثقفين سالني بثقة لماذا اشتري منتجا فلسطينيا ما دام بمقدوري شراء المنتج الاسرائيلي بنفس السعر؟

لماذا احرم نفسي واطفالي من حليب تنوفا وبسكوت عيدن واشتري حليب الجنيدي وبسكويت علي بابا ومن اجل من؟ منطقه ان المنتج الاسرائيلي افضل واجود ويخضع لمراقبة وهو افضل واجود والذ من منتجاتنا الوطنية وشراء المنتج الاسرائيلي رفاهية متاحة فما الحكمة فيما تدعونا اليه ولماذا واين العقل والمنطق؟.

وفجاة تذكرت قصة المهاتما غاندي وتخيلت جسده النحيل وصورته وهو يحمل مغزلا هنديا ليصنع من قطن الهند ازارا ورداء ليلف بها جسده ويعلن مقاطعة البضائع الانجليزية,واستطاب جلدة ثوبا هنديا خشنا ورفض النسيج الانجليزي الفاخر ولم يسال نفسه :لماذا؟

لأنه كان يعرف السبب.ويعرف الهدف ولم يساله احد لماذا قاطعت منتجات المحتل الغاصب بل حمل كل هندي مغزلا ولبس من قطن بلاده,وتوجهوا إلى البحر لاستخراج الملح الذي لم يكن افضل ولا اجود ولا اطيب من الملح الانجليزي لكن لاجل الهدف السامي والغاية العظيمة تصعر كل هذة الامتيازات الكاذبة ويصبح تراب الوطن اغلى من تبر المحتل.

هكذا بدات معركة استقلال الهند بمقاطعة بضائع الاحتلال والاعتماد على منتجات البلد اكلوا مما زرعوا ولبسوا مما صنعوا وما تحجج احد ولا اتخذ الذرائع,مع علمي وقناعاتي ان منتجنا الوطني قد قطع شوطا كبيرا وحقق اعلى المواصفات التي تبطل ذريعة الافضل الدخيل.

وهنا اكرر السؤال كمستهلك فلسطيني تحت الاحتلال كل شيء في حياتي ينغصه الاحتلال ويكدره الاحتلال كيف تطيب نفسي بشراء منتج ينتجه الاحتلال.

إذا كنت من الذين يحلمون بالحرية والاستقلال فنموذج غاندي سيعني لك الكثير,واذا كنت ممن يدعون معرفتهم باهمية خلق اقتصاد وطني فدعم المنتج المحلي وتشجيع الصناعة يترجم عمق فهمك للقضية ,واذا حصل وكنت ممن يهمهم ان لا تنتشر البطاله وتتفشى في مجتمعنا فدعم المنتج الوطني يعني خلق فرص عمل وتوفير عيش كريم لشباب فلسطيني كريم,اما إذا كنت ممن لا يعنيهم حلم الاستقلال ولا يروق لهم اقتصاد وطني فلسطيني قوي وكنت ممن لا يزعجهم ان تدك البطالة اركان كياننا المجتمعي ولا يهمهم ازدياد الفقر وانتشار الجريمة فدونك منتجات الاغراب اشتريها وردد: انا ومن بعدي الطوفان ولكن تذكر لا احد ينجو من هذا الطوفان.

كلي ثقة اننا جميعا نريد وطننا مستقلا حرا واقتصادا وطنيا قويا ومجتمعا منتجا عاملا لا عاطلا ولا منحرفا واول وابسط واجب علينا ان نفضل منتجنا الوطني وان ننزع عن اعيننا غشاوة الاجنبي وان نتخلص من عقدة نقص زرعها بعض المنتفعين .

قبل يومين عدت من زيارة إلى المانيا ولما سالت عن تلك البلاد قلت هي جميلة ورائعه ومنظمة لكنها ليست لنا,وتبقى بلادي على علاتها هي الاحب والاقرب,فلا يعقل ان تتنكر لبلدك لمجرد ان هناك بلاد اجمل منها,ولا ان تتنكر لمنتجك لظنك ان منتجا اسرائيليا افضل منه او صينيا ارخص منه,هل تنكر ابنك لانك صادفت ابنا اجمل منه او تهجر بيتك لتساجر بيتا لأنه اوسع منه .

انا فلسطيني ومن حقي افضل منتج ....فلسطيني.

http://www.miftah.org