صرخة عيلبون ..!!
بقلم: ابراهيم عباس
2013/3/25

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14683

عيلبون قرية فلسطينية تقع في منطقة الجليل أقصى غرب بحيرة طبرية ظل يسكنها كل من المسيحيين والمسلمين بسلام، تعرضت في العام 1948، وكغيرها من عشرات القرى الفلسطينية، إلى مذبحة صهيونية نزح على إثرها العديد من سكانها إلى سوريا، لكن الكثيرين عادوا إليها بعد فترة ضئيلة، فيما أقام من ظلّ خارجها في غالبيتهم في مخيم اليرموك. عرفت منهم في الستينيات الإعلامي البارز الأستاذ خليل عيلبوني أحد من عملوا في إذاعة صوت "م.ت.ف" منذ تأسيسها في القاهرة في منتصف الستينيات، وكان نجمه أكثر بزوغًا من نجم زميله نبيل عمرو في ذلك الوقت، ولكنه آثر الابتعاد فيما بعد، عندما تحولت المنظمة إلى إدارة لشؤون الموظفين الفلسطينيين العاملين في القضية الفلسطينية.

وهو غادر - كما غادر الكثيرون غيره - ليعمل في إحدى دول الخليج .

عادت عيلبون إلى الذاكرة الفلسطينية بقوة يوم الخميس الماضي عندما صرخ الشاب ربيع عيد العليبوني مقاطعًا الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهو يلقي خطابه أمام الطلاب بالقدس الغربية، في معرض مطالبته الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية (ديمقراطية) قائلا له: "الدولة يجب أن تكون لكل مواطنيها، لا دولة الشعب اليهودي". ومن بين ما قاله عيد موجهًا كلامه لأوباما: "هل جئت حقا إلى هنا من أجل السلام، أم لإعطاء إسرائيل المزيد من السلاح لقتل وتدمير الشعب الفلسطيني؟ هل رأيت جدار الفصل العنصري في طريقك؟ من قتل راشيل كوري؟ راشيل كوري قتلت بأموالك وأسلحتك". وهجم عليه عدد من رجال الأمن واقتادوه بشكل عنيف خارج القاعة، واضعين القيود في يديه، لكنهم اضطروا بعد ذلك لإطلاق سراحه إثر استجوابه وتجمع عدد كبير من الصحافيين حوله.

كما صرخ طلاب آخرون داخل القاعة بعد خروج عيد: "الحرية لفلسطين" عدة مرات، وتم أيضًا إخراجهم من القاعة. ورد الرئيس أوباما ردًا ذكيًا ودبلوماسيًا على الطالب الفلسطيني الحرّ الذي جهد لسماعه من خلال الضجيج العالي الذي أثير داخل القاعة: "هذا هو الحوار المنفتح الذي تحدثنا عنه.. أنا مضطر للقول إننا كنا مستعدين لذلك، وهذا الأمر يجعلني أشعر وكأنني في وطني، لو لم أسمع صرخة واحدة هنا على الأقل لشعرت بعدم الارتياح".

خلال زيارته إسرائيل والأراضي الفلسطينية للتعبير عن ولائه لإسرائيل، والتأكيد على يهودية الدولة، وتحذير الفلسطينيين من مغبة اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية، قد ينسى أوباما مشاهد الجولة السياحية التي اصطحبه فيها نتنياهو وبيريز كزيارة قبري هيرتسل ورابين، ومتحف ياد فاشيم )الكارثة والعدوان)، وأيضًا المشهد الدعائي الساذج للأطفال الفلسطينيين العشرة أو العشرين الذين رفعوا الأعلام الأمريكية واصطفوا حوله، لكنه لن ينسى قط صرخة العليبوني التي كانت بحدّ ذاتها انتفاضة فلسطينية أقوى من الرصاصة والحجر والصاروخ..

* --- - ibrahimabbas1@hotmail.com

http://www.miftah.org