كتب في سيارات الأجرة.. مبادرة تنتصر للقراءة في غزة
بقلم: القدس دوت كوم- محمد الأسطل
2013/4/15

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14747

غزة- - فوجئ الطالب الجامعي أحمد عبد الكريم (21 عاماً) بسائق سيارة الأجرة التي كانت تقله من خان يونس إلى جامعة الأزهر في غزة، يعرض عليه بعض الكتب، ناصحاً إياه باستغلال نحو 45 دقيقة من السفر، لقراءة جزء من احد الكتب او اكتساب معلومة ما.

وقال الطالب عبد الكريم لـ"القدس دوت كوت" أنه كان يسمع عن استثمار الأجانب لأوقات تنقلهم، في قراءة الكتب، لكن أن يجد ذلك في غزة، فهو شيء جديد وجميل، متوقعاً أن يساهم تطبيق هذه الفكرة على نطاق أوسع في تطوير عادة القراءة.

ولم يعد غريباً رؤية ركاب سيارات الأجرة العاملة بين محافظات قطاع غزة، وهم يقلبون صفحات كتب، باتت متاحة لهم في المركبات لاستغلال أفضل للوقت الذي يستغرقه تنقلهم بين مدينة واخرى.

وجاءت فكرة تشجيع القراءة، في وسائط النقل العامة، والاسهام في استعادة مكانة الكتاب في الاوساط الشعبية الفلسطينية، كجزء من مشروع المكتبات المتنقلة الذي ينفذه نادي الشروق والأمل التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر في قطاع غزة.

وتنشط المؤسسة المذكورة، ضمن حملة " مسافر زاده كتاب" في توزيع مكتبات متنقلة، عبارة عن حقيبة صغيرة تعلق في سيارات الأجرة، وتضم مجموعة منوعة من الكتب التي تلبي رغبات مختلفة، بهدف تشجيع قراءة الكتب، من خلال اتاحتها بسهولة بين أيدي المواطنين في حلهم وترحالهم.

وقال إبراهيم السلوت وهو صاحب سيارة أجرة بأن فكرة المشروع تحقق فوائد متنوعة للسائق والركاب على حد سواء، فالسائق يضمن عدم نفور الركاب حال انتظارهم قبل تحرك المركبة، فضلا عن الفائدة والتسلية التي تتحقق للراكب، ومن بعده المجتمع عامة.

وأشار في السلوت في حديثه لـ دوت كوم، إلى أنه لاحظ قبولاً واستحساناً لدى الركاب، موضحا انه يبادر إلى توزيع الكتب عليهم منذ لحظة صعودهم لمركبته.

وقال: "معظم أصحاب سيارات الأجرة، استحسنوا الفكرة، وبدأوا بعرض الكتب على الركاب كجزء من روتين يومي، سيطبق بشكل مستمر مستقبلاً، وهي أكثر جدوى وفائدة، بدلاً من سماع الأغاني أو اللعب على اجهزة الاتصال النقالة طوال وقت الطريق".

واوضح مدير نادي الشروق والأمل، التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر، التي تنفذ المشروع، خليل فارس، أن المرحلة الأولى للمشروع شملت توزيع 100 حقيبة على سيارات الأجرة والحافلات، وان كل حقيبة تشمل 10 كتب مختلفة، مؤكداً أن المشروع سيكتمل في فترة لاحقة، ليشمل كافة محافظات القطاع، خاصة وان المشروع اثبت نجاحا مبدئيا، رغم مرور أيام فقط على اطلاقه.

وقال فارس لـ"القدس دوت كوم": "ما يحدث يعد حدثاً ثقافياً فلسطينياً، ومحاولة جادة للبحث عن أفكار وأدوات جديدة، لإعادة صداقة الكتاب وتشجيع عادة القراءة لدى المجتمع الفلسطيني، خصوصاً وأن الكتاب أصبح في زوايا المكتبات، تأكله الأتربة، لبعد القراء، والبحث عن أدوات سريعة كالإنترنت وغيرها".

وأوضح أن سيارات الأجرة تعد أكبر تجمع، لشرائح متنوعة من المجتمع، إذ أنها تجمع الأطفال والشباب والنساء والأمهات والرجال، مؤكداً أن عناوين الكتب تناسب جميع الأعمار والرغبات والتوجهات الفكرية، حيث تم البحث عن عناوين مشجعة للقراءة، مع الأخذ بالاعتبار اهتمام الأطفال بالقصص، والشباب بالكتب الثقافية، والكبار بالتقارير الإخبارية، والعناوين الدولية، لتلقى أكبر عدد ممكن من القراء.

http://www.miftah.org