تقرير حقوقي: 129 شهيدا بنابلس منذ بداية 2003
بقلم: مفتاح
2004/8/23

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=1485


قال تقرير حقوقي صادر عن الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن إن حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية على محافظة نابلس منذ عام 2003 وحتى 22/8/2004 بلغ 129 شهيد، منهم 65 شهيد سقطوا العام الماضي و64 شهيدا خلال العام الحالي.

وحسب التقرير الذي صدر اليوم الأحد 22/8/2004 فأن القوات الإسرائيلية اغتالت في مدينة نابلس في العام 2003 ثمانية مواطنين مستخدمة وسائل عدة في عمليات الاغتيال ومنها الصواريخ وتفجير السيارات التي يستقلونها وكذلك التصفية بعد الاعتقال، ومنها اغتيال القوات الإسرائيلية مازن فريتخ بتاريخ 15/4/2003، وتبع ذلك في 7/5/2003 اغتيال أمين فاضل منزلاوي، وكذلك فايز فريد الصدر في 8/8/2003 وخالد النمروطي في 23/8/2003م، كما قامت باغتيال كل من جبريل سليم عواد ومجدي محمد البحش وفادي توفيق حنني في 18/12/2003 ومثلت بجثثهم.

الشهداء الأطفال والنساء

وبلغ عدد الشهداء خلال العام المنصرم من الأطفال التي تقل أعمارهم عن 18 عاما (17) شهيد غالبيتهم سقط نتيجة إصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأجزاء العلوية من الجسم، وسقط البعض الآخر نتيجة إطلاق النار العشوائي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ولم يكن حظ النساء التي تحميها اتفاقيات جنيف الرابعة أوفر حظاً من الأطفال، فقد نالت قوات الاحتلال من النساء وسقط خلال عام 2003 (3) شهيدات، فقد قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 24/1/2003 سعاد حسن صنوبر، وكذلك امتياز عباس أبو راس بتاريخ 5/11/2003 وكاملة محمد شولي 13/12/2003 وسقطت الشهيدات الثلاثة نتيجة إطلاق النار العشوائي.

الشهداء من الصحافة

وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في 19/4/2003 الصحفي نزيه دروزة بدم بارد أثناء تغطيته للإحداث التي وقعت في مدينة نابلس، وسقط دروزة وهو مصور صحفي يعمل لصالح تلفزيون فلسطين ووكالة الأنباء الأمريكية "AP" أثناء تغطية المواجهات على الرغم من لباسه الواضح كونه صحفي.

الشهداء خلال عام 2004

ولم تكن الصورة أقل دموية خلال العام الجاري 2004، فقد بلغ عدد الشهداء في مدينة نابلس منذ بداية العام 64 شهيد، منهم 23 نتيجة الاغتيالات والتصفية خارج نطاق القانون. فقد استشهد بنابلس 14 طفلا تقل أعمارهم عن 18 عاما، وغالبية هؤلاء الشهداء سقط نتيجة إطلاق النار العشوائي على المنازل أو أثناء اقتحام منازل المواطنين العزل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وتمركزت غالبية إصابة هؤلاء الشهداء في المناطق العلوية من الجسم.

كما نفذت قوات الاحتلال خلال عملياتها العسكرية على مدينة نابلس العديد من عمليات الاغتيال التي راح ضحيتها 23 مواطن تم تصفيتهم خارج نطاق القانون، كما صعدت من حدة الاغتيالات والتصفيات التي نفذتها وكانت متواصلة على مدينة نابلس، ففي 7/1/2004 اغتالت القوات الإسرائيلية إبراهيم العطاري وعبد العفو القصاص وتم تصفيتهم بعد اعتقالهم وكذلك استخدم المواطن القصاص درع بشري ولم يكن مطلوب للقوات الإسرائيلية.

وبتاريخ 2/5/2004 اغتالت القوات الإسرائيلية بواسطة الصواريخ كل من هاشم أبو حمدان، ونادر أبو ليل، ونائل حسنين، ومحمد أبو حمدان، بقصف سيارتهم وسط المدينة وهم من قادة كتائب شهداء الأقصى المحسوبة على حركة فتح.

وتبعها بعد ذلك بتاريخ 14/6/2004 اغتيال خليل مرشود، من كتائب الأقصى وعوض أبو زيد وهو سائق تاكسي سقط نتيجة القصف الإسرائيلي لسيارة التي كان يستقلها مرشود.

كما اغتالت القوات الإسرائيلية في 26/6/2004 كل من نايف أبو شرخ القائد العام لكتائب شهداء الأقصى بالضفة الغربية، وجعفر المصري القائد المحلي لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكرية لحركة حماس وفادي البهيتي القائد المحلي لسرايا القدس الجناح المسلح للجهاد الإسلامي بنابلس، ونضال الواوي ووجدي القدومي وسامر عكوبة وعمر مسمار، وأربعتهم من كتائب الأقصى.

ولم تتوقف الاغتيالات عند هذا الحد، ففي 6/7/2004 اغتال الجيش الإسرائيلي يامن فرج القائد العام لكتائب أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومساعده امجد عراد حنني.

وأشار القرير إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت خلال عمليات الاغتيالات العديد من الأساليب الهمجية ومنها القصف بواسطة الطائرات والذي يعرض حياة المدنين إلى الخطر وكذلك استخدام الوحدات الخاصة، وإطلاق النار العشوائي، واستخدام أسلوب الدهم والتفتيش العشوائي، والتصفية بعد الإصابة والاعتقال.

العمليات الفدائية

وذكر التقرير أن ثلاثة مواطنين استشهدوا في محافظة نابلس نتيجة تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، فقد استشهد إياد بلال المصري بتاريخ 11/1/2004م أثناء محاولته تنفيذ عملية بالقرب من حاجز جينصافوت العسكري، كما استشهد ثائر رمضان بتاريخ 4/7/2004 أثناء محاولته تنفيذ عملية داخل مستوطنة بركة، وكذلك يوسف حنني في 13/8/2004 خلال محاولة اقتحام مستوطنة ايتمار إلى الشرق من المدينة.

الشهداء من الصحفيين

ولم يكن الصحفيون الفلسطينيون خلال العام الجاري بأحسن حال، فقد استشهد الصحفي محمد أبو حليمة بتاريخ 22/3/2004 وهو مراسل لإذاعة صوت النجاح أثناء تغطيته لمواجهات حصلت على مدخل مخيم بلاطة.

وبتاريخ 3/4/2004 اعتقلت القوات الإسرائيلية كل من الصحفي سهيل خلف مراسل جريدة القدس، والصحفي سامي العاصي مراسل تلفزيون نابلس، وبتاريخ 12/8/2004 اعتدى جنود حاجز حوارة على الصحفية نجود القاسم مراسلة الوكالة الأنباء الكويتية وتم مصادرة الكاميرا الخاصة بالتصوير واحتجازها لمدة تزيد عن أربعة ساعات على نفس الحاجز.

وأوضح تقرير الهيئة المستقلة أن كافة إصابة الشهداء عدا عن الذين سقطوا نتيجة الاغتيالات كانت في المنطقة العلوية من الجسم وتمركزت في الرأس والبطن والصدر مما يؤكد على نية الاحتلال في قتل المواطنين، مشيرا إلى أن عدد المصابين منذ بداية العام الحالي والذين أصيبوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العام في محافظة نابلس بلغ 1435 إصابة. وذكر التقرير أن قوات الاحتلال الإسرائيلي فرضت منع التجول على مدينة نابلس بما لا يقل عن 40 يوم منذ بداية العام الحالي ولا يزال المنع مستمر على المحافظة لليوم السابع على التوالي، وتمركزت غالبية المنع على البلدة القديمة من نابلس، ومخيم بلاطة، ويستمر الحصار العسكري المتواصل على مدينة نابلس منذ أكثر من ثلاثة سنوات.

الاعتقالات

وفيما يتعلق بالاعتقالات ذكر التقرير انه عدا عن عمليات الاعتقال شبه يومية التي تقومها بها قوات الاحتلال في مدينة نابلس فإن قوات الاحتلال لجأت إلى استخدام أسلوب التحقيق الميداني مع المعتقلين إضافة إلى تحويل العديد من المدارس وقاعات الأفراح إلى مراكز تحقيق ميدانية.

كما أعاقت قوات الاحتلال الإسرائيلي وبشكل متعمد تنقل سيارة الإسعاف ومنع تقديم العلاج للمواطنين أو المصابين وكذلك منعت سيارة الإسعاف من الاقتراب من الأمكنة التي يكون لقوات الاحتلال فيها عمليات عسكرية

كما تلجأ قوات الاحتلال إلى فرض عقوبات جماعية على المواطنين في مدينة نابلس فتمنع خروجهم خارج محافظة نابلس إلى بموجب تصاريح صادرة عن الإدارة المدنية، وتحد من حركتهم بين المدن الفلسطينية.

وبخصوص هدم المنازل قال التقرير إن قوات الاحتلال الإسرائيلي لجأت إلى هدم العديد من منازل المواطنين في محافظة نابلس كما قامت كعقاب جماعي بهدم العديد من العمارات السكنية بحجة أن مطلوبين تواجدوا بداخلها.

الدروع البشرية

واستخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس المواطنين كدروع بشرية لتنفيذ عملياتها وأفاد مواطنين في تصاريح للهيئة إلى انه تم استخدمهم كدروع بشرية تحت تهديد السلاح من اجل قيام الجيش في عملياته ومن اجل ضمان عدم تعرض جنوده للأذى حسب ادعائه، وقد استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عائلة الحوت كدرع بشري أثناء عملية اغتيال الشهيدين يامن فرج وامجد حنني.

الوضع الاقتصادي والتعليمي

تأثر الوضع الاقتصادي والتعليمي لمدينة نابلس نتيجة ممارسة الاحتلال الإسرائيلي، حيث اثر استمرار الحصار على مدينة نابلس على الوضع الاقتصادي بشكل مباشر، وكذلك على مقدرة الطلبة في التواصل التعليمي.

بدوره قال ياسر علاونة منسق الهيئة المستقلة في شمال الشفة الغربية: "إن الهيئة إذا تنظر ببالغ الخطورة إلى الوضع الإنساني الذي ألت إليه الظروف الصحية والإنسانية في محافظة نابلس لتطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والسريع لوقف العدوان الإسرائيلي على مدينة نابلس وشجب كل ممارستها وكذلك دعوتها إلى احترام القانون الدولي واتفاقيات جنيف الرابعة".

http://www.miftah.org