رام الله – أنهت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح"، تدريبا على مدى يومي 28-29 كانون أول 2015، في الضفة الغربية وقطاع غزة، على ضوء دراسة أعدتها "مفتاح" ضمن مشروع "دعم حماية المرأة"، المنفذ بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA، والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، والهادفة إلى فحص واقع حقوق الصحة الانجابية والجنسية في فلسطين، وتحديد الاحتياجات المتعلقة بها، ولاحقا لمخرجات الدراسة وتوصياتها.

التوصيات

وخلص المشاركون في التدريب إلى مجموعة من التوصيات من أبرزها: ضرورة رفع الوعي والتمكين بالمواثيق الدولية والمعاهدات والاتفاقيات الدولية والمؤتمرات التي بحثت موضوع الصحة الانجابية والمتعلقة بها، وفهم البنود الخاصة بذلك فهما شاملا ومعمقا وليس فقط ذكرها والمرور عليها بشكل سريع جدا. إضافة إلى رفع الوعي والتمكين بالقوانين المعمول بها في فلسطين وخاصة المتعلقة بقانون الصحة العامة، وقانون الأحوال الشخصية وقانون العمل وقانون العقوبات، ورفع الوعي بمسودات قانوني العقوبات والأحوال الشخصية ومسودة قانون حماية الأسرة من العنف، وفهم أكثر عمقا لواقع الصحة الانجابية في فلسطين والوعي والامام بالمؤشرات الخاصة بواقع الصحة الانجابية في فلسطين، والتمكن من التحليل والربط بين واقع الصحة الانجابية وما ورد في المواثيق والمعاهدات الدولية لمعرفة مدى الموائمة او التباين، وكيفية اعداد التقارير الخاصة بالانتهاكات في قضايا الصحة الانجابية والتزود بمهارات المحاسبة ومساءلة ذوي العلاقة والتزويد بمهارات المناصرة والضغط على أصحاب القرار من أجل تحسين وتطوير وضع الصحة الانجابية في فلسطين، بالإضافة إلى مشاركة الدراسة مع أكبر عدد ممكن من المؤسسات والعاملين في مجال رصد حقوق الانسان وخاصة المتعلقة بالصحة الانجابية والجنسية.

المشاركون في التدريب

وشارك في التدريب 28 متدربا ومتدربة من الضفة الغربية وقطاع غزة(18 إناث و 10 ذكور)، من المنظمات والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، وأبرزها: اتحاد لجان العمل الصحي، اتحاد لجان المرأة الفلسطينية، الهيئة المستقلة لحقوق الانسان، مركز إنسان، مركز القدس للمساعدة القانونية، ملتقى سيدات الشيخ جراح، مركز القدس للنساء، مؤسسة الضمير، ومؤسسة مساواة.

واستهدف التدريب دعم وتعزيز قدرات هذه المنظمات والمؤسسات على تتبع ورصد واقع الصحة الجنسية والإنجابية، للمساهمة في وضع آليات المساءلة والمتابعة من قبل المؤسسات التي تعنى في حقوق الإنسان لتحسين مستوى الخدمات المقدمة في مجال الصحة الإنجابية.

مداخلات اليومين التدريبيين

وفي اليوم الأول من التدريب، قدمت الهيئة المستقلة لحقوق الانسان مداخلة حول المعاهدات والمواثيق الدولية والوطنية، ومدى مواءمة واقع الحقوق الصحية والانجابية في فلسطين لهذه المعاهدات والمواثيق.

في حين، استكملت حنان أبو غوش، مديرة برنامج صحة المرأة في لجان العمل الصحي، والمدربة المتخصصة في مجال صحة المرأة، تدريب المشاركين استنادا إلى دراسة "مفتاح" المتعلقة بحقوق الصحة الانجابية، حيث استعرضت ما ورد في الدراسة من معلومات، وما تمخض عنها من نتائج. وقالت:" تم التركيز على مجموعة من القضايا من أبرزها: الوصول إلى خدمات الصحة الانجابية، الإجهاض والخدمات التي تقدم للأم ما قبله وما بعده، والحاجات غير الملباة في تنظيم الأسرة، ووفيات الأمهات بعد الولادة، حيث جرى استعراض واقع الصحة الانجابية القائم، وتم التطرق أيضا إلى أبرز المعاهدات والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الصحة الإنجابية، بهذا الخصوص ومدى مواءمتها وملاءمتها للقوانين المحلية، إضافة إلى استعراض لنتائج بعض المؤتمرات الدولية خاصة مؤتمر القاهرة للسكان والتنمية لسنة 1994، ومؤتمر بيجين عام 1995، وما ورد فيهما من قضايا حقوق الصحة الانجابية، حيث تم التعمق في الحديث عن القوانين الخاصة بصحة النساء، وقانون الأحوال الشخصية، وقانون العقوبات، ومسودة قانون حماية الأسرة من العنف، وقانون الصحة العامة بما يتعلق بالإجهاض وقانونه، ومدى مواءمة موضوع الصحة الانجابية في المعاهدات المحلية ومواءمتها بالمعاهدات والمواثيق الدولية.

بدورها، أكدت ميسر عطياني، عضو الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وإحدى المشاركات في التدريب، أن أهم ما اكتسبته من التدريب هو اطلاعها على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالصحة الانجابية، ومدى مواءمتها مع بعض القوانين المحلية، والأنظمة الإقليمية الخمس المتعلقة بتعزيز حقوق الانسان والصحة الانجابية، والمحاكم ذات الاختصاص، وهل الاحتلال والنزاع مرادفين لبعضهما في ظل القرار 1325، ومدى الاستفادة الممكنة من توصيات العهدين الأول والثاني لحقوق الانسان، خاصة التوصيتان 30و 32 من اتفاقية "سيداو"، إضافة إلى التوصية رقم 21، والتي تتحدث عن المساواة بالعلاقة الزوجية في موضوع الصحة الانجابية، وكيفية تقديم تقرير الظل، وكذلك التقرير المساند، إضافة إلى ما تم عرضه من قبل المدربة حنان أبو غوش من موضوعات تتعلق بماهية الصحة الانجابية وحقوق الصحة الانجابية، وشروط تحقيقها، والحمل أثناء الولادة، وتوزيع العيادات في المناطق النائية، والدعم النفسي.

أما جليلة إرشيد، من مركز القدس للمساعدة القانونية، فقالت:" التدريب أثرى معلوماتي في موضوع الصحة الإنجابية لم أكن ملمة بها إلماما تاما خاصة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي عرضها المدرب ياسر علاونة، إضافة إلى ما استعرضته المدربة حنان أبو غوش، من موضوعات متعلقة بموضوع الصحة الإنجابية والجنسية، وقد شكلت تلك المعلومات إضافة نوعية، ستساعدني حتما في عملي كمنسقة مشاريع في مركز القدس للمساعدة القانونية، من حيث تقديم المشورة والتوجيه لنساء ينشدن المساعدة في هذا المجال". وأضافت:" أرى أهمية كبيرة في تدريبات استكمالية خاصة في مجال الرصد والتوثيق".

في حين قال مشارك آخر من قطاع غزة، هو احمد بدير من مركز "مساواة"، أن التدريب كان نوعيا من حيث موضوعه وأثره. وقال:" كنا بحاجة كبيرة للحديث في هذا الموضوع، خاصة ما وفره لنا من معلومات ومن توعية نرى حاجة جميع فئات المجتمع إليها". وأضاف:" لقد أتاح لنا التدريب الإمكانية لأن نطبق ما تعلمناه أولا في نطاق أسرنا، ثم ننشر المعلومات في محيطنا سواء في العمل أو خارجه. رغم أننا بحاجة إلى تدريبات استكمالية تعزز ما حصلنا عليه في التدريب الأول".