الرؤية القاتمة والمجهول
بقلم: مفتاح
2003/3/1

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=163

في كلمته التي القاها أمام معهد (اميركان انتربرايز)، والتي تطرق خلالها للحرب القادمة على العراق، تحت شعار تحقيق الديمقراطية، ونزع أسلحة الدمار الشامل، التي يدعي وجودها، ربط الرئيس الأمريكي جورج بوش، بين الوضع في العراق بعد الحرب، وما ستؤول إليه الامور على الساحة الفلسطينية.

وقد تنازل بوش بشكل ضمني، عن خارطة الطريق التي اقترحها، حيث أشار إلى أن الحرب على العراق، ستؤدي إلى تغيير القيادة الفلسطينية، بأخرى تتخلى عن الأرهاب – حسب رأيه – وتحاربه، وتسير في طريق السلام.

وربط بوش في كلمته، بين تحقيق تغيير للقيادة الحالية بأخرى على ما يبدو يريدها قيادة مفروضة على الشعب الفلسطيني، على طريقة الديمقراطية الأمريكية في المنطقة العربية، والتي لا تتأتى مع رغبة الشعب وخياره، وإنما بالقوة والأبتزاز، وبين تحقيق قيام دولة فلسطينية.كما ربط بين قيام هذه الدولة الفلسطينية "المسالمة، والديمقراطية" -حسب قوله- وتحقيق الأمن التام لإسرائيل، حيث أوضح، أنه بعد تحقيق الأمن التام للإسرائيليين، وإعلان العرب جميعاً عن استعدادهم المطلق للتطبيع مع إسرائيل، والكف عن دعم "الإرهابيين" -حسب قوله- فإنه يتوقع من الحكومة الجديدة في اسرائيل، المساعده على قيام دوله فلسطينية مسالمه، وبعد التقدم في السلام "على الطريقة الإمريكية الإسرائيلية"، فإنه يتوقع أن توقف حكومة شارون بناء وتوسيع المستوطنات.

وعليه، فإن القتل والهدم والدمار والاستيطان والمصادرة، وكل العدوان الإسرائيلي مبرر حسب رأي بوش، الذي تجاهل في كلمته قرارات الشرعية الدولية، والوضع الذي تصنف خلاله اسرائيل كدولة احتلال.

كما طرح بوش بشكل واضح، شكل الديمقراطية الأمريكية في المنطقة، والتي تساوي وتشابه تماماً أعتى النظم الدكتاتورية، حيث أن الديمقراطية لا تتأتى بفرضها بقوة السلاح، وانما تتأتى من خلال اختيار الشعب وخياراته ورغبته وهو ما يشير إلى مستقبل قائم ومجهول في المنطقة.

http://www.miftah.org