إعادة بناء أجهزة الأمن الفلسطينية وترتيب أوضاعها جاء بمبادرة مصرية
بقلم: مفتاح
2004/9/18

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=1638


رام الله - وفا- أكد وزير الداخلية حكم بلعاوي اليوم، أن إعادة بناء أجهزة الأمن الفلسطينية وترتيب أوضاعها جاء بمبادرة مصرية.

وشدد بلعاوي على أنه كان من الضروي بعد الدمار الشامل الذي ألحقته اسرائيل في البنية التحتية لهذه الاجهزة وتدمير آلياتها، إعادة عملية البناء هذه والتي سوف تنعكس إيجابياً على العلاقات الفلسطينية الداخلية.

وأشار بلعاوي في بيان صحفي، إلى أنه من الممكن للاجهزة الامنية ضبط الاوضاع، خاصة في غزة، التي سيبدأ العمل المكثف فيها نظراً لانها المؤهلة الآن، باعتبار ان الاحتلال سوف ينحصر عنها حسب اعلان حكومة اسرائيل.

ونوه بلعاوي، الى ان قوات الامن الفلسطيني رغم قلة امكانيتها والتدمير الشامل فيها، تمارس واقعها الامني حتى في ظل الاحتلال او بعده لضبظ الاوضاع، وهذا جزء من مهمة الوفد في مصر الذي سيعمل على تدريب وتأهيل هذه الاجهزة لتأمين السيطرة، وفرض النظام.

وأكد السيد بلعاوي أن البرنامج سوف ينجح لأن الشعب الفلسطيني بكل عناصره وشرائحه لديه الرغبة التامة لتدعيم هذه الاجهزة ومساندتها للقيام بعملها لرفع المعاناة واحلال الوئام.

واشار الى ان المباحثات الامنية المصرية-الفلسطينية هي بداية لمرحلة الحوار الفلسطيني- الفلسطيني، وقد دارت العجلة وان نتائج هذا البرنامج سوف تظهر في غضون الاشهر القادمة.

ونوه الى انه لمس عزم مصر على انجاح هذا البرنامج بكل قوة، بحيث يتوج الأمر في الناهية برأى عام دولي متماسك وقوي يساند ويقود الى قيام دولة فلسطينية حسب قرار مجلس الامن الدولي. وشدد بلعاوي على انه في المقابل يجب ان يقابل هذا بإلتزام حقيقي من جميع الفصائل الفلسطينية، مشيراً الى ان مصر تحرص على ان يتم هذا الحوار على ارضية الإلتزام بوجود سلطة وطنية واحدة، وقرارات واحدة ملزمة للجميع وللفصائل وباتفاق معلن، موضحاً أن كل هذه الامور لن يأتي الوصول اليها الا عبر الحوار الداخلي الفلسطيني وقد اعدت مصر له جيداً وستشرف عليه وترعاه. ونبه وزير الداخلية، الى انه بعد اجتماع الحوار الفلسطيني-الفلسطيني في القاهرة، والمنتظر ان يبدأ قريباً ستكون هناك خريطة سياسية واحدة لسلطة فلسطينية واحدة يلتزم بها الجميع ويشارك فيها الجميع بسؤولية واعية.

وأعرب وزير الداخلية، عن ثقته في أنه بجهود مصر الخيرة والمخلصة سوف تصل في ختام هذا الحوار، الى قواسم مشتركة من اجل سلطة واحدة ونظام واحد وممارسات واحدة، كما اعرب عن اعتقاده بان مصر وصلت الى نتائج ملموسة مع هذه الفصائل وانها قطعت شرطاً طويلاً من اجل انجاح الحوار.

واشار بلعاوي الى ان مصر يهمها ايضا ان يكون للفلسطينيين علاقات مع اسرائيل، وهي تساهم في هذا المضمار وتعمل على ترتيب لقاءات مع الاسرائيليين لتوفير الحد الادنى من التعاون، ثم تتطور سواء على المستوى الامنى والسياسي، وذلك من خلال إعادة الثقة للوصول الى تنفيذ خارطة الطريق.

وأكد بلعاوي على ان مصر تحرص على ان تأتي لحظة يكون فيها وقف متبادل لاطلاق النار ومراقب لا يجوز فيه اطلاق النار من هذا الطرف أو ذلك حتى تبدأ عملية السلام، وتبدأ المفاوضات الجادة. ووصف بلعاوي المباحثات الأمنية المصرية-الفلسطينية والحوار الفلسطيني-الفلسطيني المرتقب في القاهرة بأنه مدعاة للسلام والرغبة في إتمام السلام والاستقرار، مؤكداً أن السلام يصنعه الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي وليس طرفاً واحداً، والشعب الفلسطيني لا يريد الحرب وإنما يريد السلام والعيش في سلام. وخلص بلعاوي إلى أن لقاءات القاهرة جاءت على خلفية سلسلة من المباحثات أجراها الوزير عمر سليمان بتوجيهات من الرئيس حسنى مبارك مع القيادة الفلسطينية ممثلة في الرئيس ياسر عرفات، والسيد أحمد قريع رئيس الوزراء والمسؤولين الفلسطينيين.

وبخصوص الانتخابات أشار بلعاوي الى ان تسجيل الناخبين قد بدأ، وأن اسرائيل تعوق عملية تسجيل الناخبين بكل الطرق وانه في معظم المناطق لم تستطع السلطة الفلسطينية تنظيمها، وقال: إنه سيتم عقد اجتماع يوم الاثنين المرافق 20-9-2004 لتقييم عملية التسجيل والبحث في طرق أخرى أكثر مرونة لاتمام هذه العملية. وختم بلعاوي حديثه بنقل تحية شكر وتقدير من الرئيس ياسر عرفات الى الرئيس المصري محمد حسني مبارك والمسؤولين المصريين، لحرص مصر وجهودها البناءة والدائمة لمساندة الحق الفلسطيني والعمل على وقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني، ومساندة حقوقه المشروعة، مؤكداً أن مصر كانت على الدوام بوابة العالم كله في الدفاع عن القضية الفلسطينية.

http://www.miftah.org