قمم بسقف القاع
بقلم: مفتاح
2003/3/6

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=167

خلال اسبوع واحد، إنعقدت القمة العربية في القاهرة، والقمة الإسلامية في الدوحة، ورغم المعلن في جدولي أعمال القمتين، حول محاولات منع الحرب على العراق، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي أكلته براثن الإرهاب الإسرائيلي المنظم، والمتواصل دون اكتراث، إلاّ أن هاتين القمتين جاءتا بسقف "القاع".

الواضح تماماً، أن ما يغلب على هذه القمم، هو الخلاف أولاً، وعدم التعامل على مستوى المسؤوليات الجسام، التي تحتاجها المنطقة بأسرها، وإن الخاسر الوحيد هو الشعوب العربية، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني، والشعب العراقي، لما يتعرضان له من حرب إبادة متواصلة، باسم الديمقراطية، والمجتمع المدني.

وحيث أن هذه القمم، وعلى مدى فترات انعقاداها منذ عدة عقود، لم تستطع مرة أن تتخذ موقفاً عملياً، يساعد شعوبها والشعب الفلسطيني على التحرر من العبودية والظلم والتهميش، الأمر الذي ساهم دائماً في تمكين الإحتلال الإسرائيلي من مواصلة احتلال الارض الفلسطينية، وتماديه في اقتراف المجازر والتدمير، وتوسيع المستوطنات، وقلب الحقائق عن حقيقتها، باسم العالم الحرّ ومحاربة الإرهاب.

وهذا الموقف الهزيل دائماً، والذي خلق ضعفاً كبيراً في الموقف العربي – صاحب الحق – أمام الموقف الإسرائيلي – دولة الإحتلال -، وأدى بشكل واضح إلى التعامل مع قيمة حياة الإنسان الفلسطيني بشكل مختلف عن قيمة حياة الإسرائيلي، حيث تقوم الدنيا ولا تقعد في العالم كله عندما يقتل اسرائيليون، باعتبار أنه إرهاب ضد مدنيين، فيما لا يتم التعليق على سقوط مئات الشهداء الفلسطينين المدنيين بالعشرات، وبينهم نسبة تفوق الـ 40% من الأطفال، وعددأ كبير من النساء والشيوخ، لا أحد في العالم يترحم على موتهم، حيث تسوقه حكومة إسرائيل على أنه دفاع عن النفس ويقبله العالم.

وإذا ما أمعنّا النظر في الموقف الدولي بمجمله، من هذا الموضوع، في وقت تستطيع اسرائيل إلصاق تهمة اللاسامية بكل من يتجرأ ويدينها، فقد أصبح لسان حال المسؤولين في دول العالم يقول، "لماذا اكون ملكياً أكثر من الملك"، في مراقبتهم للموقف العربي العاجز، والصامت، حيال ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تدمير ممنهج للإنسان والمكان والتاريخ.

ولكي نخرج من هذه الدوامة، نحتاج لأن نرفع قاع مطالبناً إلى سقف الآخرين وليس أن نعقد قمماً بسقف "القاع".

http://www.miftah.org