أطباء لحقوق الإنسان يعربون عن قلقهم من تدهور الأوضاع الصحيّة في قطاع غزة
بقلم: مفتاح
2004/10/4

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=1745


تل أبيب - وفا- أعربت منظمة "أطباء لحقوق الإنسان" - فرع إسرائيل - عن قلقها العميق، من تدهور الأوضاع الصحيّة في شمال قطاع غزة المحتل، خاصة بسبب العدد الكبير من الأطفال المصابين.

وقالت المنظمة في بيانٍ لها اليوم، ووصلت نسخة عنه لـ"وفا": إنّ العديد من المواطنين الفلسطينيين، بضمنهم عدد هائل من الأطفال، استشهدوا أو جرحوا بواسطة الجيش الإسرائيلي، حيث استشهد على الأقل 15 طفلاً في عملية الاقتحام الأخيرة.

وأكدت المنظمة أنّ أطقم طبيّة تواجه صعوبة في الوصول إلى أهدافها، والكثير من الأضرار أصابت البيوت وغيرها من المباني كالمدارس، مشدّدة على أن جزءاً من هذه الأضرار وعمليات القتل والجرح، ناتجة عن استعمال القوات الإسرائيلية لأسلحة ثقيلة وقوّة مفرط بها.

وأضافت المنظمة، أنّ الوضع الصحي غير المقبول، ناتج عن سياسة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ سنوات لقطاع غزة.

وقالت المنظمة: إنّه وفقًا للتقارير التي وصلتها من شمال قطاع غزة، خاصّة بيت لاهيا وجباليا ومخيّم جباليا للاجئين، فإنّ الخدمات الطبيّة شلّت تماماً، ما يهدّد صحّة وحياة السكان، وخاصّة المرضى المزمنين والأطفال والنساء الحوامل.

وضربت المنظمة مثالاً جاء فيه، إنه منذ بداية العملية في شمال قطاع غزة، في الـ 28 من أيلول- سبتمبر، فإنّ السلطة الفلسطينية لم تستطع نقل الأمصال الواقية للسكّان الفلسطينيين، حيث يتمّ تعريض حياة الأطقم الطبيّة المحلية في شمالي القطاع للخطر.

وأشار البيان إلى وجود عيادة طبيّة واحدة تعمل في شمال القطاع، في بيت حانون، ولكن مخزون الدم والدواء فيها في حالة نقص مستمرة.

وأشارت المنظمة إلى أنّ المئات من العائلات التي تسكن في بنايات العودة والندى المحاذية لمستعمرة "نيتسانيت"، ينقصها الحليب للأطفال، وبدون كهرباء، ويوجد لديها القليل من المياه، وبعض الأطفال الذين يعانون من الربو لا يتلقّون الدواء اللازم ضد مرض الربو، وهناك خمس حالات من مرضى السكري بدون حقن أنسولين ما يعرّض حياتهم للخطر.

وأشار بيان منظمة "أطباء لحقوق الإنسان" إلى الحالة النفسية السيئة التي يعاني منها الأطفال الفلسطينيون في شمال القطاع، بسبب التواجد المكثف لقوات الاحتلال الإسرائيلي هناك، وتواجد الدبابات بجانب بيوتهم. وأكد بيان المنظمة أنّه منذ بداية التوغل الإسرائيلي، فإنّ المرضى لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات في غزة، أو مغادرة قطاع غزة إلى إسرائيل لتلقي العلاج الطبّي.

وأشار البيان إلى أنّه حتى بداية الأعياد اليهودية، قبل نحو أسبوعين، نحو 50 مريضاً يومياً، بينهم مرضى السرطان، كانوا يدخلون إسرائيل لتلقي العلاج ولكن منذ الأعياد اليهودية، تمّ منع هؤلاء من الدخول إلى إسرائيل بصورةٍ تامّة، ما يؤدّي إلى تدهور حالتهم الصحية، خاصة مرضى السرطان.

ودحضت الجمعية إدعاءات الجيش الإسرائيلي من تمكينهم للحالات الإنسانية من التنقل، حيث قالت المنظمة: إن سيارات الإسعاف تتعرّض لإطلاق نيران الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أنها لا تعرف عن أية حالة تمّ فيها تنقل سيارة إسعاف بنجاح في "الممر الآمن"، الذي تدّعي القوات الإسرائيلية استعماله.

وقالت المنظمة: إنّ الجيش الإسرائيلي مسؤول مسؤولية كاملة عن السكّان الفلسطينيين، لكونهم يعيشون حاليًّا في منطقة محتلة، خاصّة وأن جيش الاحتلال لا يتعامل بصورة إنسانية مع الحالات الخاصة.

وحملت المنظمة المسؤولية لإسرائيل، لكونها مسؤولة عن تأمين وصول الأطقم الطبية إلى السكان المحتاجين للعلاج، في ضوء "العملية غير المنتهية والتي قد تستمر لعدة أسابيع".

http://www.miftah.org