من أروع صور التضامن: فلسطينية ترفض تلقي العلاج الكيماوي في إسرائيل
بقلم: مفتاح
2004/10/4

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=1747


غزة - وفا- بالرغم من المعاناة المزدوجة، التي تعاني منها المواطنة فاطمة طالب محمود برغوث (28 عاماً) المصابة بمرض السرطان، وبالرغم من التدهور الصحي المستمر في حالتها، وانتشار المرض العضال في جميع أنحاء جسدها النحيل، إلا أنها ترفض بتاتًا أن يتم تفضيلها على غيرها من مرضى السرطان في قطاع غزة، ودخولها لوحدها لتلقي العلاج في مستشفى "تل هشومير" في تل أبيب وسط إسرائيل.

وتسطّر فاطمة الشابة، بصوتها الضعيف الذي يظهر فيه الألم، أسمى معاني التضامن الفلسطيني، حيث رفضت بصورة تامة، أن يتم دخولها عبر معبر "كيسوفيم" إلى إسرائيل لتلقي جرعتها العلاجية الكيماوية، مؤكدة أنها تفضل الموت على أن يتم تفضيلها على غيرها قائلة: "لأنني لست أحسن منهم".

وقالت فاطمة برغوث، التي تحاول منظمة "أطباء لحقوق الإنسان" تقديم يد العون والمساعدة لها ولزملائها من مرضى السرطان الـ 55 الذين يتم علاجهم في مستشفيات إسرائيل، :"الحمد لله أنا مريضة بالسرطان ومصابة في الغدة اللمفاوية والظهر وفي جميع أنحاء جسدي، والأطباء في غزة أشاروا علي بتلقي العلاج الكيماوي وقد تلقيته بالفعل في إسرائيل، ست جرعات بمعدل جرعة أسبوعية واحدة، لأن العلاج الكيماوي غير متوفر في غزة، ومنذ ثلاثة أسابيع لا أتلقى العلاج الكيماوي في مستشفى "تل هشومير" وكل يوم وضعي يتدهور وحالتي الصحية تسوء".

وكان وزير الحرب الإسرائيلي، شاؤول موفاز، استجاب لتوجّهات منظمات إنسانية بالسماح لفاطمة بالدخول لتلقي العلاج الكيماوي في إسرائيل، بشرط أن يتم الدخول من معبر "كيسوفيم" المعد لنقل البضائع.

وعدا أنّ فاطمة رأت في السماح لها بالدخول إلى إسرائيل عبر معبر بضائع، إهانة لها، فإنها رفضت بتاتًا أن يتم تفضيلها على أبناء شعبها الذين يعانون من المرض الخبيث، وقالت: "أنا أفضّل الموت على أن أدخل لوحدي ويبقى غيري من مرضى السرطان بدون علاج".

وأكدت فاطمة برغوث، رفضها التام الدخول إلى إسرائيل ما دامت السلطات الإسرائيلية لم تسمح لبقية المرضى بالدخول عبر معبر بيت حانون "إيرز" الذي عادة ما كانوا يدخلون عن طريقه.

وقالت: "ماذا سيقول عني أبناء شعبي حين عودتي من العلاج لوحدي؟ كيف سأجيبهم على تساؤلات ما هو سبب تفضيلك على غيرك؟ لماذا يتم تفضيلي أنا بالذات بالرغم من أن هناك آخرين يعانون أكثر مني، وأحدهم توفي بعد تدهور حالته الصحية؟ وقالت: صحيح أنني مريضة وأعاني، لكنني جزء من الشعب الفلسطيني الذي يعاني، وأنا على استعداد أن أعاني مثله وأكثر".

وروت فاطمة برغوث، أنه قبل ثلاثة أسابيع، حاولت الدخول مع أربعة مرضى ومرافيقهم بسيارة إسعاف فلسطينية، ولكن دبابة إسرائيلية أطلقت الرصاص عليهم، ما أدى إلى تراجع السائق، وقالت: "عبرنا السواتر الترابية وبقية الشارع الذي هدمته جرافات إسرائيل، وتقدمنا قليلاً وإذا بدبابة إسرائيلية كانت تبعد عنا نحو مائة متر، بدأت بإطلاق النار علينا بصورة عشوائية. فتراجعنا".

وأكدت أن العلاج الذي تتلقاه وزملاؤها ليس منّة من إسرائيل، بل وفقًا لتأمين صحي وتغطية مالية من قبل وزارة الصحة الفلسطينية.

http://www.miftah.org